فى مثل هذا اليوم من عام 1425 قبل الميلاد، رحل عن عالمنا الملك تحتمس الثالث فرعون المجد والانتصار وسيد الملوك المحاربين والعسكريين ومكمل الإمبراطورية المصرية فى العالم القديم متخذًا من جده الملك المؤسس تحتمس الأول قدوة ومثلاً أعلى، توفى والده تحتمس الثانى فى عام 1479 ق.م، تاركا العرش لابنه تحتمس الثالث، الذى لم يكن عمره قد تجاوز السادسة، وقامت حتشبسوت، وهى عمته وزوجة أبيه فى آن واحد، بتنصيب نفسها وصية على عرش الملك الصغير تحتمس الثالث، وبعد عامين، نصبت نفسها ملكة للعرش، وحكمت لمدة عشرين عاما، بعد ذلك اختفت، واعتلى تحتمس الثالث عرش والده فى عام 1455 ق.م، فهل قتل تحتمس الثالث حتشبسوت؟.
يقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، إن تحتمس الثالث ظل فى الظل فترة طويلة إلى أن تم غياب أو إقصاء الملكة حتشبسوت عن المشهد السياسى فى البلاد، وخرج الأسد من عرينه لتظهر لنا شخصية الملك تحتمس الثالث الأسطورية مسجلاً مجد مصر العسكرى المدون بأحرف من نور وإعزاز فى كل كليات وأكاديميات العالم العسكرية.
كما أوضح وأوضح كتاب "ملكات مصر" للدكتور ممدوح الدماطى، أنه طبقًا للتقاليد الدينية المصرية اعتبرت حتشبسوت، خارجة على الشرعية الدينية للحكم، إذ أن الملك الحاكم يجب أن يكون ذكرًا ممثلاً للمعبود حورس رب الملكية، حتى يمنح الشرعية الدينية والقبول لدى الشعب، لذا تطلب وضع حتشبسوت بعض معالجات سياسية دينية لتحمى جلوسها على العرش، خاصة انها بدات وصية على عرش الملك رسمى هو تحتمس الثالث، ونظرًا لكونه طفلاً صغيرًا، وكانت أمة إحدى محظيات الملك تحتمس الثانى، مع ذكاء حتشبسوت وطموحها للحكم، الذى ربما بدأت فى ممارسته فى فترة حكم اخيها وزوجها الضعيف تحتمس الثانى، هيات الظروف السياسية فى البيت الحاكم لها فرصة التربع على العرش والانفراد بالحكم حتى وإن كانت شراكة رسمية مع الملك الصغير.
وظل تحتمس الثالث ظل فى الظل فترة طويلة إلى أن تم غياب أو إقصاء الملكة حتشبسوت عن المشهد السياسى فى البلاد، لتظهر لنا شخصية الملك تحتمس الثالث الأسطورية مسجلاً مجد مصر العسكرى.
وحول اختفاء الملكة حتشبسوت وهل للملك تحتمس الثالث علاقة بهذا الاختفاء من عدمه، ذكر عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس عن ملامح مومياء الملكة قائلا: حتشبسوت كانت ملكة بدينة، وأسنانها كانت متساقطة، ورحلت وهى فى الـ 55 من عمرها، وكانت مريضة بالسكر، وماتت بسبب مرض السرطان، وكل هذا تم كشفه من خلال الأشعة المقطعية.
ويقول كتاب "قادة مصر الفرعونية- حتشبسوت" الصادر عن مكتبة الأسرة أنه تم العثور على مومياء من قبل عالم الآثار هوارد كارتر وهى مجهولة لأنثى فى مقبرة "سات رع" تعرف باسم "إنيت" التى كانت مربية الملكة حتشبسوت فى طفولتها، ولا شك أنه من الممكن أن تكون هذه المقبرة الصغيرة قد عدت مكانًا أمنا لإخفاء جثمان "حتشبسوت"، وترجع المومياء لسيدة بدينة فى منتصف العمر، لديها أسنان بالية، وشعر ذهبى يميل إلى الحمرة، وقد تم تحنيطها، وذراعاها متقابلتان على جسدها فى الوضع النموذجى لملوك الأسرة الثامنة عشرة، وقد ثبت مؤخًرا أنها مومياء حتشبسوت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة