أكد السفير الروسى لدى رومانيا، فاليرى كوزمين، أنه أرسل مذكرة أرسلتها إلى وزارة الخارجية الرومانية بخصوص انتهاك حقوق المواطنين الروس، وقال فى تصريح لقناة "روسيا 24" التلفزيونية: "بالطبع، قدمنا احتجاجنا لدى السلطات الرومانية، وأرسلنا مذكرة بالأمر إلى وزارة الخارجية الرومانية".
ووفقا له، فقد "طلب من وزارة الخارجية الرومانية تقديم معلومات عن حالات محددة لانتهاك حقوق الروس"، وأنها "وعدت باتخاذ الإجراءات كلما أمكن ذلك"، وأعلن المتحدث باسم الحكومة الرومانية دان كاربونارو، أن "بلاده ستغلق مجالها الجوى أمام الطائرات الروسية"، فيما ردت روسيا بقرار مماثل.
ودخلت العمليات العسكرية الروسية فى الأراضى الأوكرانية أسبوعها الأول، بالإعلان عن السيطرة على مدينة خيرسون الأوكرانية بشكل كامل من جانب القوات الروسية التى بدأت زحفها فى الشرق الأوكرانى 24 فبراير، معلنة أن عملياتها تأتى لحماية المدنيين فى إقليم دونباس الذى يضم جمهوريتى دونتسك ولوجانسك واللتين اعترفت موسكو الشهر الماضى باستقلاليهما.
وصباح الأربعاء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن الوحدات الروسية من القوات المسلحة قامت بالسيطرة على المركز الإقليمى لمدينة خيرسون الأوكرانية بشكل كامل.
وقال كوناشينكوف فى بيان الوزارة: "سيطرت الوحدات الروسية التابعة للقوات المسلحة بشكل كامل على المركز الإقليمى لخيرسون.. وخلال العملية العسكرية أصابت قواتنا 1502 هدفا عسكريا، تم تعطيل 51 موقعًا للقيادة، و38 نظام دفاع جوى مضاد للطائرات إس 300 وبوك إم-11 وأوسا، وتم تعطيل 51 محطة رادار، و47 طائرة على الأرض و11 طائرة فى الجو، و472 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و 62 قاذفة صواريخ متعددة، و 206 قطعة مدفعية ميدانية وهاون، و336 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة، و46 طائرة مسيّرة دون طيار".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية فرضت سيطرتها على بلدتى توكماك وفاسيلييفكا، بعد استسلام الجنود طواعية ورمى أسلحتهم.
وأضافت: "سيعود العسكريون الأوكرانيون من مناطق توكماك وفاسيلييفكا إلى ديارهم بعد توقيعهم على تعهد برفض المشاركة فى المعارك.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نجحت من خلال "أسلحتها عالية الدقة" فى تدمير أجهزة البث الخاصة ببرج التلفزيون فى كييف، من أجل "قمع الهجمات الإعلامية ضد روسيا" على حد وصف بيان الوزارة.
وأضاف البيان: "من أجل قمع الهجمات الإعلامية ضد روسيا، تم توجيه سلاح عالى الدقة على المرافق التكنولوجية لوحدة إدارة الأمن والمركز الرئيسى الخاص للعمليات النفسية فى كييف، وتم تعطيل معدات البث لبرج التلفزيون، دون تدمير المبانى السكنية.
وفى أوكرانيا، ذكرت صحيفة "فيرخوفنايا رادا" الأوكرانية إنه لوحظت مشاكل البث التلفزيونى للقنوات الأوكرانية بعد الانفجار الذى وقع فى برج التلفزيون فى كييف، وسيتم تشغيل البث الاحتياطى فى المستقبل القريب.
وقال وزير الثقافة الأوكراني، أولكسندر تكاتشينكو، إن أيا من الموظفين لم يصب بأذى خلال قصف برج التلفزيون فى كييف.
وفى رد على العقوبات المفروضة من الغرب ضد روسيا، توقفت موسكو عن توريد منتجات مجمع "سيفيرستال" للحديد والصلب لبلدان الاتحاد الأوروبي. وأكد المتحدث باسم إدارة شركة "سيفيرستال" للصحفيين، أن الشركة أوقفت تصدير منتجاتها إلى الاتحاد الأوروبي، وبدأت توجهها إلى أسواق أخرى.
وكانت شركة "سيفيرستال" تورد نحو 2.5 مليون طن من الصلب لأوروبا فى السنة.
فى المقابل، قال الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى إنه "مستعد لعقد مفاوضات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أنه "لا يرى أى نتائج بعد المفاوضات بين الوفدين الأوكرانى والروسي، وبحسبه، فهناك حاجة إلى حل وسط لمواصلة الحوار".
وأردف الرئيس الأوكرانى فى مقابلة مع شبكة "سى إن إن"، نشر جزءا منها عبر حسابه على "تيلجرام": "ما زلت لا أشعر من هذا الاجتماع الأول بشأن التفاصيل، هناك شيء واحد فقط، وهو أن فرصة الاجتماع مرة أخرى والتحدث عن خطوات إلى الأمام تبلغ 1%".
واعتبر زيلينسكي، أنه "من أجل مواصلة المفاوضات، هناك حاجة إلى الرغبة فى التسوية".
وأوضح زيلينسكي: "من أجل اتخاذ خطوات للأمام، أنت بحاجة إلى شخص يتخذ خطوات إلى الأمام، وحيث توجد مشاكل كبيرة ومخاطر فقدان الأرواح كل يوم، عليك أن تتراجع إلى الوراء، هذا حوار.
وصرح الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو أن "إمكانية عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكى غير مستبعدة، ولكن يجب تهيئة الظروف لذلك".
وأشار لوكاشينكو فى لقاء مع أعضاء مجلس الأمن وقيادة مجلس الوزراء إلى أنه "ينبغى تحية زعيمى البلدين على مواقفهم الشخصية من عملية التفاوض، والتى بفضلها عقد الاجتماع فى منطقة بريبيات البيلاروسية"، حسبما ذكرته وكالة "بيلتا" للأنباء، الثلاثاء.
وأضاف: "هذه ميزة بوتين، كان بإمكانه التخلى عن هذه المفاوضات، والتذرع بأنهم أفشلوها، مرة أخرى، لكنه لم يرفض المفاوضات رغم ذلك".
وأشاد لوكاشينكو بميزة لدى زيلينسكي، حيث أنه "لم يكن يتوقع أن يوافق على التفاوض".
وفى الولايات المتحدة، وأثناء إلقاء الرئيس الأمريكى جو بايدن خطاب حالة الاتحاد، ظهر العديد من أعضاء الكونجرس وهم يرتدون ملابس تحمل لون علم أوكرانيا، لإظهار دعمهم ووقوفهم إلى جانب كييف.
وغرد النائب مارك تاكانو، الديمقراطى من كاليفورنيا، بصورة له مرتدياً بدلة باللون الأزرق وقميصاً أزرق اللون وربطة عنق صفراء قائلاً "أقف مع أوكرانيا".
وخلال خطاب حالة الاتحاد، تحدث الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى فرضت بلاده بجانب دولاً أوروبية عدة عقوبات اقتصادية مشددة ضد روسيا، عن تطورات الحرب، قائلاً إن بوتين بات منعزلا عن العالم أكثر من أى وقت سابق، وأن الروبل فقد 33% من قيمته كما أكد أن حرب بوتين على أوكرانيا كانت مخططة مسبقا وغير مبررة لكن الناتو والغرب كانا مستعدين.
واعتبر بايدن أن نظيره الروسى فلاديمير بوتين، الذى وصفه بـ"الدكتاتور الروسي"، أساء تقدير ردّ الفعل القوى والموحّد للغرب على عمليته العسكرية فى أوكرانيا، وراهن على شق الصف الغربى لكنه أخطأ فى حساباته.
وتناول بايدن ارتفاع أسعار الوقود بسبب الهجوم الروسى على أوكرانيا، وقال: "أعرف أن الأخبار عما يحدث قد تبدو مقلقة للأمريكيين، ولكنى أريدكم أن تعلموا أننا سنكون على ما يرام.. سأكون صادقًا معكم، كما وعدت دائمًا أننى سأكون كذلك.. غزو الدكتاتور الروسى لدولة أجنبية سيكون له تكاليف فى جميع أنحاء العالم".
فى سياق متصل ، كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية نقلاً عن مصادر أوروبية أن زعماء دول الاتحاد الأوروبى سيبحثون عضوية أوكرانيا فى الاتحاد فى قمة سيعقدونها فى باريس يومى الـ10 والـ11 من مارس الجاري.
وأضافت الشبكة أن "الممثلين الدائمين سيطلبون من المفوضية الأوروبية النظر فى إمكانية قبول أوكرانيا فى الاتحاد الأوروبي".
وتأتى الخطوة الأوروبية المرتقبة بعدما ناشد الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى الاتحاد الأوروبى قبول انضمام أوكرانيا إلى التكتل بإجراء خاص جديد، وفى وقت لاحق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة