أمر مقلق جدًا للغاية عودة "نغمة" التعصب بين الأهلى والزمالك، قبل مواجهتى منتخبنا الوطني أمام السنغال في التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2022، فبعد حالة التكاتف والتوحد التي ظهرت أثناء المشاركة الأخيرة في بطولة أمم أفريقيا بالكاميرون، كنا نتوقع أو نتمني عدم ظهور هذه النغمة مجددًا، حيث إنه يجب ألا يعلو أي صوت على صوت الدعم التام لكتيبة الفراعنة من أجل تحقيق حلم المصريين.
للأسف رويدًا رويدًا، وجدنا هناك زيادة فى حالات التعصب الجماهيرى على السوشيال ميديا وعلى رأسها طبعًا الأهلى والزمالك باعتبارهما الأكثر شعبية، كما أنه من خلال المتابعة لمعظم مقدمى البرامج الرياضية عبر الحديث عن ظاهرة التعصب الكروى، تجد أن المواقف والأمور تسير عكس التيار وإن دل على شيئاً يدل على عدم الوعي الثقافى والتقدير للأمور، وأننا أصبحنا نفتقد الأخلاق وأبسط الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.
القصة باختصار أننا نحن بحاجة للقضاء على فكرة العمل بـ«الحقن المسكنة»، فمهما كانت العقوبات التى وقعت وستقع على الخارجين عن القانون والمخالفين لعرف المنافسة الشريفة، لن نقضى على تلك الظاهرة السلبية إلا بعد العودة إلى الطريق الصحيح، وبدء خطوات إيجابية جادة ومحسوبة بين جميع الأطراف، ويكون هناك قرارات حاسمة وتدخلات كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنفاذه وقبل كل ذلك أن ننفذ قوانين اللعبة بحذافيرها، ونرسى مبدأ المساواة بين الجميع، ونبتعد عن المحاباة والمحسوبية والمصالح الذاتية، فالأمر يحتاج إلى ضمير حى والعمل الجاد والبعد عن هوس السوشيال ميديا والتريند .
كما نحتاج إعلاميين لا يلعبون على وتر مشاعر الجماهير لكسب شعبية زائفة، فأنا حزين حينما أقول هذا الكلام، ولكنه أمر واقع فيجب ألا ندفن رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، لأن السكوت يجعل الموقف ذاته يحدث مرة أخرى فلابد أن يستعيد الجميع شعار «التنافس الشريف»، ويتأكدوا أن البعد عن التعصب الأعمى هو أسلم طريقة للبحث عن المصلحة الكبرى وهي رفعة اسم مصر فى المحافل الدولية.
خلاصة القول:" نتمني أن نستغل فرصة مباراتي مصر والسنغال لوأد نار الفتنة المشتعلة بين جماهير قطبى الكرة المصرية، وعدم السقوط فريسة لخفافيش السوشيال والجري خلف التريند، كما نتمني تكاتف القنوات الفضائية والصحف وتحديدًا ذات الصبغة الرياضية من أجل الوقوف خلف منتخبنا الوطنى من خلال دعم اللاعبين بقوة بحثًا عن تحقيق حلم التأهل إلى المونديال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة