تسببت حرب روسيا وأوكرانيا فى حركة لاجئين فى أوروبا لم تشهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يوجد بالفعل 3.6 مليون شخص، ولكن الرقم يستمر فى الارتفاع.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن معظم اللاجئين يدخلون أوروبا عبر بولندا، ولكن أيضا عبر بقية البلدان المجاورة، ويتم منحهم تأشيرة وتصريح إقامة والحصول على الرعاية الصحية، فى كثير من الحالات كما هو الحال فى إيطاليا واليونان، يستغلون الأقارب والمواطنين الذين يعيشون بالفعل للجوء، بينما تعتبر المملكة المتحدة حالة خاصة لأنها أدخلت مفهوم الأسرة الراعية للرعاية بالتنبى.
وأوضح التقرير أن بولندا، المتلقى الرئيسي: وصل 2.175.000. لا يزال هناك حوالى 1.2 مليون فى بولندا، وانتقل الباقون إلى دول أوروبية أخرى، وخاصة ألمانيا.
وفى هنجاريا، وصل 310 آلاف شخص، تلقى مكتب الهجرة ما يزيد قليلا عن 4400 طلب لجوء، ومن يطلبها مباشرة يحصل على صفة لاجئ مما يمنحه الحق فى العمل والدراسة والحصول على المساعدة الطبية.
وفى النمسا، وصل أكثر من 170 ألفاً، لكن 17 ألفاً فقط سجلوا رسمياً فى البلاد وحصلوا على بطاقة "نازح"، وهى وثيقة تتيح لهم الوصول إلى الخدمات الاجتماعية وسوق العمل.
وفى رومانيا، دخل 509.348، يوجد حوالى 80.000 لاجئ أوكرانى فى رومانيا، وما يحدث هو إلغاء الالتزام بالحصول على تأشيرة عمل للتمكن من العمل مما يسمح لهم بتوقيع العقود، ويتلقون العلاج الطبى المجانى فى المستشفيات العامة.
وفى مولدوفا، يوجد حوالى 100000 لاجئ أوكرانى، وهو ما يمثل حوالى 4 ٪ من إجمالى سكان البلاد، الذين يعتبرون أفقرهم فى أوروبا،تلقت هذه الجمهورية السوفيتية السابقة دعمًا ماليًا ومساعدات إنسانية للتعامل مع حالة الطوارئ، ويُعفى اللاجئون الأوكرانيون من واجب الحصول على تصريح عمل من أجل التوظيف.
ودخل سلوفاكيا 258.564 شخصا. تقدم ما مجموعه 47322 شخصًا للحصول على تصريح إقامة مؤقتة فى سلوفاكيا وتقدم 163 شخصًا بطلب للحصول على اللجوء السياسي.
وفى ألمانيا: هناك ما يقرب من 240 ألف أوكراني. نظام التأشيرة الحرة مع جواز السفر، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأى مواطن، أوكرانى أو من جنسية أخرى، فر من أوكرانيا بسبب الهجوم الروسى، الدخول بدون تأشيرة والحصول على تصريح إقامة إنسانى للحماية المؤقتة لفترة أولية مدتها عام واحد.
وتدعو ألمانيا تدعو أوروبا إلى توزيع اللاجئين "بشكل عادل" من أوكرانيا وزيرة الداخلية الألمانية نانسى فيسر، ووجهت وزيرة الداخلية الالمانية نانسى فيسر، النداء امس الأربعاء إلى الدول الأوروبية لتوزيع "عادل" على ملايين اللاجئين القادمين.
وفى جمهورية التشيك 205.500 لاجئ، ويتم منحهم نوعًا جديدًا من التأشيرات، يستمر لمدة عام واحد يتمتعون خلاله بنفس الحقوق التى يتمتع بها التشيك من حيث الوصول إلى الصحة العامة وسوق العمل ومزايا الإسكان.
ووصل لإسبانيا أكثر من 25000 شخص وأكثر من 10000 منهم يتمتعون بالفعل بوضع الحماية المؤقتة.
وتمنح إسبانيا تصاريح الإقامة والعمل، إذا كانوا فى سن الرشد، بالإضافة إلى الحصول على المساعدة الصحية والتعليمية والمالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص النازحين الذين حصلوا على حماية مؤقتة استخدام رخصة القيادة الخاصة بهم بشكل قانونى فى إسبانيا لمدة عام واحد على الأقل. أكثر من 2000 قاصر أوكرانى ملتحقون بالمدرسة بالفعل.
عرض بنك إسبانيا BBVA على وزارة الدمج والضمان الاجتماعى والهجرة 200 منزل للاجئين. ستكون المنازل قادرة على استيعاب ما يصل إلى 800 شخص وتنتشر فى جميع أنحاء إسبانيا، على الرغم من أنها تقع فى الغالب فى كاتالونيا ومجتمع فالنسيا والأندلس.
أكدت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزى أن "بلادنا تمر بلحظات عزلة صعبة من ناحية الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلق بإدارة الهجرة بمنطقة وسط البحر الأبيض المتوسط".
وفى إيطاليا، قالت الوزيرة لامورجيزي، فى كلمتها خلال الجمعية الوطنية لمناطق الحكم الذاتى الإيطالية (Ali 2022)، أن "الأزمة الروسية الأوكرانية قد أحدثت نقلة نوعية فى النقاش السياسي، وتغيرت الأولويات وكذلك الجو السياسى فى أوروبا أيضاً، مع تأكيد مزيد من التضامن والتآزر بين الدول الأعضاء، فمن الواضح أننا نتحدث عن صراع، لكننا نأمل أن يكون موقف التضامن هذا الذى لمسناه يعنى حقًا أن المناخ فى أوروبا قد تغير"، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية.