كشف وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، عن أن خطبة الجمعة القادم ستكون عن التكاتف الوطنى فى التعامل مع الأزمات لاسيما وسط الظروف التى نعيش فيها، حيث أن الوقت الحالى يتطلب منا جميعا التكاتف سواء بالتراحم أو العمل التطوعى والمجتمعى، وكذا مراجعة قضايا الاستغلال والاحتكار.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، المنعقدة اليوم الاثنين لمناقشة طلب المناقشة المُقدم من النائب طارق نصير وأكثر من عشرين عضوا بشأن استيضاح سياسة الحكومة حول استعادة واستدامة الوعى الوطنى فى نطاق عمل كل من وزارتى الشباب والرياضة والأوقاف.
وأضاف جمعه فى كلمته عن خطبة الجمعة القادمة قائلًا: " قلنا أن التاجر إذا قل هامش ربح خاصة وقت الأزمات فهو كأنه تصدق به، فنحن لسنا بمعزل عن المجتمع".
ولفت مختار جمعة، إلى تطوير خطبة الجمعة حيث تم العمل على عده نقاط منها المادة العلمية، وفقه ترتيب الأولويات، مشيرًا إلى أنه تم جمع نحو 100 خطبة عن قضايا الساعة فى كتاب ومنها التخطيط وفروض الكفايات، ومفهوم المصلحة العامة، الهجرة غير الشرعية، وحق الجوار.
ونوه وزير الأوقاف، إلى أن الكتاب أيضا تناول مفهوم عقد الامان، الحديث عن أن حرمة البيوت كحرمة الدول.
تجدر الإشارة إلى أن طلب المناقشة المقدم ذكر أن الدولة المصرية تواجه فى الآونة الأخيرة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة لم تشهدها من قبل على مر تاريخها المعاصر فى ظل عالم يموج بالصراعات السياسية والحروب الاقتصادية والهيمنة التكنولوجية والنزاعات المسلحة.
وأشار طلب المناقشة إلى أن أخطر التحديات على الدولة الوطنية هدما ذلك العدو الخفى المتمثل فى الغزو الثقافى ومحاولات طمس الهوية الوطنية، وتغييب الوعى الوطنى، ومحاصرة الدولة بالشائعات والنقد الهدام، ما يسهل من تفكيك قوى التماسك المجتمعى ومؤسسات الدولة الوطنية.
وأضاف، أن الحروب بالوكالة لعبت من خلال تصدير الجماعات الإرهابية، وتوجيه العقول عبر وسائل التواصل الاجتماعى لتغيير نظم الحكم بالثورات والاحتجاجات الشعبية غير السلمية وكانت من أبرز أدوات إسقاط الدولة الوطنية وتدمير مقدرات شعوبها، مما سمح بنهب ثرواتها واستنزاف مواردها الاقتصادية.
وأشار عضو المجلس إلى أن مصر خاضت منذ عام 2013 معركة استعادة الهوية الوطنية من أيدى جماعات الفكر المتطرف، وانطلقت مرحلة البناء والتأسيس للجمهورية الجديدة بملحمة أشبه بالمعجزة تبنتها القيادة السياسية حيث أرست قواعدها وتأسست عمائرها، حتى برزت ملامحها وظهرت جلية تسطع أمام العالم أجمع، وغدت مصر نموذجا يحتذى به إقليميا وعالميا نظير ما حققته من إنجازات مشهودة.
وأضاف البرلمانى فى طلبه: " لما كانت الدراسات والنظريات الحديثة فى العلوم الاجتماعية تؤكد على أن الوعى الوطنى ليس قضية فلسفية أو اجتماعية فحسب، بل هى صناعة تحتاج للتنمية، فقد باتت صناعة الوعى الوطنى تتطلب وضع خطط قومية واستراتيجيات طموحة لاستدامة الوعى الوطنى، وإذكاء روح المواطنة الإيجابية بالتركيز على خلق أدوات البناء وأجيال قادرة على فهم الواقع بشقيه الحقيقى والافتراضى والتعامل معه بإيجابية، وتحصين الفرد والمجتمع بالقيم والمعرفة والثقافة، ما يسهم فى بناء دولة حديثة قوية، تتسلح بالعلم والأخلاق والحضارة.
وقال أن ضرورات ومبررات الأمن القومى تتطلب وجود استراتيجية ورؤية قومية ترسم أهمية وأهداف وملامح استدامة الوعى الوطنى، وتحدد بوضوح أدوار مؤسسات الدولة المعنية وأوجه التعاون بينها، وخطط رفع الوعى الإيجابى لدى فئات المواطنين كافة، ما يضمن تنفيذ هذه الرؤية بفاعلية وكفاءة واستدامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة