في الأوقات الصعبة: "المسرح.. نافذة أمل".. أطروحة مهمة جدًا في الوقت الحالي يطرحها مهرجان "أيام الشارقة المسرحية" في دورته الـ31، والتي ستنطلق يوم 17 مارس وتستمر حتى 25 من نفس الشهر، وسيشارك فيها مسرحيون ونقاد من كل الدول العربية ليلتقوا في عاصمة المسرح العربي "إمارة الشارقة" وبرعاية رجل المسرح والثقافة المستنير سلطان بن محمد القاسمي.
أحيي مدير أيام الشارقة أحمد أبو رحيمة والذين معه على اختيار هذا العنوان الذي يأتي في فترة صعبة يشهدها العالم علي جميع الأصعدة الصحية والسياسية والاقتصادية، فهناك جائحة ما زال تأثيرها متعمقًا في حياتنا، وتؤثر بكل تأكيد علي الفنون وعلي المسرح بالأخص، كما أن هناك ظرفًا سياسيًا له تأثير كبير أيضًا علي الحياة الثقافية والفنية في العالم وهو الحرب الروسية الأوكرانية، ودائمًا ما تظهر قيمة وأهمية المسرح في الأزمات ليخرج لنا هذا الفن العتيق ليمنحنا بارقة أمل بعروضه ويدخلنا في حالة شعورية أثناء مشاهدته، فالمسرح هو الحياة، وهو الحيوات التي نعيشها ونتعايش معها.
حقًا المسرح نافذة أمل من خلاله نتنفس ونفكر ونحلم ونتأمل ونعيش حيوات غير حياتنا مع أبطال نصنعهم لمدة زمنية نحدد لها بداية ونهاية، وربما لا تنتهي الحكاية وتظل معنا خارج قاعات العرض لنظل نفكر ونتعايش مع القصة الإنسانية التي عشناها داخل المسرح لتمتد معنا خارجه
وكما قال أوغستو بوال إن إحدى مهمات الفن هي إيقاظ إحساس البشر بالجوانب المشهدية في حياتهم اليومية، التي يلعب فيها الممثلون أيضًا دور المشاهدين لانفسهم، وهي أداءات يلتقي فيها المسرح والحياة على الأرض، نحن جميعًا فنانون وحين نقدم عروضًا مسرحية فإننا نتعلم كيف نشاهد ما هو جلي واضح لنا، ولكننا فاقدون للقدرة على رؤيته، لأننا تعودنا على الاكتفاء بالنظر اليه فقط، ولهذا يصبح المألوف لنا غير مرئي، وتقديم المسرح هو ضرب من إنارة مسرح الحياة.