أكرم القصاص

مصر ورواندا.. الشراكة والتعاون والتكامل للحاضر والمستقبل

الأحد، 27 مارس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال ثمانى سنوات فقط، أعادت مصر بناء دائرتها الأفريقية، ويحرص الرئيس السيسى، على تقوية العلاقات المصرية الأفريقية، من خلال التعاون والشراكة والسعى إلى التكامل، ‏انطلاقا من ارتباطها الجغرافى والتاريخى، وتستند إلى حق القارة الأفريقية فى استغلال قدراتها بالشكل الذى يتناسب مع ما تمتلكه القارة من إمكانات تحتاج إلى تنمية لصالح شعوبها، ومصر تمثل جسرا دائما بين أفريقيا ودوائر مصر العربية الإسلامية والمتوسطية والأوروبية، وتحرص مصر على تأكيد دعمها للقضايا الأفريقية، والدفع نحو تعاون لتوظيف الإمكانات المختلفة للدول الأفريقية، بالشكل الذى يتناسب مع قدراتها،
من هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس الرواندى بول كاجامى ‏لمصر، فى زيارة تضمنت عقد مباحثات بين الرئيسين، ووفدى البلدين، وتناولت التعاون الثنائى اقتصاديا وتجاريا، وأيضا العلاقات الإقليمية والقضايا الأفريقية المشتركة، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات: «الاتصالات والمعلومات، والتدريب الدبلوماسى، والشباب والرياضة»، حيث تمتلك رواندا تجربة مهمة فى التنمية ومواجهة التحديات، والانتقال من الأزمة إلى التقدم، وهو ما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الإشارة إليه فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس كاجامى، حيث أعرب عن تقدير مصر وفخرها بتجربة رواندا الرائدة فى التنمية، والتى انطلقت بالبلاد من مرحلة التحديات والصعاب، إلى تحقيق الرؤية التنموية الطموحة، على كل الأصعدة، وهو ما يمثل قصة نجاح أفريقية ملهمة، ظهرت ثمارها على أرض الواقع، خلال الفترة الماضية، وفى الوقت ذاته أشار الرئيس الرواندى إلى تجربة مصر الرائدة فى التنمية.
 
تضمنت المباحثات بين الرئيسين، التقدم فى العلاقات الثنائية، خلال الفترة الماضية، وما شهدته من خطوات جادة، لدفع وتطوير العلاقات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وما يتاح من فرص عديدة، للارتقاء والنهوض بالعلاقات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية، حيث أشاد الرئيس الرواندى بالدور المحورى الذى تقوم به مصر إقليميا على صعيد صون السلم والأمن، مشيدا فى هذا الصدد بالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار فى منطقة البحيرات العظمى، وشرق أفريقيا وحوض النيل، والتى انعكست على الدعم المصرى الكبير لحل القضايا العالقة فى هذا الإطار، خلال المرحلة الماضية، فضلا عن الدور المؤثر داخل أروقة الاتحاد الأفريقى، فى ضوء ثقلها التاريخى سياسيا واقتصاديا بالقارة.
 
وفيما يتعلق باستضافة ورئاسة مصر للدورة «27» من مؤتمر المناخ، فى نوفمبر المقبل، وحرص مصر على استمرار التعبير عن تطلعات دول القارة الأفريقية فى هذا المجال، وأن يسفر المؤتمر عن نتائج تنفيذية ملموسة تحقق نقلة مهمة، فى مجال العمل الدولى المشترك، حيال المناخ، وتأكيد حقوق الدول الأفريقية فى الحصول على حقها فى التنمية ومواجهة تغير المناخ.
 
وجدد الرئيس موقف مصر من قضية سد إثيوبيا، وأهمية التوصل إلى اتفاق ملزم فى عملية ملء وتشغيل السد، بما يضمن مصالح كل الدول، وحقها فى التنمية.
 
 زيارة الرئيس الرواندى، بول كاجامى، للقاهرة، تأتى فى وقت مهم، يشهد فيه العالم تحولات سياسية بما لها من انعكاسات اقتصادية، تدفع الدول الأفريقية للتكامل والشراكة والتعاون، وصولا إلى اكتفاء ذاتى وتنمية، خاصة أن رواندا ومصر لكل منهما تجربة تنموية مهمة، داخل القارة الأفريقية، كما أن العلاقة بين مصر ورواندا قوية ومستمرة ومتواصلة، والرئيس عبدالفتاح السيسى زار رواندا قبل ذلك، ضمن حرص الدولة المصرية على تدعيم أطر الشراكة والتعاون، على المستويين العربى والأفريقى، والاتفاقيات مع أفريقيا مهمة فى ظل التغيرات الكبيرة التى يشهدها العالم خلال الفترة الحالية، حيث ترى مصر أهمية التعاون مع القارة الأفريقية، ودعم قدراتها على استغلال إمكاناتها، وتطبيق اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، وتدعيم الاتحاد الأفريقى. 
 
اتفق الرئيسان «السيسى» و«كاجامى» على تعزيز العلاقات الثنائية فى شتى المجالات ودفع تلك العلاقات، من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وأكد الرئيس السيسى أن مصر تحرص على تقديم كل إمكاناتها لتدريب ورفع قدرات الدول الأفريقية الشقيقة، ونقل الخبرات المصرية، وتوفير الدعم الفنى، وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية، وفيما يتصل بعملية بناء الكوادر بهدف دعم التنمية، حيث جدد الرئيس السيسى تأكيده على التزام مصر بالاستمرار فى تسخير إمكاناتها والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر الرواندية فى مختلف المجالات، بالتنسيق بين مختلف الجهات المصرية، وفى هذا السياق، أعرب الرئيس كاجامى عن تقدير بلاده لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكدا حرص رواندا على تطوير تلك العلاقات فى مختلف المجالات، لا سيما التعاون التجارى والاقتصادى، فضلا عن اهتمام بلاده بتعظيم الدعم الفنى الذى تقدمه مصر للكوادر الرواندية فى بناء القدرات، ودعم الشركات المصرية فى مجال البنية التحتية، فى ضوء الأجندة التنموية الطموحة التى تسعى رواندا لتنفيذها.
 
من هنا، فإن الدولة المصرية تدفع نحو توسيع علاقات الشراكة والتعاون والتكامل مع دول أفريقيا، فى ظل تحولات تفرض هذا التعاون، للحاضر والمستقبل.
 
p

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة