وما زال الإنسان يتجرد من أسباب إنسانيته واحداً تلو الآخر، ليتكبر ويتجبر ويظن كل الظن أنه قد امتلك مقاليد أمور الدنيا ليحركها كيفما شاء، وفقاً لمصالحه وأهوائه، متغاضياً عن الرحمة، متجاهلاً الإنسانية، يعمل باستراتيجيات طويلة المدي ليحقق أهدافاً محددة وإن كان طريق تحقيقها أرواح ملايين البشر ومعاناتهم وتشتيتهم وإخراجهم من ديارهم، متصوراً أنه مخلد في الدنيا مستقوياً بما يملك من أسباب القوة بهذه الحياة الدنيا، تلك التي تتجلي بها كل معان الدنو، وتنال نيلاً من كل من يظن أنها له باقية علي العهد.
فإن أجهد نفسه هذا المغرور بأسباب زائلة بالتفكير قليلاً و استرجع التاريخ و أفعال الزمن التي لا تكف عن التقلب لترفع أناس و تقلدهم الملك و تخسف بآخرين الأرض ، ثم يدور الزمن دورته التي لا تهدأ ليعيد الكرة و يبدل الأحوال من حال إلي حال .
قال تعالى:
{ تلك القري أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعداً }
صدق الله العظيم. الكهف (٥٩)
فهل هناك من هو بمأمن عن وعد الله و إن تقلد عروش ممالك الأرض؟
فقد وعد الله المتجبرين عذاباً أليما و لنا بعاد و ثمود و قوم لوط و غيرهم ممن تكبروا في الأرض حكمة و موعظة لمن يتعظ .
و ها نحن أمام طاغية جديدة من طغاة الأرض ، و التي تحتفظ باستمرار وجودها علي عرش القوة و الهيمنة بكافة الوسائل بداية من إلغاء كلمات و معاني الرحمة و الإنسانية مروراً بالحروب المستترة و تربية وحوش الإرهاب لإطلاقها بأي زمان و مكان حسب مقتضي الحال و تخليق الفيروسات و الأوبئة المميتة لنشرها من حين إلي آخر لبث الرعب و إنهاء حياة الملايين و إعياء الملايين الأخري و إلهائها ، انتهاءً بالحروب المعلنة و تأجيج الفتن و إشعال نيران الحرب كلما كادت أن تنطفئ ، لضمان اعتلاء كرسي الخلود الذي يظنون .
فقد كشفت وزارة الدفاع الروسية مؤخراً أنها ألقت القبض على طيور مرقمة، تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفذ مشروعاً على الأراضي الأوكرانية لدراسة نقل مسببات الأمراض عن طريق الطيور البرية المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا والدول المجاورة الأخرى،
كما أكد تدمير مقرات في مدن بعينها رواية موسكو حول استخدام أمريكا لأوكرانيا في تصنيع الأسلحة البيولوجية.
و أكدت وزارة الدفاع الروسية، إنه باتت معروفة تفاصيل مشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020.
وأضافت أن: هناك أيضا تطوير مشروع R-781، حيث تعتبر الخفافيش ناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.
وتؤكد الوثيقة أن البنتاجون كان يسدد بشكل مباشر نفقات هذه البحوث،
كما تم نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقراد إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.
و قال تشاو وزير خارجية الصين:
"إذا كانت الولايات المتحدة تريد إثبات صدق أنشطتها، فلماذا لا تفتح هذه المختبرات البيولوجية للتفتيش المستقل من خبراء دوليين ؟
و لكن :
لن تلتفت الدولة العظمي بغطرتستها المعتادة لتلك التساؤلات و لن ترد بأية إجابات لتستمر بغيها و كبرها و إن اجتمعت كل دول العالم لإدانتها.
فلن يكترث جبابرة الأرض و لن تتبدل مخططاتهم باستمرار السيطرة و التربح ، و التي تتزايد و تتضخم كلما مرض البشر و قتلوا بالحروب لتذدهر تجارتي السلاح و الدواء !
نهاية
إلي كل من تكبر في الأرض و علا بها علواً كبيرا و ظن أنها دائمة له ،
أقول له عن ثقة ما بعدها ثقة في قدرة الله مغير الأحوال من حال إلي حال :
{ إن دامت لغيرك ما آلت لك }.
رحمة بمن في الأرض لعل الله يرحمكم في يوم العرض .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة