بعد مطالبة البوكر.. مترجمون: مطالبنا أكبر من نسبة فى مبيعات الجوائز

الخميس، 17 مارس 2022 07:00 م
بعد مطالبة البوكر.. مترجمون: مطالبنا أكبر من نسبة فى مبيعات الجوائز كتب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مطالب عديدة أعلن عنها فرانك وين، أول مترجم يترأس لجنة تحكيم جائزة البوكر الدولية، المعنية بالرواية المترجمة، فى دورتها لعام 2022، دعا خلالها إلى رفع أجور المترجمين حول العالم، وإلزام الناشرين بمنح المترجمين نسبة من مبيعات الكتب، فى وقت يشهد فيه العالم، أن الأعمال المترجمة تتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا.

 

فى هذا السياق، كشف عدد من المترجمين فى مصر، أن مطالب المترجمين لا تتمثل فقط  فى رفع الأجور، أو فى حصولهم على نسبة من مبيعات الكتب والجوائز، ففى حقيقة الأمر، هى أكبر من ذلك.

المترجم محمد الفولى
المترجم محمد الفولى

 

ففى البداية، قال المترجم عن الإسبانية محمد الفولى، خلال حديثه مع "اليوم السابع" لا شك أننى أتفق مع الرأى، ليس فقط لكونى مترجما، ولكن لأنه لا يخفى على أحد فى العالم، حجم المكاسب التى تحققها دور النشر بسبب المترجم، وليس أدل على ذلك، مما قال جوزيه ساراماجو بأنه لولا المترجمين لما اكتسب الأدب طابعا عالميا.

 

وأضاف محمد الفولى، ولهذا أرى أن المترجم يحق له أن يحصل على نسبة من المبيعات، لأن عمله لا يقل إطلاقا عن عمل الكاتب نفسه، فالمترجم هو الذى يمتلك المعادلة الصعبة التى تمكنه من إيصال عمل المبدع بنفس لغته وطبيعته إلى أى لغة أخرى حول العالم، وهى معادلة صعبة يبذل فيها المترجم جهدا ربما يكون أكبر من جهد الكاتب، فالكاتب يكون حرا فى ما يكتبه، بينما المترجم يكون مقيدًا بما أمامه، الأمر الذى يدفعه إلى رحلة البحث عن المعنى فى اللغة، ومن ثم الصياغة الأدبية.

 

وأشار محمد الفولى، إلى أنه لا يخفى على أحد فى العالم العربى، أن حقوق المترجمين أقل من نصف ما يحصل عليه أى مترجم فى العالم الأجنبى، ولهذا فدائما ما يطالب المترجم برفع الأجور، أما فكرة حصوله على نسبة من المبيعات، فحتى وإن كنت معها، فبرأيي أنها لا تشكل طفرة كبيرة فى عالمنا العربى، سواء أمام المبيعات، أو إذا نظرنا إلى المؤلف الذى ربما لا يحصل على حقوقه بعد بيع طبعتين مثلا من كتابه، ومن هنا أرى أن المعركة الأولى والأهم هى أن رفع أجور المترجمين وأن يحصل المترجم على حقوقه من دور النشر.

 

المترجم هشام فهمى
المترجم هشام فهمى

 

أما المترجم هشام فهمى، فرأى أنه ربما يكون من الصعب جدا أن نشهد تحقيق مثل هذه المطالب فى العالم العربي، فحتى اليوم، توجد بعض دور النشر، التى لا تضع اسم المترجم على غلاف الكتاب، فما بالنا بالحديث عن حقوق الترجمة، ورفع الأجور المعروف بمدى انخفاضها، والتى لطالما دعا المترجمون فى العالم إلى رفعها.

 

وأشار هشام فهمى أن المترجمة الأمريكية جنيفر كروفت، سبق وأن كتبت مقالا تحدثت فيه عن حقوق المترجمين، وتحديدا غياب الأسماء عن الأغلفة، وبسبب هذه المقالة وجهت جمعية المؤلفين البريطانية رسالة مفتوحة للناشرين في أوروبا وأمريكا، وقع عليها مئات المؤلفين في مساندة ودعم للمترجمين، وبعدها أعلنت دار "بان مكميلان" التى تعد واحدة من أكبر دور النشر في بريطانيا والعالم، عن كتابة أسماء المترجمين على أغلفة الكتب وكافة المواد الترويجية، ولكن للأسف الشديد يبرر بعض الناشرين فى العالم، عدم كتابة اسم المترجم على غلاف الكتاب، بأن القارئ لا يثق في المترجم، وهو أمر يحدث فى الغرب بشكل أكبر من العالم العربى، لأن القارئ فى العالم العربى يشترى الكتاب بناء على ثقته فى المترجم.

المترجمة رولا عادل
المترجمة رولا عادل

 

أما المترجمة رولا عادل، فأكدت على أن عمل المترجم لا يقل على الإطلاق عن عمل المبدع، فالقارئ يشترى العمل بناء على اسم المترجم، لثقته فى اسم المترجم، فالصياغة الأدبية، هى عمل المترجم، وليست عمل المبدع، لأنه من البديهى أنه ليس كل من كان على دارية بلغة أجنبية، أصبح مترجما عنها، وكون أن المترجم يحب الترجمة فقط، فهذا لا يعنى أنه لا يملك ملكة الإبداع، حتى وإن قبل بإخفاء صوته الأدبى.

 

وتابعت رولا عادل: لا شك أن المترجم بشكل ما، هو مؤلف ذو أصوات متعددة، فلديه القدرة على إيصال كافة أصوات الإبداع إلى القارئ مثل ترجمة الشعر أو الأعمال الكلاسيكية، فى حين أن الروائى أو المبدع قد يكتفي لنفسه بأدب الرعب مثلا، أو الشعر فقط، بينما المترجم لا.

 

وذكرت رولا عادل، أنها على سبيل المثال، لديها مشروع أدبى لترجمة الأصوات الكلاسيكية من الأدب الروسى، التى ربما لم يسمع بها القارئ من قبل حتى يومنا هذا، لأنها أعمال لم تترجم من قبل، وبناء عليه، فالقارئ لا يشترى الأعمال بناء على سمعة الكاتب، بقدر ما يشتريها لأن المترجم لديه تجربة ما، حظيت بتقدير لديه، تجعله يثق فى اختياراته.

 

المترجمة أميرة بدوى
المترجمة أميرة بدوى

 

أما المترجمة أميرة بدوى، فرأت أن واقع المترجمين فى العالم العربى "سيئ جدا"، فالمترجم لا يحصل على نسبة فقط، بل لا يحصل على أجره كاملا، فبعض دور النشر، تجبره خلال توقيع العقد بالتنازل على حقوق الترجمة مدى الحياة، والسبب وراء ذلك، هو هذه المعاملة السيئة التى يتعرض لها المترجمين فى العالم العربى.

 

كما رأت أميرة بدوى أن بعض الناشرين يرون أن المترجم ملزما بتقديم بعض التنازلات فى بداية مشوارهم المهنى، وهو أمر غير منطقى، فمن حق المترجم أن يحصل عليه كامل حقوقه، لأن دور النشر لا تعطف أو تتصدق أو تتكرم على المترجم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة