في كتابتي لتلك السطور لا أعلم ماذا أكتب لوالدتي في عيدها "عيد الأم"؟ فكل الكلمات تعجز عن التعبير عما أحمله لها أنا وإخوتي من حب كبير، فمشوار حياتنا نحن الإخوة الثلاثة لها في كل لحظة موقف ساعدتنا على رسم الخطوات منذ أن كنا نحبو وحتى تشد عضدنا، وما زال عطاؤها مستمرًا.
أمي..
أريد أن أبلغك بأنك الملكة المتوجة في عالمنا، فقد استطعتِ خلال سنوات عمرنا الماضية أن تعطي كل ما لديكِ دون مقابل، ومددتِ يدكِ الكريمة لتأخذي بساعدي حتى لا يعوقني أي شيء، لت أستطيع أن أصف فرحة عينيكِ عندما كنا ننجح في دراستنا أو في حياتنا، لدرجة أن الحيرة كانت تنتابنا من الذي نجح نحن أم أمي؟ ولكن لم نكن نستطيع أن نفهم أن "اللقمة عندما تنزل في جوفنا تشعر بحلاوتها أمي".
استطعتِ أن تجعلي منا رجالًا يعتمد عليهم في الحياة، فأنتِ من زرعتِ فينا كل الصفات التي ترضي ربنا، فكنتِ تقولين: "أدِّ عملك بما يريح ضميرك، ولا تشغل نفسك بأحد، واستغل وقتك في بناء نفسك، لا تترك الصلاة، لا تكذب مهما كان السبب لأن العواقب ستكون أشد، الأمانة في كل شيء، صل الرحم"، وغيرها وغيرها من العبارات التي تدرس في سلوكيات التربية عبر الزمان.
لا أستطيع أن أغفل أيضًا دور أبي الذي كان الحصن لنا جميعًا وما زال، فهو من علمني أن أحب أمي أكثر من أي شيء بطريقة غير مباشرة عندما كان يأتي في وقت متأخر يوم عيد الأم حاملًا معه هدايا لي ولإخوتي في الخفاء وبالهمس يقول لنا: قدموا هداياكم لماما، فتسعد نفس أبي ونسعد معه ونحن نرسم الفرحة على وجه أمى.
أمي..
كل تلك الكلمات قد لا توفيك حقك الذي قدمته لنا عبر سنوات عمرنا وما زلت تقدمينه إلى الآن، أطال الله في عمرك يا أمي أنتِ وأبي، وكل سنة وأنتِ دائمًا بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة