انضمت لوحة الفنان حامد عبدالله، تحمل اسم "حاملات الماء" إلى العرض الدائم في متحف المتروبوليتان أهم متاحف العالم، ويعد أول عمل يعرض بصفة دائمة لفنان مصري، لتضاف إلى أعمال الفنان الراحل المعروضه فى المتاحف العالمية، حيث تعرض له ثلاثة أعمال هامة ضمن مجموعة متحف "التييت" فى إنجلترا.
وقال الدكتور محمد أبو الغار، في تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم الجمعة، "انضمت لوحة حامد عبدالله إلي العرض الدائم في المتروبوليتان وهو من أهم متاحف العالم وأعظمها وهو أول عمل يعرض بصفة دائمة لفنان مصري"، وتابع: هذا حدث عظيم في تاريخ الفن المصري. حامد عبدالله ولد عام 1917 وتوفي 1985 وسافر إلي اسوان في مقتبل حياته وأقام مرسما درست علي يديه تحية حليم وأنجي افلاطون وزينب عبدالحميد وهاجر إلى الدنمارك حيث عاش 10 سنوات ثم إلي باريس بقية حياته. تحية إلي ابنه سمير الذي نشر الخير الرائع وذهب الي نيويورك لتصوير اللوحة".
لوحة الفنان حامد عبدالله
وبحسب صفحة اللوحة على موقع "متحف المتروبوليتان للفنون": فأن اللوحة التى تحمل (حاملات الماء) رسمت عام 1956، وهى واحدة من أكثر أعمال حامد عبد الله طموحًا، هذه اللوحة الكبيرة الحجم على الورق تجسد نوع الشكل المتحرك أو مجسمات الكتابة التي طورها الفنان لأول مرة في الأربعينيات، اللوحة عبارة عن صورة ومثال على الخط العربي أو الخط.
في هذه القطعة، يستعير عبد الله الصورة المألوفة لفلاحتين مصريتين تنحنيان لملء أوانيهما بالماء من النهر، والتي تم ترسيخها بالفعل باعتبارها مجازًا للرسم والنحت الأكاديمي والاستشراقي الحديث في مصر، ومع ذلك، في هذه الحالة، فإن شكل الشكل المنحني على اليسار يشكل أيضًا الكلمة العربية المورد (المصدر) أو الموردة (المورّد). في هذا السياق، قد يشير المصطلح إلى النهر الذي قام تاريخيًا بتجديد وادي النيل أو الفلاحين الذين يزرعونه.
يمثل توليف عبد الله للنص المكتوب باللغة العربية والصورة التصويرية بيانًا سياسيًا مرتبطًا بدعمه للوحدة العربية، وعرضًا فنيًا يتعلق بأصول التجريد الحديث في الفنون التاريخية للمنطقة، وعملًا للفن العربي الحديث في حقها.
لوحة الفنان حامد عبدالله على موقع المتحف
وُلد حامد قبل اشتعال أجواء ثورة 1919 بعامين، وبالرغم من كونه أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية، إلا أن التاريخ قد يكون ظلمه بعدم تقديمة بالشكل الكافى للأجيال الجديدة، وذلك رجع إلى تغيبه لفترة متواصلة كبيرة جدًا عن الأراضى المصرية تخطت العشرين عامًا، كان يرسم خلالها فى العاصمة الفرنسية باريس عن مصر وبيئتها طوال فترة هجرته وتغيبه بها.
وعن أسلوب الفنان حامد، كتب الفنان والناقد عز الدين نجيب فى كتاب التوجه الاجتماعى للفنان المصرى المعاصر، قائلًا: "لعل حسه المُبكر بالتفرد والاستقلال هو ما حال دون ارتباطه بأية جماعة، وقد علم نفسه بنفسه فى مدرسة الطبيعة والبيئة الشعبية والزراعية منذ صباه، متأثرًا إلى حد ما بالفنان راغب عياد والمدرسة التعبيرية الأوروبية، حتى أصبح بمقدوره أن ينشئ مرسمًا لتعليم الهواة فى الأربعينيات، والتحقت به فنانات أصبحت لهن فيما بعد مكانتهن الكبيرة، مثل تحية حليم وإنجى أفلاطون وزينب عبدالحميد وصفية حلمى حسين، وكان لتعاليمة أكبر الآثر- فنيا وفكريا- فى ارتباطهن بالواقع وتعبيرهن عن أفكار اجتماعية وسياسية بصيغ جديدة تستمد نبضها من جماليات البيئة المصرية والتراث الفرعونى والقبطى، جنبًا إلى جنب مع وتائر الفن العالمى الحديث".
وكانت لوحاته دائمًا تتعلق بالوطن وقضاياه بأسلوبه الخاص الذى استطاع أن يُحقق من خلاله شهرة واسعة فكان يتبع حينها الأسلوب التأثرى فى لوحاته، ومن بعده اتجه إلى الفن الفطرى ليرسم بطريقة كالتى يتميز بها فن الطفل، ثم اتجه إلى حروف الكتابة العربية لتكون موضوع تشكيلاته، كما يذكر التاريخ أنه قد تزوج بعد الحرب العالمية الثانية من تلميذته الفنانة تحية حليم، وسافرا سويًا إلى فرنسا ولكنهما انفصلا بعد ذلك.
وشارك الفنان خلال حياته بالعديد من المعارض الفنية بباريس وكوبنهاجن وكان من أشهرها معرضه فى متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، فحقق شهرة واسعة ورفع راية الفن التشكيلى المصرى عالية بين العالم كله، حتى توفى هناك وهو فى الثامنة والستين من عمره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة