يوهان جوته.. أحد أشهر أدباء ألمانيا، كتب الأشعار والمسرحيات والروايات، واهتم بالآداب والعلوم الفيزيائية، وتقلد مناصب سياسية، وترك إرثا أدبيا وثقافيا ضخما للمكتبة الألمانية والعالمية.
ولد يوهان فولفجانج فون جوته فى 28 أغسطس 1749 ورحل عنا فى 22 مارس 1832، وصار واحدا من أشهر وأهم الشخصيات الأدبية فى تاريخ الأدب الألمانى والأدب العالمى.
خلال حياته التقى يوهان جوته عام 1808 فى مدينة إيرفورت عاصمة ولاية تورينجن فى ألمانيا بإمبراطور فرنسا نابليون بونابرت، ووصف هذا اللقاء بالتاريخى، الذى ظل يشكل نقطة جاذبة يتمحور حولها الدارسون فى ألمانيا وفرنسا ويناقشونها من زوايا متعددة، ويبحثون دلالاتها، ويقرأون تأثير ذلك اللقاء فى شخصية جوته وكتاباته الشعرية والنثرية، لكن ما دونه السياسى الفرنسى المثير للجدل تاليران لقاء جوته ونابليون، كان سببا كبيرا فى إعادة تأمل هذه اللحظة التاريخية.
يوهان جوته
ويكشف جوستاف سايبت أن ديوان جوته الشهير "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" والذى ترجمه إلى العربية عبد الرحمن بدوى، يمثل الأجواء والمناخات لما بعد النابوليونية، ويبين أن قصيدة "هجرة" التى كتبها جوته بحروف لاتينية تمثل هذه الرغبة فى الهروب إلى آفاق معرفية بعيدا عن أزمة اللحظة المعاصرة فى أوروبا، لكن علاقة جوته بنابليون، التى حضرت فى مسرحية جوته الخالدة "فاوست" بقيت علاقة معقدة، ففى حين بدأ غوته يميل بالتدريج إلى إدانة السياسة النابليونية، التى أدت إلى تخريب السلام فى أوروبا والعالم، ظل جوته محبا لشخصية نابليون، يتحدث عن عبقريتها ويذهب فى ذلك مذاهب غير عقلانية.
نابليون بونابرت
جوته نفسه الذى حظى بمثل هذا اللقاء التاريخى، وبالمكانة التاريخية والأدبية، التقى بالموسيقار الألمانى العالمى لودفيج فان بيتهوفن، فى عام 1812 فى منتجع تبليتسه فى بوهيميا، وقبلها كان بيتهوفن قد لحن عدة قصائد وأغان من أشعار جوته، كما ألف عام 1810 افتتاحية مأساة "إيجمونت" بتكليف من البلاط الملكى فى فيينا، التى تعد إجلالا لبطل مسرحية جوته باعتباره مثالا للإنسان البطل، وقد أرسل بيتهوفن نوتات العمل إلى جوته.
بيتهوفن
كان جوته معجبا ببيتهوفن الذى قدم عزفا على البيانو، فكتب عنه جوته لزوجته وقال: "لم أر قط فنانا أكثر تركيزا ونشاطا وحميمية مثله"، وفى رسائل أخرى كتبها عنها قال: "أنا مندهش من موهبته، لكنه للأسف شخصية جامحة تماما وهو ليس مخطئا على الإطلاق عندما يرى العالم بغيضا، لكنه بذلك لا يجعله أكثر إمتاعا لنفسه أو للآخرين". ولم يكن بيتهوفن أقل انتقادا، إذ كتب بعد هذا اللقاء إلى ناشره جوتفريد هيرتل:" إن جوته يحب هواء القصور أكثر بكثير مما ينبغى لشاعر".