سقوط الطفل المغربي الراحل "ريان" فى البئر، يوم الثلاثاء الماضى، وبقاءه لمدة 5 أيام متواصلة، حتى تم إخراجه بعد أن فاضت روحه إلى بارئها مساء السبت الماضى، جعل العالم بأسره فى حالة ترقب وقلق وخوف.
ريان ذلك الطفل البرىء لطالما عانى من الخوف ما عانى داخل البئر المظلم، وطاله من الفزع ما لم نستطع عليه صبرا إن عايشناه، أعطى لنا دروسا مفادها أن الفطرة الإنسانية والرحمة ليست ميالة إلى الشر والكره، لكنها لوثت بسبب التفرقة والصراعات والحروب التى شهدها ويشهدها العالم.
فجميعنا أمضى تلك الأيام يتلهف ويترقب وينتظر ولو خبر صغير يعلن عن خروج ريان من البئر المظلم بنجاح ورجوعه إلى حضن والدته، والذى سقط فيه بالقرب من منزله بولاية شفشاون شمالي المغرب.
وعاش الجميع لحظات سعادة وفرح لم تستمر طويلا أعقبها حسرة وخيبة أمل، بعد إعلان الديوان الملكى المغربى عن وفاة الملاك البرىء ريان، لا شك أن خبر وفاته نزل كالصاعقة على الجميع.
ولا نبخس دور السلطات المغربية والجنود المجهولة من الشعب المغربى على جهودهم المبذولة في محاولة انقاذ الطفل ريان، والذين ظلوا يعملون لمدة 4 أيام متواصلة دون توقف ودون كلل أو ملل، كلمات الثناء والشكر لا تكفيهم جزاء ما قدموه بكل تفانى وإخلاص.
والمؤكد أن الطفل ريان رحمه الله، استطاع توحيد قلوب الكثير حول العالم، ليحيى شيئا من الإنسانية التى كانت مفقودة، فقصته أشبه بالملحمة الكبرى، شارك فيها الجميع بالدعاء والتضرع إلى الله من أجل إنقاذه من غياهب الجب ورده إلى أهله سالما.
حيث وجدنا مواقع التواصل الاجتماعى تضج بهاشتاجات التضامن مع ريان، وامتلأت الصفحات والحسابات بالصور والأدعية ورسائل التعاطف معه فى محنته بل لا يكاد يخلوا بيت إلا وبداخله من يتابع ويدعو بلهفة لفك كرب الطفل البرىء، فى مشهد غير مسبوق وملئ بالترابط والإخاء، لكن لا اعتراض على حكم الله فقد فاضت روحه قبل أن يخرج جسده من البئر لحكمة لا يعلمها إلا رب العباد.
مات الملاك البرىء ريان، وشيعت جنازته بمسقط رأسه بولاية شفشاون، أمس الاثنين بمشاركة عدد غفير من الشعب المغربى، ليترك خلفه قصة حزينة أوجعت قلوب الملايين حول العالم.
خالص عزائنا ومواساتنا إلى والد ووالدة والشعب المغربى والعربى والعالم أجمع فى وفاة شهيد البئر "ريان".