من غيرنا يغير ما فينا، هذا هو السؤال الواجب سؤاله لأنفسنا دائما، فنحن دائما نرى الحلول قادمة إلينا لا نحن صانعيها، نرى أن كل ما نتحدث فيه سيكون حله عند غيرنا، كثير منا يعتقد أن الشخص الفاسد شخص غير الذى يتعامل معه، و يرى الإرهابى شخصا قادما من كوكب المريخ، ولا يرى فى نفسه وسيلة للحل، يرى الحلول فقط على لسانه و في التلفزيونات والسوشيال ميديا، لكنه لا يرى نفسه جزءا من الحل، وبطبيعة الحال كل ذلك مردوده إلى الخلل الذى حدث فى تركيبة الشخصية المصرية عبر عقود.
يشتكي بعض منا من الأسعار ولا يعتمد في نفسه على الحل، فلا يذهب إلى هاتفه ويقوم بالاتصال بأرقام جهاز حماية المستهلك وأجهزة الدولة الرقابية لتقديم شكوى فى التاجر الذى يرى أنه رفع الأسعار، ويظن أن غيره سيقوم بدوره، ومع تأكيد الدولة على وفرة السلع، إلا أن هناك نفوسا تستغل الأحداث، ولذلك خلق الله وسائل الضبط والشكوى، حتى يقف هؤلاء و يتم محاسبتهم، ولذلك من غير المعقول أن نستمر في نمط شكل الموائد في شهر رمضان طالما زاد الأكل عن الحاجة.
ولا يعقل أيضا أن أنماطنا السلوكية ما زالت كما هي رغم كل متغيرات العالم و الزمن و الظروف، والأنماط السلوكية تعني أننا مازلنا نقوم بنفس عمليات الشراء و الأكل و التعامل اليومي دون تغيير، و بمعني أكثر تبسيطا هل قرر بعض منا القيام بتغيير في معدلات الأكل لديه، ولا أقصد هنا بسبب الغلاء أو " الريجيم"، لكن بسبب أن ما يقوم به نمطا سلوكيا ضارا له على المدى الطويل، وهل فينا من قرر تغيير أحلامه لتناسب الواقع الذى يوجد فيه، أم أن أحلامنا تفوق الواقع بمراحل حتي يضطر الكثيرون للاقتراض و استكمال ما يريده، و هي أحلام تقوض جهود صاحبها، و لذلك يجب علينا جميعا أن نقف في محطة ما في حياتنا و نقرر هل نحن نسير في الطريق الصحيح أم أن هناك طريقا أفضل يجب أن نسير فيه، يجب أن ننازع الزمن فيما أحدثه فينا، و نرفض كل مسار تقليدي موروث لأننا نملك أنفسنا ونمتلك أدوات التغيير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة