بداخلي صوتٌ يناديكَ إلى الموت.. قصيدة لـ يونان سعد

الإثنين، 14 مارس 2022 07:30 م
بداخلي صوتٌ يناديكَ إلى الموت.. قصيدة لـ يونان سعد يونان سعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرخيتُ حملي في السوق
لأراك
في يدي لفافةُ تبغٍ مدونٌ عليها اسمك
تشتعلُ وتولدُ من جديد
كل يوم
 
رأيتك تمشي في بساط السوق
 
تبيعُ 
وتأكلُ
 
شيءٌ يهم هنا
وشيءٌ يهمُ هناك
وتغذُ السير في حنطورك كلما نادى منادٍ 
في السوق
 
أيها الشقي احترس
في داخلي صوتٌ يناديك إلى الموت
 
رأيتكُ تمشي
على بساطِ السوق
وأنت على هذا الحال
حلوٌ وخفيف
 
ما الذي جابك إلى هنا
ستين مرةً في اليوم
وها أنا على هذا الحجم الهائل
فرسةُ الوجودِ الوحيدة
جئتُ ألتهمك
 
سامحني يا بني
 
يا أبتي إني مريض
والسيلُ أكلَ من رأسي
 
كنتُ صخرةً معدنيةً على يمينِ مصر
تطلُ على بحرٍ ضيقٍ وماكر
وها هو السيلُ يقضمُ من شعري
ويمضي بي إلى النيل
لا زلتَ تمطرُ
وفتَّتَ بدني
-ولا زلتَ تمطرُ-
 
إلى طميٍ صغير
 
 
سأولَدُ هناك كتمساحِ بحرٍ
كنداهةٍ عظيمة
كرعَّاشةٍ في مياه الهيش
كمهرجٍ وحيد في هذا الماء النازلِ على سوق المدينة
 
صيض راق 
 
قالت يا أخي هيا
اغطس بقفاك في الوحل
قلتُ إني أجيدُ الغطس يا أختي
إن الماء تحت الماء
صافٍ وكثيف
أهبطُ
أصعدُ
من طابقٍ
إلى طابقٍ
وأذوب
اطمئني 
لا يشبه الأمرُ سقوطاً من على طابقٍ في المدينة
 
هناك في جَيْبِ جيزة
شجرةُ لوزٍ نوَّارَةٍ
أكلتُ منها ذات يوم
ادفنوني تحتها
وأطعموا صاحبها
واتركوني  أرحلُ فيها في الأرض
 
هذه وصيتي صدقوني 
 
سامحني يا بني
 
سامحيني أيتها الشجرة
 
وأدخليني إلى جوفِ لوَّازةٍ
ممسوحةٌ جدرانُها بالحرير









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة