كنت أتمنى لو كل سيدة مصرية على أرض هذا الوطن حضرت الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي ، بحضور السيدة الأولى إنتصار السيسي والذي تحول إلي يوم عيد بالفعل ، فتلك النخبة الرائعة من سيدات يمثلن مختلف طوائف المجتمع المصري كن حاضرات ، بل كان هناك سيدات يمثلن منظمات ومؤسسات دولية ، لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو تلك الروح الجميلة التي سادت الحضور ، وتلك الحوارات واللقاءات والنقاشات التي دارت قبل بداية الحفل .
لكن كانت طلة السيدة الأولى إنتصار السيسي بما تحمله من أناقة وبساطة ومحبة للجميع هي الملاحظة التي تشاركت فيها كل الحاضرات ، ولعل هذا ما ظهر في بداية كلمتها حين حملت تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، لكنها في معرض حديثها قالت إن هذه مناسبة للقاء الصديقات والحبيبات، وهي عبارة تلقائية ربما لما يسبقها إليها أحد من قبل ، وربما لمس هذا كل المصريون في انطباعهم عن تلك السيدة التي يعتبرونها دائما واحدة منهم ، لا تتكلف في مظهرها ، ولا تتباهي بمكانتها وتعتبر الجميع أخوة وأصدقاء لها .
كان هذا هو الانطباع من مقاعد المشاهدات ، أما من يستمع إلى المكرمات ، وهن من خيرة سيدات مصر فقد حرصت على مجاملة كل منهن كما لو كانت على معرفة قديمة بها ، ولعل هذه مناسبة لتحية اختيارات المكرمات ، اللاتي تمثل كل واحدة منهن إنجازا راقيا سواء في مجال العلم أو خدمة المجتمع أو الصحافة أو الفن .
ربما لاحظ البعض أن السيدة انتصار السيسي قد شغلت بالحوار أثناء استقبال المكرمات لأكثر من مرة مع أحد المعاونين ، ولقد تملكني فضولي الصحفي واستفسرت من عدد من المكرمات إن كن قد سمعن شيئا من الحديث ، ولقد علمت أنها شُغلت بصعود وهبوط درجات سلم المسرح للمكرمات فمنهن متقدمات في السن وبعضهن لديه مشاكل في الحركة ، وقد طلبت أن يكون هناك من يتابعهن ويساعدهن حرصا عليهن .
إذن هي ليست منشغله بالكاميرات التي تحيط بها ولا بمئات الحاضرات ، لكنها منشغلة بسلامة هؤلاء السيدات وسلامتهن ، وهذا يفسر لنا شخصية هذه السيدة المصرية الأصيلة ، التي تساءل الكثيرون عن ندرة ظهورها ، وقلة تواجدها على الرغم من أنها تمارس نشاطا اجتماعيا كبيرا دون أن تعلن عنه ، فهي تهتم بالأداء أكثر من اهتمامها أن يُنسب جهد إليها ، وتهتم بالهدف الذي يعنيها أكثر من اهتمامها بشعبية أو شهرة ، وتشعر بمسئوليتها تجاه الجميع .
كل هذا يحمل ردا على السؤال الملح لماذا يقل ظهورها ، وقد أجابت عنه من قبل السيدة انتصار بأنها تشعر بمسئوليتها تجاه الرئيس وتجاه أسرتها الصغيرة ، لكنها في نفس الوقت تقدم جهودا في مجال خدمة المجتمع لعل أبرزها ما ظهر مؤخرا من خلال متابعتها لمشروع حياة كريمة .
تحية تقدير لهذه السيدة الرائعة ، التي حولت احتفالا تقليديا إلي يوم عيد لكل امرأة مصرية ، وقدمت نموذجا طيبا لكل سيدة لم تشغلها مكانتها عن أسرتها ، وتحية لكل سيدة مصرية تكد وتكدح في عملها ، وتجاهد للحفاظ على أسرتها .