يتناول كتاب المؤلفة البريطانية هيلين رابابورت "ما بعد رومانوف" الأكثر مبيعًا في قائمة نيويورك تايمز كل شيء عن مرحلة ما بعد عائلة رومانوف في روسيا وهي قصة الأرستقراطيين والفنانين والمثقفين الروس الذين سعوا للحصول على الحرية واللجوء في مدينة النور باريس.
وتروى الكاتبة حكاية باريس مدينة التميز الثقافي والنبيذ الفاخر والطعام وأحدث صيحات الموضة والتى كانت أيضًا مكانًا يلجأ إليه الفارين من الاضطهاد بعد الثورة الروسية البلشفية التى قامت عام 1917 وسقوط سلالة رومانوف حيث استمتع الأرستقراطيون الروس بكل ما تقدمه باريس حيث أنفقوا ببذخ عند زيارتهم كاشفة كيف كانت باريس أيضا مكانًا للتجارب الفنية مثل باليه روسيس دياجيليف.
كما تكشف عن قصص الأرستقراطيين الروس في باريس حيث كان يمكن رؤية الأمراء السابقين يقودون سيارات الأجرة بينما تعمل زوجاتهم القادرات على الخياطة في بيوت الأزياء حتى كان أسلوبهم الروسي الفريد في الحياكة مصدر إلهام لمصممين مثل كوكو شانيل غيرها من بيوت الأزياء.
وتروى هيلين رابابورت في كتابها رحلات كفاح المفكرين والفنانين والشعراء والفلاسفة والكتاب الموهوبين في المنفى ليكسبوا لقمة العيش في وظائف وضيعة، وهو ما حدث مع مؤلفين وموسيقيين مثل بونين وشاجال وسترافينسكي الذين حققوا نجاحًا كبيرًا في باريس التي رحبت بأمريكيين مثل فيتزجيرالد وهمنجواي.
هناك جانب آخر يكشفه الكتاب وهو سعى النشطاء السياسيون للإطاحة بالنظام البلشفي وتآمر عملاء مزدوجين من كلا الجانبين الموالى للثورة البلشفية والموالى للقياصرة للتجسس والاغتيال بينما أصبح آخرون محاصرين في دائرة من الفقر وحنينهم الشديد إلى الوطن لروسيا، الوطن الذي أجبروا على التخلي عنه.
يذكر أن هيلين رابابورت مؤرخة بريطانية متخصصة في العصر الفيكتوري كما كتبت على نطاق واسع عن الإمبراطورية الروسية المتأخرة وثورة 1917 وعائلة رومانوف.
غلاف الكتاب