ملتقى التراث والفوتوغرافيا يوثق ملامح الموروث فى الدول العربية.. صور

الأحد، 13 مارس 2022 01:20 م
ملتقى التراث والفوتوغرافيا يوثق ملامح الموروث فى الدول العربية.. صور أيام الشارقة التراثية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرتفع إيقاع فعاليات "أيام الشارقة التراثية" فى نسختها التاسعة عشرة نحو مزيد من الجذب والتنوع والثراء من خلال تواصل الفعاليات والبرامج والمعارض المختلفة فى ساحة التراث فى منطقة قلب الشارقة، والتى تستمر حتى 28 مارس الجاري، وبمشاركة 33 دولة و28 جهة حكومية اتحادية ومحلية.

معرض خمسون عاما ًمن حكم سلطان.. توثيق النقلة النوعية فى الإمارة

من أهم المعارض التى تتخذ من ساحة التراث موقعاً متميزاً لها فى مهرجان هذا العام معرض "خمسون عامًا من حكم سلطان" والذى يوثق بأسلوب شيق ونمط تكنولوجى جذاب معالم النقلة النوعية التى شهدتها إمارة الشارقة فى مختلف الجوانب منذ أن تولى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة - مقاليد الحكم فى الإمارة فى 25 يناير 1972 وحتى الآن.

 

أيام الشارقة التراثية (4)
 
وقالت ذكريات معتوق، مدير إدارة المعارض بمعهد الشارقة للتراث ورئيس لجنة المعارض فى أيام الشارقة التراثية: "إن هذا المعرض الذى يتوسط ساحة التراث يمثل أهم المعارض الرئيسية الأربعة التى يقدمها المهرجان فى دورته الحالية، وهو معرض نوعى جدير بالزيارة، كونه يواكب هذه الذكرى العطرة فى تاريخ الإمارة، ويجسد مسيرة خالدة انطلقت قبل خمسين عاماً، وأيضاً لكون فكرة المعرض مبنية على مفهوم جديد للعرض ونمط تكنولوجى بحت يخرج عن إطار المعارض التقليدية، كونه يخاطب اهتمامات الجيل الحاضر والمستقبل والذى يرتبط بالتكنولوجيا فى كل تفاصيل حياته، وهو ما يتوافق مع شعار المهرجان لهذا العام "التراث والمستقبل".
وأضافت أن التصميم شمل وضع مجسم لجذع شجرة الرولة فى وسط موقع المعرض ليمنح دلالة واضحة على أن النهضة الشاملة والحافلة للإمارة مستندة إلى جذور تاريخية راسخة ورمز دلالى عميق يتصل عبر الحاضر صعوداً نحو اتجاهات المستقبل، وهى رمزية جميلة للدور الجليل والإسهام العظيم من حاكم الإمارة 

من جديد "الأيام".. "ملتقى التراث والفوتوغرافيا"

وتحتضن ساحة التراث فى منطقة قلب الشارقة (ملتقى التراث والفوتوغرافيا) الذى يفتح أبوابه للزوار طوال أيام المهرجان، ويضم معرضاً للصور التى تبرز مجموعة من أهم عناصر ومكونات التراث الثقافى فى عدد من الدول العربية، ويشمل 31 صورة منتقاة التقطتها عدسة 31 مصوراً من 15 دولة عربية، منهم 3 مصورين إماراتيين، ومصوريْن اثنين من كل دولة عربية مشاركة.

أيام الشارقة التراثية (3)
 

 

وفى هذا الإطار، أوضح المشرف على المعرض الدكتور إسلام عز العرب أستاذ التراث الشعبى فى المعهد العالى للفنون الشعبية التابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة أنه تم إبراز الصورة المعروضة بمقاسات مناسبة قابلة للرؤية والاستمتاع من قبل الجمهور، مضيفاً إن هذه الصور تمثل خلاصة مختارة من 155 صورة شارك بها نخبة من كبار محترفى التصوير العرب المهتمين بتوثيق الشأن التراثى والثقافى فى العالم العربي. 

المقهى الثقافي: دلالات المكان فى المنطقة الوسطى من الشارقة وتجلياته الشعرية

وفى ثالث أيام فعاليات المقهى الثقافي، عقدت جلسة تناولت دلالات المكان فى مدن المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة وتجلياته فى الشعر الشعبي، كما استعرضت فى جانب منها مشروع مليحة الزراعي، بمشاركة نخبة من الكتاب والباحثين والخبراء المختصين فى التراث الشعبى الإماراتى ولا سيما فى مناطق ومدن الإمارة الباسمة، وهم الدكتور راشد المزروعى والدكتور سالم زايد الطنيجى والدكتور خليفة سيف الطنيجي.
واستعرض الضيوف خلال الجلسة التى أدارها المحاضر والخبير فى معهد الشارقة للتراث الأستاذ عادل الكسادى جانباً من التراث المادى والأدبى المرتبط بمفهوم المكان فى المنطقة الوسطى وبواكير المشاريع التنموية فيها.
 
 
أيام الشارقة التراثية (8)
 
وخصص الدكتور سالم الطنيجى ورقته للحديث عن حصن الذيد الذى يعتبر من أهم المعالم التراثية فى هذه المدينة، ويعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي، وقد نال الاهتمام البالغ من حكومة الشارقة بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة  والتى أثمرت عن إنجاز عملية تجديد الحصن وإحيائه ليخرج بإطلالة جديدة ومميزة فى فبراير الماضي، وقدم الطنيجى إطلالة سريعة على الدور الدفاعى قديماً لهذا الحصن كموقع عسكرى واستراتيجى فى الذيد بما يتضمنه من أبراج وغرف للحاكم والمخطوطات ومخازن، حيث ساهم بصورة كبيرة فى الحماية من هجمات الأعداء، فضلاً عن كونه سابقاً ملتقى للقوافل والعابرين والتجار ومكاناً لاجتماع الحاكم مع الضيوف، مع التميز المكانى لهذا الحصن كونه يتربع على شريان طبيعى حيوى ومهم وهو ماء الشريعة (الثقبة). وأشار سالم الطنيجى إلى أن تحتضن أيضاً العديد من الأبراج مثل المضارسة والرجيبة وبرج طنيج إضافة إلى مسجد الشريعة وغيرها من المعالم التاريخية، داعياً إلى تعزيز الدور الاقتصادى والاستثمارى لحصن الذيد باعتباره وجهة سياحية جاذبة للزوار ومحبى السياحة التراثية.
 
 

حفل توقيع كتاب "رحلة المقيظ فى التراث الثقافى الإماراتي".. للدكتورة موزة بن خادم

وضمن سلسلة فعاليات توقيع وإطلاقات الكتب الجديدة والمرتبطة بمكونات الموروث الثقافي، احتضن المقهى الثقافى أيضاً مراسم حفل توقيع كتاب "رحلة المقيظ فى التراث الثقافى الإماراتي" للباحثة الإماراتية الدكتور موزة بن محمد خادم المنصوري، ومن إصدارات معهد الشارقة للتراث، وبحضور لفيف من عشاق الموروث الثقافى الإماراتي، والذين حرصوا على اقتناء نسختهم الممهورة بتوقيع الباحثة.

 

أيام الشارقة التراثية (6)
 

وفى إطار سلسلة البرامج التعليمية والأكاديمية المقررة فى المهرجان، استضاف جناح التراث العربى محاضرة للأستاذ خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربى والزخرفة الإسلامية، تحدث فيها عن الحفاظ على الهوية الحضارية للخط العربي، وبحضور مجموعة من عشاق الخط العربى والمهتمين بالفنون العربية بشكل عام.


الخط العربي.. هوية حضارية جديرة بالاهتمام

 

فى بداية المحاضرة، أكد الجلاف أن مفهوم التراث بمعناه الواسع يشمل كل موروث فنى مارسه الأجداد فى الماضى ونقلوه إلينا. ومن عناصره الأصيلة المهمة فن الخط العربى باعتباره فناً عظيماً يرتقى بهوية كل عربى ومسلم، مشيراً إلى أن هذا الخط يتمتع بميزة خاصة وجذور راسخة توارثتها الأجيال منذ فترة ما قبل الإسلام وانتقلت لما بعده مروراً بالعصور الإسلامية المختلفة، وهى ميزة تكاد تفتقدها خطوط الحضارات الأخرى.
وأضاف الجلاف أنه على المستوى المحلي، فقد كان للخط العربى حضور مؤثر فى تاريخ الإمارات وموروثها الشعبى وجذور نشأة وتطور شعب هذه المنطقة من خلال استخدامه للتدريس وتعليم القرآن واللغة العربية فى الكتاتيب بواسطة المطوع واعتماد هذا الفن الإبداعى أيضاً للكتابة فى ديوان أو مجلس الحاكم قديماً، وهو ما يؤكد أهمية الخط العربى ودوره فى توثيق الأحداث والمنعطفات التاريخية والقرارات المهمة فى المنطقة.
 
أيام الشارقة التراثية (5)
 
وتطرقت المحاضرة إلى أشهر رواد الخط العربى منذ القدم وحتى الآن مروراً بعصور إسلامية مهمة، وكيفية تطور ونضوج استخدامات الخط خلال هذه الفترة، لافتاً إلى أن إهمال بعض فئات من العرب لهذا الفن وعدم إدراكها لدوره الحضارى قوبل باهتمام كبير من غير العرب سواء من المسلمين بل من غير المسلمين الذين عشقوا هذا الفن وانكبوا على تعلم الخط ودراسته وتعليمه والتمكن فيه، ما أثمر عن اقترابهم أكثر لتعاليم وعناصر هذا الدين الحنيف ودخولهم فيه.
أيام الشارقة التراثية (7)
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة