فقدت أوروبا حوالي 90٪ من المخطوطات التي تعود إلى العصور الوسطى والتي تروي أحداث ومآثر فقد عانت غالبية هذه الأدبيات بالفعل من التدهور والدمار ومن أجل تقدير حجم مجموعة القرون الوسطى الأوروبية ككل مقارنة بالنسبة التي لا تزال متاحة ، استخدم الباحثون فى دراسة حديثة النموذج البيئي "للأنواع غير المرئية" من خلال تطبيقه على المجال الثقافي.
ويهدف النموذج البيئى وفقا لموقع أكتيواليتى الفرنسى إلى إعطاء المستخدمين تقديرًا دقيقًا لعدد الأنواع التي تعيش في منطقة ما كما يقول مايك كيستيمونت من جامعة أنتويرب ، وهو مؤلف الورقة البحثية مع تطبيق هذا على أدب العصور الوسطى، لمعرفة فرص استمرار المخطوطات فى المناطق الأوروبية المختلفة قياسا على ظروف البيئة وعوامل التعرية ووجود الكائنات الحية والبشر من منظور تاريخي.
سمح هذا النهج للباحثين بتقدير الأعمال والمخطوطات التى يمكن أن تبقى بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت باللغات الهولندية والفرنسية والأيسلندية والأيرلندية والإنجليزية والألمانية، ووجدوا أنه كان من الممكن أن يكون هناك 40614 عينة (مخطوطة) باللغات العامية الست ، منها 3649 لا يزال على قيد الحياة بمعدل بقاء 9٪. أما الأعمال الأدبية فقد نجا 38٪ منها.
تؤكد هذه النتائج نتائج الباحثين الذين يستخدمون بيانات أخرى حيث قال ماثيو دريسكول ، مؤلف مشارك فى الدراسة من جامعة كوبنهاجن: "لقد اختفى الكثير من الأدبيات ، ولا نعرف ما هو ، ولكن باستخدام هذه الطريقة يمكننا الحصول على فكرة ، على الأقل ، عدد المخطوطات المفقودة".
ولكن بعد ذلك يبرز سؤال آخر وهو ما الذي حدث لمخطوطات الأعمال البطولية والشهامة التي ضاعت؟ في حين أن البعض انتهى بالتأكيد إلى ألسنة اللهب في حرائق المكتبة ، فقد تم إعادة تدوير البعض الآخر بالتأكيد كما كان الحال في كثير من الأحيان في ذلك الوقت ، على سبيل المثال لتجليد مخطوطة أخرى حيث لا يزال من المحتمل استخدام البعض الآخر كغلاف أو كبطانات أحذية.
