جمال عبد الناصر

أيام الشارقة المسرحية وجبة دسمة من المسرح والمعرفة

الثلاثاء، 15 مارس 2022 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك مهرجانات تهتم بالشكل، وأخرى تهتم بالمضمون، ولكن التظاهرة الأكثر نجاحا هي التي تجمع بين الحسنيين، مثلما هو الوضع في مهرجان " أيام الشارقة المسرحية"، فالمهرجان يهتم بدعوة المسرحيين العرب من كل البلدان، ويقيم افتتاحا مسرحيا مبهجا علي مدار كل دوراته التي وصلت لـ 31 دورة، ولكن ماذا بعد الافتتاح ؟ سنجد مضمونا جيدا، ومجهودا كبيرا يقوم به صناع الحدث وعلي رأسهم أحمد أبورحيمة مدير المهرجان ، كما أشيد بدور الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بدعمه المتواصل للثقافة عموما والمسرح بصفة خاصة ودعمه للكتاب والمبدعين ولكافة مهرجانات المسرح العربي .

 

أيام الشارقة المسرحية تظاهرة ثقافية، ووجبة دسمة من المسرح والمعرفة يحضرها مسرحيين ومفكرين ومؤلفين إضافة لكبار الممثلين (رواد، نجوم) من مختلف البلدان العربية والأجنبية لمواكبة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والندوات الفكرية المصاحبة واللقاءات والحوارات المفتوحة ، وذلك لتوفير بيئة تفاعلية تحقق الفائدة للمسرحيين جميعا .

 

إقامة المهرجانات المسرحية واشتراك الفرق المختلفة تثري الرؤية المسرحية وتوسع دائرة التحاور والتجارب المتنوعة وتساعد على تحريك الخيال وزيادة المخزون المعرفي والثقافي ولكن اهمية هذا المهرجان المسرحي أيضا من وجهة نظري أنه يستقطب العاملين والمتخصصين وطلاب المسرح في كليات ومعاهد المسرح والفنون الجميلة بمختلف البلدان العربية وهي من أكثر الأفكار التي أعجبتني في هذا الحدث ، لما لها من أهمية في صناعة أجيال مسرحية من الشباب يتاح لها التعرف علي أجواء المهرجانات ومشاهدة العروض والمشاركة التفاعلية والانخراط في برنامج المهرجان ككل ليتولي هذا الجيل مستقبلا القيادة بعدما تم ثقلهم بالخبرات والتجارب والاحتكاك بالرواد .  

 

برنامج المهرجان ثري جدا ودسم بالعروض المسرحية التي تعكس حال المسرح الإماراتي وهمومه وأفكار المسرحيين الإماراتيين ، كما ان الملتقي الفكري بالدورة الـ 31 يناقش عنوان مهم جدا " المسرح نافذة أمل " ، وعناوين أخري كثيرة عن " ثقافة الممثل " و" ذاكرة الممثل " ، وللمرأة نصيب في التظاهرة فهناك ندوة مهمة جدا عن تحديات مهنة الإخراج المسرحي للمرأة بحضور مخرجات عربيات يقدمن شهادات وتجارب عملية ، وكل ذلك في النهاية سيؤدي إلي تطوير الحوار الثقافي من خلال الندوات ، هنيئا لمن سيكون الحظ حليفه لحضور الدورة الـ 31 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية لأنه سيعود بمخزون معرفي كبير، وأنا بالفعل واحدا من هؤلاء الذين سيحافهم الحظ .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة