فى مثل هذا اليوم منذ أكثر من 100 عاما، نجح "حمد الباسل" البطل الشعبى في توحيد الآلاف من المصريين في أحد أشهر المحافظات المصرية، للوقوف ضد الاحتلال الإنجليزى، ليتحول هذا التاريخ عيدا قوميا تحتفل به الفيوم والذي يوافق الخامس عشر من شهر مارس من كل عام، لكن هذا العام بشكل مختلف تماما عما سبق بسبب ما تشهده "الجزيرة" سابقا الفيوم حاليا لهذا الكم من المشروعات التي تحقق أحلام أهالى المحافظة سواء مشروعات "حياة كريمة" أو مشروعات قومية.
هنا جرت العادة على افتتاح عدد من المشروعات الخدمية والتنمية بالمحافظة خلال هذه الاحتفالات التي تستمر على مدار شهر مارس وأحيانا تمتد إلى إبريل من كل عام ، لكن في ظل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "حياة كريمة"، يحتفل الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم ونائبه الدكتور محمد عماد وجميع أجهزة الدولة بافتتاح العديد من المشروعات الجديدة التي توفر آلاف فرص العمل والإستثمار لأبناء المحافظة.
نعود مرة أخرى للبطل الشعبى، حمد الباسل باشا، أحد زعماء الحركة الوطنية في مصر سنة 1919 وكان عميداً لقبيلة الرماح بالفيوم، والذى تولى عدة مناصب منها أحد أعضاء الجمعية التشريعية وأحد رموز الحركة الوطنية قبل ثورة يوليو وصاحب الوكالتين في حكومة الوفد - وكيل حزب الوفد بزعامة سعد زغلول - ووكيل البرلمان في العشرين.
مشاركة الباسل البارزة في ثورة 1919م، والتي انطلقت من الفيوم، عندما علم أهل حمد باشا الباسل ، بإلقاء القبض عليه من قبل الإنجليز وأنه يتم نفيه خارج البلاد، توجه عدد كبير من أبناء عائلته إلى مركز شرطة إطسا، التابعة له قريتهم، وحاصروه وتحفظوا على المأمور الإنجليزي وأفراد القوة، ثم توجهوا إلى مديرية أمن الفيوم بالخيول، مع أفراد من عائلة أبو جليل، وحاصروا المديرية ولكن الإنجليز أطلقوا عليهم النيران من الأسلحة النارية، وتوفي في هذه المعركة 40 فردا من العائلتين، وكانت هذه الواقعة هي الشرارة الأولى في ثورة 1919م، والتي انتقلت الاحتجاجات فيها من الفيوم إلى باقي المحافظات ، جعلت محافظة الفيوم، تحظى في ذكرى ثورة 1919م، بخصوصية عن غيرها من المحافظات، لوجود أحد قيادات الثورة بين أبنائها، وهو "حمد باشا الباسل"، والذي سميت القرية التي أقامت فيها عائلته على اسم العائلة، وهي قرية "قصر الباسل" بمركز إطسا، والتي بني فيها قصر حمد باشا الباسل.
تخصيص اليوم عيدا قوميا للفيوم، بسبب مقاومة شعبها للاحتلال الإنجليزي، إبان ثورة 1919م، بقيادة أحد قادة ثورة 1919م الذى كان وفديا أصيلا مدافعا عن مبادئ الوفد آنذاك، تكريما له ولقبيلة الرماح العربية، الذين أتوا إلى مصر ليستقروا في محافظة البحيرة، وفي منتصف القرن التاسع عشر نزحوا إلى الفيوم ليقيموا في قرية "أبو حامد" التي عرفت فيما بعد، عندما بنى حمد باشا الباسل قصره عام 1907م بقصر الباسل، والذي جدده عام1939م، للإعلان عن زيارة الملك فاروق له عند افتتاحه لمشروع المياه بمركز إطسا الذي تتبعه قرية قصر الباسل.
قصة البطل الشعبى بها تفاصيل كثيره يرويها حفيده الكاتب الصحفي الكبير، عبدالعظيم الباسل، الذى ولد عام 1871م، وتكريما لوالده محمود باشا الباسل، الذي كان عمدة قبيلة الرماح، أسندت إليه العمودية وهو في سن العاشرة من عمره، فنشأ نشأة عروبية قبلية وفقا لما تربى عليه بدار والده، وفي عام 1914م تم منحه البشوية ، ومنذ نشأته، اجتهد الباسل في أن يعلم نفسه، وهو لم يحصل على شهادة جامعية، وحينما التقى بالزعيم سعد باشا زغلول في عام 1908م عند زيارته للفيوم، كوزيرا للمعارف، تعرف عليه الشاب الوطني الذي كان يطالب بتحرير مصر من الاستعمار الإنجليزي، وانخرط خلال هذه الفترة حمد باشا الباسل، في ندوات ولقاءات ومؤتمرات سعد باشا زغلول.
وفي عام 1918م انضم حمد باشا لتشكيل حزب الوفد بزعامة سعد باشا زغلول، وبعد تفويض الشعب للحزب بتحرير البلاد من الاستعمار، بدأت السلطات الإنجليزية بتضييق الخناق على زعماء الحزب وأوقفت الندوات والمؤتمرات، فكان حمد باشا يستضيف زعماء الوفد في منزله بقصر النيل بالقاهرة، والذي كان قريب من منزل سعد باشا زغلول، والمعروف حاليا ببيت الأمة.
وبعد المنفى الثاني لقيادات ثورة 1919م، ومحاكمتهم، قاد حمد باشا الباسل، الحركة الوطنية في محافظات الصعيد إلى أن تم القبض عليه ورفاقه السبعة وتم اقتيادهم إلى المحاكمة، وصدر الحكم ضدهم بالإعدام ثم خُفض للسجن المؤبد 7 سنوات وغرامة 500 جنيه، وأطلق عليهم الأسود السبعة، وبعد ذلك أطلق سراحهم مع ضغط الثوار، مع كل ذلك كان حمد باشا له مواقفه القومية، حينما ساند الثوار الليبيين بقيادة عمر المختار ومدهم بالمال والسلاح لتحرير ليبيا من الغزو الإيطالي، واستضاف بعض القبائل الليبية التي نزحت من هناك لتقيم بالفيوم، وكان يغدق عليهم بالمال للعيش في الفيوم، فضلا عن مشاركته في إنشاء النادي الأهلي في عام 1907م، ولذلك ترك تاريخ وطني وسيرة ذاتية ثار عليها أحفاده، فكان ممثلا في البرلمان عن مديرية الفيوم في 1910م، ثم أصبح هناك مقعد برلماني باسم عائلة الباسل حتى عام 2014م.
15 مارس أصبح عيد الفيوم القومي، بسبب هذا البطل وهذا الشعب الوطنى الذى لعب دورا في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، وإشعال فتيل ثورة 1919م .. فتحية على روحه وتقديرا لشعب كافح من أجل حريته ، ودولة مصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى على مبادرة حياة كريمة التي تغير وستغير شكل محافظة الفيوم في القريب العاجل .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة