اتفق الناقد أحمد حسن عوض، مع رأى الدكتور صلاح فضل، حينما صرح رئيس مجمع اللغة العربية، بأن الشعر فقد دوره الإعلامى منذ القرن العشرين، وهو ما أوضحه أحمد حسن من خلال الأسباب التى أدت إلى ذلك.
وقال الناقد أحمد حسن عوض، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الشعر فقد دوره الإعلامى بسبب التطور الحضارى، وتخلى عن كثير من وظائفه، التى كان يؤديها قديما، فقد كان الشاعر يقوم بدور وزير الإعلام والمؤرخ والحكيم ورئيس القبيلة، وكان للشعر دور مركزى فى مخاطبة وجدان الجماعات، سواءً المجتمعات القبلية فى العصر الجاهلى، أو المجتمعات العربية الإسلامية فى عصور الأدب اللاحقة.
وأوضح أحمد حسن أنه منذ أن تطورت منجزات الحضارة الحديثة، وأصبح هناك وسائط معرفية حديثة مثل الراديو، ثم التلفاز، ثم الإنترنت، أصبحت الوظيفة الإعلامية للشاعر تكاد تكون منعدمة، ولم يعد الشاعر مشغولا بإعادة صياغة ما هو معروف، وإنما أدرك أن عليه أن يقدم رؤيته الخاصة للعالم، من خلال الاندماج فى أحداث عصره وغعادة صياغتها عبر وجدانه الفردى، ورؤيته الخاصة.
الناقد أحمد حسن
وفيما يخص مستقبل الشعر، فرأى أحمد حسن، أن الشعر سيظل موجودا طالما وجدت المشاعر والأحاسيس والعواطف، التى تلازم الإنسان ملازمة الروح للجسد، ولكن الحقيقة أن دور الشعر تراجع بسبب أننا نعيش فى عصر الصورة بتجلياتها المتنوعة، وأن هذه الصورة شكلت ما يمكن أن نطلق عليه غواية الوعى الحديث، فى زمن حضارى معقد أصبح يلهث وراء التجليات البصرية، مثل الأغانى المصورة، وأفلام السينما، وفيديوهات التواصل الاجتماعى.
ورأى أحمد حسن أن حل تلك الأزمة، تكمن فى أن يستفيد الشعر من تلك الوسائط الحديثة، ويعيد الشاعر تقديم إبداعه من خلالها، مع وجود إعلاميين يقدمون برامج جادة تؤمن بدور الشعر الحيوى والحاسم فى حياتنا المعاصرة.
الدكتور صلاح فضل
كان الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، قد صرح خلال الندوة التى عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمجمع اللغة العربية بعنوان "الأغنية العربية: كلمة راقية، وصوت معبر، ولحن رائق"، وقال بإن الشعر فقد دوره على المستوى الإعلامى منذ نهاية القرن العشرين، وأن الحال كان مغايرا فى بدايات هذا القرن حين كان الشعر والأغنية يؤديان دورا أكبر.
