دائما ما يفاجئ الرئيس عبدالفتاح السيسى، الجميع داخليا وخارجيا، باتخاذ خطوات خارج التوقعات، مدهشة، ومدروسة وفى أوقات دقيقة.
انطلاقا من ذلك اكتسبت زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضى، أهمية كبرى فى توقيتها، وما حملته من رسائل جوهرية، فى ظل ما يمر به العالم، من حالة مخاض صعبة ومعقدة، تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، والعالم يقف على أقدامه، ويضع الأيادي على القلوب، خشية تطورها، وتأزمها.
انطلاقا من ذلك اكتسبت زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضى، أهمية كبرى فى توقيتها، وما حملته من رسائل جوهرية، فى ظل ما يمر به العالم، من حالة مخاض صعبة ومعقدة، تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية، والعالم يقف على أقدامه، ويضع الأيادي على القلوب، خشية تطورها، وتأزمها.
الدولة المصرية، خطواتها محسوبة ودقيقة، ترتكز على مقوماتها الشاملة، وقدراتها وتأثيرها السياسى والعسكرى، ومن قبلهما، الإرث الحضارى الضخم. بجانب إدراك حقيقى بأن الأمن القومى العربى، جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، والإيمان المطلق، بإعلاء فضيلة الشرف والاحترام والتقدير، لتغلف سياستها ومواثيقها ووعودها.
النظام العالمى، وخريطة القوى التى تتشكل حاليا، يدفع العرب إلى ضرورة إيجاد مكان قوى وفاعل فى هذه الخريطة من خلال التكتل والتكامل، وإعلاء المصالح، إذا ما وضعنا فى الاعتبار القدرات والإمكانيات الكبيرة التى يمتلكها العرب بشكل عام، والدول ذات الثقل مثل مصر والسعودية والإمارات والكويت وغيرها من الدول العربية المحورية، ما يمكنها أن تجد موضع قدم فى الخريطة العالمية الجديدة التى تتشكل الآن.
تتشابه مصر والسعودية، تقريبا فى المشروع الضخم 2030، فمصر تنتقل وبخطوات ثابتة ورغم الصعوبات القهرية الخارجة عن إرادة الدولة المصرية، وأيضا مختلف دول العالم، بدءا باجتياح وباء كورونا، مع بداية 2019 وتأثيراته الموجعة على انطلاقة نمو الاقتصاد المصرى، ثم التضخم الذى تمخض عن الوباء، وأخيرا الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثيراتها المزلزلة للاقتصاد العالمى.
ومع ذلك، مشروع الإصلاح الاقتصادي، وما تم إنجازه طوال السنوات السبع الماضية، فى كل القطاعات، كان له الأثر الإيجابي البالغ فى التقليل من تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية، ونقص السلع الضرورية، ويؤكد الرؤية الثاقبة والمبكرة للقيادة السياسية، فى اتخاذ كافة القرارات الكبيرة، للإسراع فى عملية التنمية الشاملة، بما يمكن البلاد من الانتقال للجمهورية الجديدة العصرية، والقدرة على امتصاص الأزمات وعبورها.
ونفس الأمر يحدث فى المملكة العربية السعودية، التى بدأت أيضا، وتحت رؤية القيادة الحالية، فى طرق أبواب التنمية الحديثة، بعد أن ظلت المملكة لعقود طويلة تعتمد على الاقتصاد التقليدى، كان قوامه النفط فقط، بينما رؤية 2030 تعتمد على التنمية الشاملة، اقتصاديا وثقافيا وترفيهيا. والحقيقة أن من بين المشروعات العظيمة فى بناء الإنسان، هو حركة التنوير والانفتاح والذى سيُكتب بأحرف من نور باسم القيادة الحالية، والتى حققت فيه نجاحات كبيرة.
مصر والسعودية تتشابهان إلى حد كبير فى كل شىء، فى هذه المرحلة، فالبلدان الشقيقان، يقودهما قيادتان تتمتعان باقتحام وفتح كافة الملفات الصعبة، والإيمان أن بلادهما، تستحقان ما هو أفضل كثيرا مما كانت عليه، لملاحقة ركب الدول المتقدمة.
مصر والمملكة لو تمكنتا من وضع خطة تكاملية بين البلدين، فى كافة المجالات، وبما يملكانه من إمكانيات، سينعكس ذلك على الشعبين الشقيقين، بكل الخير والازدهار.