"التغطية الصحفية للتغيرات المناخية".. دراسة لـ مصطفى عبد الحى بإعلام الأزهر

الأربعاء، 30 مارس 2022 06:15 م
"التغطية الصحفية للتغيرات المناخية".. دراسة لـ مصطفى عبد الحى بإعلام الأزهر الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ناقش الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، دراسة بحثية تحت "عنوان أطر التغطية الصحفية لقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية المصرية - دراسة تحليلية"، واستهدفت الدراسة التعرف على حجم اهتمام المواقع الصحفية المصرية عينة الدراسة وهى "اليوم السابع، المصرى اليوم، الشرق"، بتغطية قضية التغيرات المناخية.
 
وقال الباحث الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم، إن الدراسة تنتمى إلى نوعية الدراسات الوصفية التحليلية، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامى بالعينة والمنهج المقارن، واستخدمت أداة تحليل المضمون وقد أجريت الدراسة على عينة من المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة بطريقة عشوائية وقد تم تحديد الفترة الزمنية من 1 نوفمبر 2021 وحتى 31 يناير 2022.
 
وأوضح الباحث أن نتائج الدارسة أظهرت، اهتمام المواقع الصحفية الثلاث "عينة الدراسة"، بتغطية قضية التغيرات المناخية حيث بلغ إجمالى المواد الصحفية التى تم تحليلها "424" مادة صحفية، بالإضافة إلى استحواذ التقرير الصحفى على المرتبة الأولى من بين الأشكال الصحفية الواردة فى المواقع الصحفية "عينة الدراسة"، فى تغطية لقضية التغيرات المناخية.
الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر
الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر

وفيما يلى مقدمة وملخص الدراسة :

مقدمة الدراسة:
يُعد الاهتمام الإعلامى بقضايا البيئة حديثاً نسبياً، إذ لم يتسع ويتصاعد إلا بعـد اكتشـاف الآثـار السـلبية والمدمرة للبيئة الناجمة عن التطبيقات المعاصرة للتكنولوجيات الحديثة، مما خلق اهتمامًا متزايداً بقضايا البيئة،واسـتلزم قيام وسائل الإعلام بتسليط الضوء على المشكلات البيئية، فى محاولة للقضاء عليها أو التخفيف من حدتها .
 وتُعد قضية التغيرات المناخية قضية بيئية عالمية ذات تأثيرات محلية، وقد أضحت هذه القضية حقيقة علمية ومشكلة اقتصادية وبيئية تؤرق دول العالم على حدٍ سواء، فى ظل ما يمكن أن يترتب عليها من تغيرات خطيرة تهدد مستقبل الإنسان.
 
 وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى زيادة معدلات النشاط البشرى الصناعي، الذى أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة فى الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بـ"الاحتباس الحراري"، وتلوث فى الهواء والماء والتربة، ما أدى إلى حدوث كوارث طبيعية(حرائق وفيضانات وجفاف وتصحر وغيرها)، مما أدى إلى الفقر والمجاعات فى مناطق مقابل رفاهية وتقدم فى مناطق أخرى.
 
 وتُعد مصر من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية، وبخاصة القطاع الزراعي، ما تسبب فى اختلال ميزان الأمن الغذائى المصري، فى ظل عدم وجود اهتمام كافٍ بهذه القضية القومية، خاصةً فى ظل تَسارُع حدوث هذه التغيرات على عكس كل التوقعات. 
 
وفى إطار ما سبق، ينبغى التأكيد على دور الإعلام فى التوعية بمخاطر تغير المناخ وتعميق الإحساس بهذه الأزمة العالمية، وخلق رأى عام عالمي، يستهدف التأثير على صناع القرار العالمي، وذلك من خلال تخصيص مساحات ثابتة فى وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، تستهدف رفع الوعى بالمشاكل البيئية والتوعية بدور الفرد فى النهوض بالبيئة وحمايتها والحفاظ عليها.
 
الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم
الدكتور مصطفى عبد الحى عبد العليم
 
 
وأشار الباحث إلى عدد من الدراسات 
الدراسات السابقة: 

أولا : الدراسات السابقة:

 

 بالبحث فى الدراسات السابقة، توصل الباحث إلى الدراسات التى تناولت أطر التغطية الصحفية لقضايا التنمية المستدامة، أو قضايا البيئة، أو قضية التغيرات المناخية، وقد تنوعت هذه الدراسات ما بين العربية والأجنبية، وقد بلغت أربع دراسات عربية، و خمس دراسات أجنبية، جمعيها دراسات حديثة، وقد قام الباحث بعرض هذه الدراسات من الحديث إلى القديم، وذلك على النحو الآتي: 
- سعت دراسة احمد مولود احمد الحيالي(2021) إلى التعرف على أطر التغطية الصحفية
للقضايا البيئية فى الصحف العراقية باستخدام المنهج الوصفى والتحليلي، حيث شملت عينة الدراسة التحليلية ثلاثة مواقع إلکترونية للصحف العراقية هى (الصباح، المشرق، المدى)، باستخدام استمارة تحليل المحتوى (للشکل والمضمون) وبأسلوب الحصر الشامل لجميع الاعداد المنشورة من 1/1/2021 ولغاية 31/3/2021، والبالغة (208) عدداً، و (328) موضوعاً بيئياً، ولکافة فنون العرض الالکتروني.
 وکانت ابرز نتائج الدراسة: حلت قضية کوفيد-19 وقلة الوعى البيئى فى الترتيب الاول للقضايا المطروحة، وجاءت قضية تلوث المياه ثانياً، کما تميزت التغطية الصحفية بکونها تغطية إخبارية، وکان هدف (التعريف بالجهود الرسمية) هو السائد فى اهداف التغطية، کما برز (اطار الاثار الاقتصادية) کأبرز الاطر الخبرية، وجاءت (الاستمالات العاطفية) فى الترتيب الاول لأساليب الاقناع، وکان الجمهور العام هو الجمهور المستهدف خلال التغطية الصحفية.
 - استهدفت دراسة أمل أحمد حسن العزب، محمد معوض إبراهيم، محمود أحمد حويحي( 2021) : التعرف على كيفية معالجة كل من الصحف المصرية والبريطانية لقضايا التغيرات المناخية من خلال عرضها للاتفاقيات الدولية، والتعرف على أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما فى معالجة هذه القضية، وعرض قضايا التغيرات المناخية والاتفاقيات الدولية الخاصة بها من خلال المعالجة الخبرية، كما هدفت إلى التعرف على الأشكال الصحفية المستخدمة فى الصحيفتين. واستخدمت الدراسة المنهج المسحى بشقيه الوصفى والتحليلى كما استخدمت المنهج المقارن. 
 وقد توصلت الدراسة إلى أن صحيفة التايمز (البريطانية) اهتمت بدراسة قضية التغيرات المناخية بشكل ملحوظ ويرجع ذلك لإبراز المؤتمرات والاتفاقيات التى نشرت عن القضية والمقترحات والاراء لحل هذه القضية، كما أنها تناولت مختلف القضايا البيئية ومدى تأثرها وارتباطها بقضية التغيرات المناخية. بينما جاء اهتمام صحيفة الأهرام (المصرية) بشكل ضئيل، ، وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى المعالجة الخبرية لقضية التغيرات المناخية لصالح جريدة التايمز.
- هدفت دراسة فلوريان كلوبفر ورينيه ويسترهولت وديتوالد جروينFlorian Klopfer, René Westerholt and Dietwald Gruehn (2021) إلى التعرف على الأطر المفاهيمية التى تم تطبيقها لتقييم آثار تغير المناخ فى المناطق الحضرية، وتوصلت الدراسة إلى أن المناطق الحضرية هى من بين أكثر المناطق تضررا من آثار تغير المناخ فى الحاضر والمستقبل.
 - سعت دراسة ماتيو فيراتزى وفوتيوس كالانتزيس وسانى زوارت Matteo Ferrazzi, Fotios Kalantzis and Sanne Zwart(2021) إلى تقديم تقييم شامل لتغير المناخ. وأكدت النتائج على أن مخاطر المناخ تمثل تحديًا مهمًا لجميع الدول. وأن الدول منخفضة الدخل أكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية.
- ركزت دراسة باولو سيانكوني،صوفيا بيترى ولويجى جانيريPaolo Cianconi, Sophia Betrò and Luigi Janiri (2020) على التعرف على تأثير تغير المناخ على الصحة العقلية، وخلصت النتائج إلى أن تغير المناخ يؤثر على جزء كبير من السكان، فى مناطق جغرافية مختلفة، وأن تغير المناخ يؤثر على الصحة العقلية بتوقيت مختلف.
- حاولت دراسة جى شيونغ،هاوهوان فو Jie Xiong ( 2019) Haohuan, Fuالتعرف على الإطار الذى يعزز بروز قضايا تغير المناخ على الأجندة العامة على الإنترنت، وخلصت إلى أن بعض الاستراتيجيات قد تجعل قضايا تغير المناخ أكثر بروزًا ، أن الإطار المعرفى هو الأقل فاعلية فى إثارة القلق العام. ويُعد الإطار العاطفى أكثر تأثيرًا نسبيًا فى تحفيز الناس على المشاركة فى مناقشة تغير المناخ.
- سعى سينيد بويلان وآخرون and others Sinead Boylan,(2018) من خلال دراسته إلى وضع إطار مفاهيمى لتأثير تغير المناخ على الصحة والرفاهية فى نيو ساوث ويلز( أستراليا)، وتوصلت النتائج إلى أن تغير المناخ يؤثر على الصحة من خلال تغيير انتشار وتوزيع الآثار الصحية البيئية الحالية. تسبب أحداث موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات والعواصف والفيضانات فى نيو ساوث ويلز عدد كبير من الأمراض والإصابات والوفيات. ولهذه الأحداث تأثيرات مباشرة بالإضافة إلى تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الصحة والرفاهية. 
 - دراسة مصطفى سحارى (2018) استهدفت تحليل التغطية الصحفية لقضايا التنمية المستدامة فى الجزائر، من خلال اختيار صحيفة الخبر أنموذجاً فى التحليل، من خلال اعتماد أداة تحليل المحتوى لأجل تحليل مختلف المواد الصحفية التى اعتمدت عليها صحيفة الخبر، خلال تغطيتها لقضايا التنمية المستدامة فى الجزائر فى الفترة من يناير 2015 إلى مارس 2016، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن صحيفة الخبر ركزت فى تغطيتها على القضايا الاقتصادية بشكل كبير، إضافة إلى توظيفها للخبر والتقرير بشكل كبير .
- سعت دراسة نزيهة وهابي، (2017) إلى إلقاء الضوء على المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة من خلال الوقوف على العوامل المؤثرة على هذه المعالجة والنتائج المترتبة عليها، بالإضافة إلى الأساليب التى تعتمدها الصحافة المكتوبة فى تناولها لهذه القضايا، وأخيرًا التعرض إلى دور الصحافة المكتوبة فى معالجة القضايا البيئية والمشاكل التى تواجهها.
 وقد أسفرت نتائج الدراسة: يأتى التلوث الصناعى وتلوث البحر والشواطئ فى طليعة اهتمام الإعلام البيئى الجزائري، تليه مشكلة النفايات الصلبة والكوارث والتصحر، استخدام القالب الخبرى فى طرح القضايا البيئية ومشكلاتها فى وسائل الإعلام الجزائرية بشكل ملحوظ. تتميز جريدة الخبر بتغطيتها المتواصلة لموضوعات البيئة من خلال الأخبار والتحقيقات. 
 
 
التعليق على الدراسات السابقة:
 بعد استعراض الباحث لأهم الدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة و غير المباشرة بموضوع الدراسة الحالية ، توصل الباحث إلى ما يلى :
1- معظم الدراسات العربية تناولت أطر التغطية الصحفية للقضايا البيئية، فيما عدا دراسة "أمل العزب"(2021) التى تناولت المعالجة الصحفية للقضايا الخاصة لمواجهة التغيرات المناخية، ودراسة مصطفى سحاري(2018) التى تناولت أطر التغطية الصحفية لقضايا التنمية المستدامة.
2- معظم الدراسات الأجنبية تناولت قضية التغيرات المناخية، ولكنها ركزت فقط على وضع إطار عام يوضح تأثير التغيرات المناخية على الصحة والبيئة، ولم تتطرق تلك الدراسات للكشف عن أطر التغطية الصحفية لقضية التغيرات المناخية.
3- قلة الدراسات العربية التى تناولت أطر التغطية الصحفية لقضية التغير المناخي؛ حيث إن الدراسة الوحيدة التى تناولت أطر التغطية الصحفية لقضية التغير المناخى تنتمى إلى الدراسات البيئية، وقد استهدفت معالجة القضايا والاتفاقيات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية. 
حدود إفادة الباحث من الدراسات السابقة:
 أفاد الباحث من الدراسات السابقة فى النواحى الآتية: 
1- اختيار عنوان مناسب للدراسة، حيث تبين للباحث بعد اطلاعه على الدراسات السابقة المتاحة، قلة الدراسات التى تعرضت لقضية التغيرات المناخية فى مجال الدراسات الإعلامية.
2- التعرف على أهم المناهج والأساليب المستخدمة فى الدراسات السابقة المتاحة ، مما ساعد الباحث على اختيار أنسب المناهج والأساليب لدراسته وهو منهج المسح الإعلامى بالعينة.
3- التعرف على النظريات الملائمة لموضوع الدراسة ، فبعد اطلاع الباحث على النظريات المستخدمة فى الدراسات السابقة المتاحة، وجد أن أنسب النظريات لموضوع دراسته هى نظرية: الأطر الإعلامية، حيث استطاع الباحث الإفادة من هذه النظرية وتطبيقها على موضوع دراسته.
 4- إمكانية اطلاع الباحث على استمارات تحليل المضمون الخاصة بالدراسات السابقة ، والتعرف على أهم الأسئلة التى تضمنتها هذه الاستمارات، ومن خلال هذه الأسئلة استطاع الباحث صياغة أسئلة الاستمارة الخاصة بدراسته.
5- الاستفادة من النتائج التى توصلت إليها الدراسات السابقة فى صياغة مشكلة الدراسة الحالية، وتحديد الأهداف، والتساؤلات، والفروض العلمية، ومقارنة نتائج الدراسات السابقة بنتائج الدراسة الحالية.
مشكلة الدراسة: 
 انطلاقاً من الهدف السابع عشر من أهداف برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى الدول العربية للتنمية المستدامة، وهو" عقد الشراكات لتحقيق الأهداف"، حيث يُعد الإعلام شريكاً أساسياً فى مشروع تحقيق التنمية المستدامة، وزيادة الوعى بين الجمهور العربى بمختلف قطاعاته ودعم الثقافات، فهو يؤدى دوراً رئيسياً فى تكوين الرأى العام العربى الصحيح حول تلك المفاهيم وكيفية تحقيقها؛ للإسراع باتخاذ الإجراءات المناسبة، كما يُعد أيضاً الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى الجماهير العربية وصناع السياسات ودعم مسارات التنمية المستدامة.
 واستناداً إلى الاستراتيجية الإعلامية العربية التى أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب عام 2017، والتى أكدت أن العمليات الاتصالية – ووسائل التواصل الاجتماعى الحديثة فى القلب منها – تعد السبيل الأمثل لتوضيح الخطط التنموية للدول الأعضاء بالجامعة العربية، والكفيلة لحث الأفراد نحو الانخراط فى العملية التنموية، وذلك من خلال المشاركة السياسية.
 وانطلاقاً من قيام بعض المؤسسات الصحفية المصرية بعقد اتفاقيات شراكة مع منظمة الأمم المتحدة فى مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة،والتى من بينها الهدف الثالث عشر"العمل المناخي".
 لذا، رأى الباحث أنه من الطبيعى أن يكون للمواقع الصحفية التابعة لتلك المؤسسات دور فى تغطية قضايا التنمية المستدامة، والتى من بينها قضية "التغيرات المناخية"، وذلك من خلال تسليط الضوء إعلامياً على مفهوم التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر، ورصد وتحليل وتفسير الجهود العربية على المستوى الوطنى والإقليمى والدولى فى هذا المجال.
 وعلى ضوء ما سبق، تتركز مشكلة البحث فى الإجابة على السؤال الآتي: ما أطر التغطية الصحفية لقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية المصرية؟ 
 
 
تساؤلات الدراسة:
 
تسعى الدراسة للإجابة على التساؤلات الآتية: 
1- ما حجم اهتمام المواقع الصحفية المصرية- عينة الدراسة- بتغطية قضية التغيرات المناخية؟
2- ما الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية التى تناولتها المواقع عينة الدراسة؟
3- ما الأساليب التى استخدمتها المواقع - عينة الدراسة- فى عرض موضوعات قضية التغيرات المناخية؟
4- ما الأشكال الصحفية التى استخدمتها المواقع- عينة الدراسة- فى عرض الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية؟
5- ما وسائل الإبراز التى استخدمتها المواقع- عينة الدراسة- فى عرض الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية؟
أهداف الدراسة: 
 تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أطر تغطية قضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية المصرية، وينبثق من هذا الهدف، الأهداف الفرعية الآتية: 
1- التعرف على حجم اهتمام المواقع الصحفية المصرية– عينة الدراسة– بتغطية قضية التغيرات المناخية.
2- رصد الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية التى غطتها المواقع عينة الدراسة.
3- إبراز الأساليب التى استخدمتها المواقع عينة الدراسة فى عرض الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية.
4- معرفة الأشكال الصحفية التى استخدمتها المواقع – عينة الدراسة – فى عرض الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية.
5- الوقوف على وسائل الإبراز التى استخدمتها المواقع – عينة الدراسة – فى عرض الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية.
أهمية الدراسة: 
1- استحواذ قضية التغيرات المناخية بقوة على اهتمام عالمى فى العقود الثلاثة الماضية، من منطلق كونها أحد الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
2- الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية لموضوع التغيرات المناخية‏؛ تزامنًا مع اختيار مصر لتنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (الأطراف ‪COP 27‬) بمدينة شرم الشيخ عام 2022.‬
2- تداعيات تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة، وعلى الإنتاج الزراعى والأمن الغذائي، ومن ثم على تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
3- إسهام الإعلام العربى فى تعزيز مفهوم التنمية المستدامة من خلال تسليط الضوء على القضايا العربية التنموية، وانطلاقاً من الهدف السابع عشر من الأهداف التنموية والخاص بعقد الشراكات لتحقيق تلك الأهداف ، حيث يعد الإعلام شريكاً فى مشروع تحقيق التنمية المستدامة ، فهو يؤدى دوراً رئيسياً فى تكوين الرأى العام العربى الصحيح حول تلك المفاهيم وكيفية تحقيقها للإسراع باتخاذ الإجراءات المناسبة ، كما يعد الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى الجماهير العربية وصناع السياسات ودعم مسارات التنمية المستدامة.
3- أهمية الدور الذى تقوم به الصحافة فى دعم المشروعات التنموية؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ كونها وسيلة ذات قدرة على الوصول إلى جميع فئات المجتمع؛ من أجل رفع وعيهم البيئي، وذلك من خلال توفير الدعم والمعلومات اللازمة لرصد وتحليل الأوضاع البيئية؛ للوصول إلى استراتيجية ملائمة لمواجهة التغيرات المناخية، والمحافظة على البيئة، وعدم الإضرار بها وعدم استنزاف مواردها الطبيعية، لضمان حق الأجيال القادمة. 
المفاهيم الإجرائية للدراسة:
1- أطر التغطية الصحفية: هى طريقة عرض المواد الصحفية المنشورة فى المواقع الصحفية المصرية- عينة الدراسة - حول موضوع التغيرات المناخية. 
2- قضية التغيرات المناخية: القضية التى تؤدى إلى حدوث تغيرات فى تكوين الغلاف الجوى لكوكب الأرض، بالإضافة إلى التقلب الطبيعى للمناخ، على مدى فترات زمنية متماثلة ، وذلك بسبب النشاط البشري(تلوث الماء والهواء والغذاء والتربة، التلوث الصناعي، التلوث الإشعاعي، التلوث الضوضائى -الاحتباس الحراري). 
3- المواقع الصحفية المصرية: مجموعة من المواقع الإلكترونية التابعة لمؤسسات صحفية مصرية، تحتوى على كم هائل من المواد الصحفية الإخبارية، فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبعض الصور ومقاطع الفيديو، وهذه المواقع تقوم بتحديث أخبارها على مدار الساعة. 
الإجراءات المنهجية للدراسة:
نوع الدراسة ومنهجها: 
 تنتمى هذه الدراسة إلى نوعية الدراسات الوصفية التحليلية. التى تسعى إلى وصف وتحليل أطر التغطية الصحفية لقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية المصرية. وقد اعتمدت هذه الدراسة على منهج المسح بالعينة، والمنهج المقارن من أجل المقارنة بين المواقع الصحفية المصرية الثلاثة- عينة الدراسة (اليوم السابع- المصرى اليوم- الشروق)، من حيث أطر تغطية كل منها لقضية التغيرات المناخية. 
حدود الدراسة: 
1- الحدود الموضوعية: وتتمثل فى دراسة أطر التغطية الصحفية لقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية المصرية. 
2- 2- الحدود الزمانية: وتتمثل فى الفترة من1/11/2021 حتى 30 / 1 /2022. 
3- 3- الحدود المكانية: وتتمثل فى المواقع الصحفية المصرية الثلاثة عينة الدراسة، وهي: اليوم السابع. المصرى اليوم، الشروق، 
4- مجتمع الدراسة وعينتها : 
5- مجتمع الدراسة: يتمثل مجتمع الدراسة فى المواد الصحفية التى تتعلق بقضية التغيرات المناخية، والمنشورة فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة، وهذه المواقع هي: اليوم السابع.المصرى اليوم، الشروق، 
6- سبب اختيار الباحث لتلك المواقع:
7- - بالنسبة لموقع اليوم السابع: قيام مؤسسة اليوم السابع فى 18 نوفمبر 2020 بتوقيع الميثاق العالمى للإعلام حول أهداف التنمية المستدامة، وذلك مع ممثلين من المكتب الإعلامى للأمم المتحدة لدى القاهرة ، ويأتى هذا التوقيع فى إطار التعاون المستمر والدائم بين منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات الإعلامية فى جمهورية مصر العربية، وبموجب هذا التوقيع تنضم مؤسسة "اليوم السابع" لقائمة أهم المؤسسات الإعلامية الدولية التى تشارك الأمم المتحدة فى نشر الوعى حول الأهداف الأممية الـ 17 التى هى بمثابة خارطة طريق للعالم لتخطى التحديات الإنمائية ودعوة للعمل لتعزيز الازدهار مع الأخذ بالاعتبار حماية كوكب الأرض. 
8- - بالنسبة لموقعي" المصرى اليوم" و" الشروق": قيام مؤسستيهما بتوقيع اتفاقية شراكة لإطلاق مبادرة إعلام من أجل أهداف التنمية المستدامة فى مصر فى 18 يونيو 2018، بمشاركة الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للصحافة.
9- عينة الدراسة: سوف يقوم الباحث بأخذ عينة من المواقع الصحفية الثلاثة-عينة الدراسة- بطريقة عشوائية، آخذاً من كل أسبوع عدداً ؛ حتى يكون أقرب إلى التمثيل الصحيح، وبعيداً عن التحيز، وقد تم تحديد الفترة الزمنية من 31/10/2021 حتى 30 / 1 /2022.
10- ويرجع السبب فى اختيار هذه الفترة: كونها شهدت انعقاد عدداً من المؤتمرات الخاصة بالتغيرات المناخية، منها: انعقاد مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (الدورة السادسة والعشرون) فى نوفمبر 2021 فى مدينة " غلاسكو" الاسكتلندية، فى الفترة بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر2021. أيضاً انعقاد المؤتمر الدولى الثالث للتغيرات المناخية الذى نظمته جامعة الأزهر، تحت عنوان: «تغير المناخ التحديات والمواجهة» فى الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر 2021، بالإضافة إلى تحضير مصر لاستضافة فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى الاتفاقية كوب 27، المتوقع انعقاده فى نوفمبر من العام المقبل 2022 بمدينة شرم الشيخ.
 
 
 اعتمدت الدراسة على أداة تحليل المضمون؛ كونها تسعى إلى تحليل المادة الصحفية المنشورة فى المواقع الصحفية المصرية الثلاثة-عينة الدراسة-من حيث الشكل والمضمون، ويتطلب ذلك تحديد فئات التحليل ووحدات التحليل والقياس المناسبة لهذه الدراسة، وهي: 
فئات التحليل: يعد تحديد فئات التحليل فى تحليل المحتوى، وتعريفها بشكل محدد ودقيق، من أهم الخطوات التى تضمن نجاح تحليل المحتوى، كما تسهل عملية التحليل على الباحث، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تكون النتائج التى يتوصل إليها التحليل أكثر دقة وموضوعية . وتنقسم فئات تحليل المحتوى فى هذه الدراسة إلى قسمين: فئات الشكل وفئات المضمون، وذلك على النحو الآتي: 
فئات الشكل: توجد العديد من فئات الشكل التى حددها منها المختصون فى مجال تحليل المحتوى، ولعل تلك التى تخدم أهداف البحث الحالى وإشكاليته، تتمثل في: 
أ- فئة المساحة: هى تلك الفئة التى تسمح بقياس المساحة التى تحتلها الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة. 
ب - فئة الموقع: هى الفئة التى تهتم بموقع الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة، وكذلك موقعها على صفحاتها. 
ج - فئة العناصر التبوغرافية: هى الفئة التى تسمح بتحليل الكيفية التى قدمت بها الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة، وذلك من خلال فئات فرعية أخرى تتمثل فى العناوين، الألوان، الصور والرسوم. 
ج – 1 العناوين: هى تلك الفئة التى تسمح بتحليل شكل عناوين الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة. 
 ج – 2 الألوان: هى تلك الفئة التى تسمح بتحليل الألوان المستخدمة– إن وجدت– فى الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة. 
ج–3 الصور والرسوم: هى الفئة التى تسمح تحليل الصور والرسوم المصاحبة الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة.وذلك من خلال ألوان الصور والرسوم وموقعها فى الموقع الصحفي. 
د - فئة طبيعة المادة المنشورة: هى الفئة التى تسمح بتقسيم الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة ، إلى أصناف تتمثل فى الأشكال الصحفية المستخدمة فى عرض هذه الموضوعات. 
 
 
فئات المضمون: 
 وتنقسم هذه الفئات إلى عدة فئات أخرى، وتتمثل هذه الفئات في: 
أ - فئة الموضوع: هى الفئة التى تسمح بتحديد نوع الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة ، كما تمكن من تصنيف هذه الموضوعات من حيث المكان الجغرافى لها. 
ب - فئة الأهداف: هى الفئة التى تسمح بتحديد الهدف أو الغرض الذى يريد إيصاله مضمون الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة. 
ج - فئة الموقف أو المواقف: هى الفئة التى تسمح بتحديد اتجاه مضامين الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة. 
التغيرات المناخية ( الأسباب – واستراتيجية المواجهة):
 لا تتوقف آثار تغير المناخ عند حدود دولة معينة. ولهذا فإن التصدى لهذا التحدى ينبغى أن تشترك فيه جميع الدول. وتنهض الحوكمة والتعاون على الصعيد الإقليمى فى المنطقة العربية بدور هام فى دعم تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ والهدف الثالث عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدى لتغير المناخ وآثاره). تبحث هذه النظرة التحليلية السبل التى يمكن أن يسهم من خالها تحسين الحوكمة والتعاون على المستوى الإقليمى فى مساعدة الدول العربية فى التصدى لتحدى تغير المناخ، ودفع مسيرة التقدم فى تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وأهداف التنمية المستدامة .
 إن أحد أخطر التهديدات العالمية، والتهديد الذى يفاقم الشواغل البيئية الأخرى مثل شح المياه وفقدان التنوع الإحيائي، هو تغير المناخ. ويؤدى تغير المناخ، فى الأجلين المتوسط والطويل، إلى زيادة فى متوسط درجات الحرارة العالمية وتغيرات فى نظم تساقط الأمطار وزيادة فى منسوب مياه البحر . 
 وتعزى آثار تغير المناخ، على المدى القصير، إلى أنماط الطقس المتقلبة والظواهر المناخية الأشد وطأة. ويرجع السبب فى تغير المناخ فى المقام الأول إلى ازدياد معدلات ترآيز غازات الدفيئة وتشير التغيّرات الحالية والسيناريوهات المستقبلية لتغيّرات المناخ إلى وجود مخاطر كبيرة وتأثيرات متزايدة على مختلف النظم البيئية والحيوية المهمة، كالمياه والغذاء والصحة والأمن خلال العقود القادمة . تنهــض الحوكمــة والتعــاون علــى الصعيــد الإقليمــى فــى المنطقــة العربيــة بــدور مهم فــى دعــم تنفيــذ اتفــاق باريــس بشــأن تغيــر المنــاخ والهـدف الثالـث عشـر مـن أهـداف الأمـم المتحـدة للتنميـة المسـتدامة (اتخــاذ إجــراءات عاجلــة للتصــدى لتغيــر المنــاخ وآثــاره) . 
 
 مفهوم التغيرات المناخية: 
 يشير مصطلح التغيرات المناخية إلى "التغيرات التى تعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشرى الذى يؤدى إلى تغير فى تكوين الغلاف الجوى لكوكب الأرض، بالإضافة إلى التقلب الطبيعى للمناخ، على مدى فترات زمنية متماثلة" .
أسباب قضية التغيرات المناخية: 
 يمكن تقسيم أسباب التغير المناخى إلى مجموعتين: طبيعية مثل ثورات البراكين
حيث ينبعث منها الغازات الدفيئة والعواصف الترابية فى الأقاليم الجافة وشبه الجافة التى تعانى من تدهور الغطاءالنباتي، وقلة الزراعة والأمطار، وأما الأسباب الاصطناعية، فهى تلك المسببات الناجمة عن الأنشطة البشرية وترتبط بالنمو السكانى المتزايد بالعالم مثل: الغازات المنبعثة من الصناعات المختلفة كتكرير النفط وانتاج الطاقة الكهربائية ومعامل إنتاج الأسمنت ومصانع البطاريات، وعوادم السيارات والمولدات الكهربائية، ونواتج الأنشطة الزراعية كالأسمدة والأعلاف وعمليات إزالة الغابات والأشجار . 
 
 
وتتنوع أسباب ظاهرة التغير المناخى ما بين : 
 أولاً- أسباب طبيعية، وتتمثل في:) التغيرات التى تحدث لمدار الأرض حول الشمس وما ينتج عنها من تغير فى كمية الإشعاع الشمسى الذى يصل إلى الأرض - الانفجارات البركانية والتى تمثل سبباً بيئياً آخر للتغيرات المناخية الطبيعية).
ثانياً- أسباب غير طبيعية، وتتمثل في: الأنشطة الإنسانية المختلفة مثل: قطع الأخشاب وإزالة الغابات واستعمال الإنسان للطاقة التقليدية كالفحم والغاز والنفط، فهذا يؤدى إلى زيادة ثانى أكسيد الكربون فى الجو وبالتالى زيادة درجة حرارة الجو أو ما يعرف بظاهرة "الاحتباس الحراري".
تأثير التغيرات المناخية العالمية على جهود التنمية: 
 للتغيرات المناخية تأثير كبير على جهود التنمية فى العالم، وخاصة فى الدول الفقيرة. فالتقدم الصناعى الكبير فى أوروبا وأمريكا ودول شرق وجنوب آسيا، والذى بدأ ونما من منتصف القرن الماضى وما صاحبه من تزايد فى استخدام وتوليد الطاقة قد أسهم بشكل كبير فى تفاقم حدة ظاهرة الاحتباس الحرارى العالمية. والتى بدورها أدت إلى تزايد معدل درجة حرارة الأرض وما ترتب عليها من ذوبان الجليد القطبى وارتفاع مستوى البحار وغرق المناطق الساحلية الضحلة وتناقص معدلات سقوط الأمطار، وتغير اتجاهات الرياح وتنامى ظواهر الأعاصير والفيضانات والجفاف والتصحر، مما أدى إلى القضاء على العديد من الموارد البيئية وإلى تشريد مئات الآلاف من مواطنى هذه الدول الفقيرة، وبالتالى ضياع كل جهود التنمية فى هذه المناطق . 
 استراتيجية مواجهة التغيرات المناخية فى مصر: 
 التعــاون الإقليمــى ضــرورة لتقليــل آثــار تغيــر المنــاخ التــى تتسـبب فـى نشـوب الصراعـات، فــى أنحــاء المنطقــة التـى تنخفـض فيهـا مسـتويات قـدرة التحمـل الاجتماعيـة والبيئيـة، ممـا يسـهم فـى احتمـال نشـوب صراعـات علـى المـوارد الطبيعيـة، على سبيل المثال: المياه أو أزمات اللاجئين . 
 إن وجـود منصـات إقليميـة للحوكمـة والتعـاون بهـا علامـات إنـذار مبكـرة لتغيـر المنـاخ وتبــادل المعرفــة المتعلقــة بهــذا المجــال يمكــن أن يســاعد فــى تجنــب النزاعــات أو تســويتها بســرعة . 
 وتهدف استراتيجية مواجهة التغيرات المناخية فى مصر إلى تحديد الخطط بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى للدولة فيما يتعلق بالتعامل مع ملف تغير المناخ والحد من الانبعاثات، وتتضمن الاستراتيجية خمسة محاور، على النحو الآتى : 
 
 أولها: تحقيق نمو اقتصادى مستدام، من خلال وضع خطط تنمية منخفضة الانبعاثات فى مختلف القطاعات، وتوجيه استثمارات أكبر فى مجال توليد الطاقة المتجددة والبديلة. والمحور الثاني: هو بناء المرونة والقدرة على التكيُّف مع تغيُّر المناخ، من خلال استدامة الموارد الطبيعية والنظم البيئية والحفاظ عليها من تأثيرات المناخ، وتنفيذ مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث، عن طريق إنشاء أنظمة إنذار مبكر. ويشمل المحور الثالث: تحسين حوكمة العمل وإدارته فى مجال تغيُّر المناخ.أما المحور الرابع: فيهتم بتطوير البنية التحتية لتتناسب مع الأنشطة والمشروعات المناخية، بينما يركز المحور الخامس: على تعزيز البحث العلمى وإدارة المعرفة ؛ لمكافحة تغير المناخ.
الجهود المصرية للتعامل مع قضية التغيرات المناخية:
تتضمن خطة مصر لمواجهة التغيرات المناخية عدة محاور أهمها :
رفع الوعى العام بالقضية وأبعادها الاقتصادية والتعامل معها؛ وذلك الحد من مسبباتها. -
 .بناء القدرات، وتفعيل برامج المساعدات الدولية المالية والفنية ونقل التكنولوجيا -
 وضع السياسات والبرامج اللازمة للتكيف مع تغيرات المناخ فى جميع القطاعات. - - تفعيل برامج مشاركة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية. 
تبادل المعلومات للتوصل للأبعاد الحقيقية لظاهرة التغيرات المناخية وانعكاساتها البيئية.-
 .التعاون مع المجتمع الدولى فى الحفاظ على نوعية البيئة -
 وقد اتخذت مصر عدة تدابير للتعامل مع قضية التغيرات المناخية،منها : 
- التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية وإصدار قانون البيئة رقم 4 عام 1994 والمشاركة فى كافة المؤتمرات وحلقات العمل الدولية المتعلقة بالتغيرات المناخية لتجنب فرض أى التزامات دولية على الدول النامية ومنها مصر . 
- التصديق على بروتوكول كيوتو وتشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة عام 2005 ، وتشتمل على المكتب المصرى والمجلس المصرى لآلية التنمية النظيفة. 
- تشجيع مشروعات تحسين كفاءة الطاقة من خلال وزارة الكهرباء والطاقة بعمل مشروعات عديدة فى مجال الطاقات الجديدة والمتجددة (الرياح-الشمسية-المائية-الحيوية). 
 
 - تنفيذ المشروعات الوطنية لحماية الشواطئ من خلال وزارة الموارد المائية والرى وإنشاء معاهد البحوث المختصة بالتعاون مع شركاء التنمية. 
- قيام مركز البحوث الزراعية بإجراء بحوث على تأثير تغير المناخ على الإنتاج المحصولى واستنباط أنواع جديدة لها القدرة على تحمل الحرارة. 
- عمل مشروعات استرشادية لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى مشروعات الطاقة النظيفة ومعالجة المخلفات وإنشاء الغابات الشجرية. 
 وينبغى تعظيم استفادة مصر من آليات بروتوكول" كيوتو" من خلال تنفيذ مشروعات آلية التنمية النظيفة. ويقتضى تنفيــذ تدابيــر فعالــة فــى تغيــر المنــاخ مــن الــدول العربيــة الاسـتفادة مـن الترتيبـات الإقليميـة الموجـودة حاليـاً،وذلك على النحو الآتى : 
- التعــاون علــى الصعيــد دون الإقليمــى لتحديــد مبــادرات تنفيــذ اســتراتيجية استعمال الطاقــة النظيفــة فــى أفريقيــا. 
-إعــداد خطــط عمــل تفضيليــة بأهـداف واسـتراتيجيات واضحـة، وأدوار محـددة للتنفيـذ والمراجعـة والمتابعـة، قـد يكـون تشـكيل لجنـة متخصصـة فـى جامعـة الـدول العربيــة لمتابعــة تنفيــذ خطــط العمــل دافعــاً لمزيــد مــن الالتــزام بتدابيــر المنــاخ. 
- تنســيق السياســات والتكامــل بيــن المؤسســات؛ من أجل تبنــى نهــج متكامــل إزاء تغيــر المنــاخ وأهــداف التنميــة المســتدامة فــى الحوكمــة الإقليميــة. 
- تحســين الشــفافية وإنشــاء منصــة قائمــة علــى شــبكة الإنترنــت؛ لتوثيـق أنشـطة الحوكمـة الإقليميـة ونتائـج الاجتماعـات فـى هـذا الشـأن. 
 وينبغى حشــد التمويــل لبرامــج المنــاخ من خلال توجيــه دعــوة لمؤسســات التمويــل الإنمائــى العربيــة لتقديــم تمويــل متواصــل لمبــادرات المســاعدات العلميــة والفنيــة علــى الصعيــد الإقليمــي، 
وكذلــك تقديــم التمويــل لتنفيــذ تدابيــر تغيــر المنــاخ مــع الإقــرار بمســؤولية الــدول المتقدمــة عــن الاضطــلاع بالــدور الرئيــس فــى تقديـم تمويـل برامـج تغيـر المنـاخ للـدول الناميـة . 
 
 
 النظرية المستخدمة فى الدراسة- نظرية الأطر الإعلامية: 
 تنطلـق هذه الدراسـة من نظـرية تحـليل الإطـار الإعـلامي، ويتمثل الفرض الرئيس لهذه النظرية فى أن وضع الأحداث فى إطار معين يكسبها معنى، وذلك من خلال تنظيم المعلومات المرتبطة بها بطريقة معينة تضفى عليها قدرًا من الاتساق، وإهمال الجوانب الأخرى المتعلقة بهذه الأحداث، مما يؤثر بدروه على الأفكار التى يكونها الجمهور عنها وبالتالى يؤثر على كيفية إدراك الجمهور للأحداث وتقيمهم لها وسلوكهم نحوها . 
 وقد تم الاستعانة بهذه النظرية للتعرف على أطر تغطية قضية التغيرات المناخية فى المواقع الصحفية الثلاثة عينة الدراسة (المصرى اليوم- اليوم السابع - الشروق) ، والتعرف على أنواع هذه الأطر، وكيفية توظيف الأطر المختلفة داخل النص الصحفـى وآليات التأطير, وكذلك الاستراتيجيات التى تتم من خلالها بناء أطر التغطية لقضية التغيرات المناخية. 
 
 
 
صدق وثبات أداة تحليل المضمون:
 للتأكد من الصدق الظاهرى للأداة، قام الباحث بعرض أداة التحليل والتعريفات الإجرائيـة لفئـات التحليل على عدد(4) من المختصين فى مجال الإعلام ومناهج البحوث؛ للحكم على شموليتها، والتأكد من أنها تقيس فعلاً ما وضعت لقياسه. 
 وللتحقق من درجة ثبات أداة الدراسة (تحليل المضمون ) قام الباحث بإجراء اختبـار بعدى على طريقة هولستي، وهي: 
 2M = (Reliability) الثبات
 N1+N2 
 فى المعادلة إلى: عدد قرارات الترميز التى يتفق عليهـا المرمـزون. (M) ، حيث ترمز 
 ( ترمزان إلى: المجموع الكلى لقرارات الترميز من المرمزين). N1+N2، 
 وبتحليل مضمون ما نسبته 10% من عينة الدراسة، تبين أن: عدد القرارات التى اتفق عليها المرمزان 35 من أصل 40 وحـدة ، وعليه فإن تطبيق معادلة هولستى يكون كالآتي: 
%87 = 70 = 2 ×35
 80 40+40
ويظهر من المعادلة أن درجة الثبات = 87 %، وبنـاءً عليـه فـإن أداة القيـاس المستخدمة قابلة للتطبيق.
المعالجة الإحصائية للبيانات
من أجل تحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن أسـئلتها، تـم اسـتخدام العديـد مـن الإجراءات الإحصائية لتحليل البيانات وجدولتها بواسطة البرنامج الإحـصائي: 
.التكرارات والنسب المئوية
 
خاتمه الدراسة:
 استهدفت هذه الدراسة التعرف على حجم اهتمام المواقع الصحفية المصرية– عينة الدراسة– بتغطية قضية التغيرات المناخية، خلال الفترة من 1/11/2021 حتى 30 / 1 /2022. وقد استخدمت الدراسة نظرية الأطر الإعلامية، واعتمدت على منهج المسح الإعلامى للمواد المنشورة على مواقع (اليوم السابع، المصرى اليوم، الشروق)، مستخدمة أداة تحليل المضمون، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها: 
1- اهتمام المواقع الصحفية الثلاثة – عينة الدراسة- بتغطية قضية التغيرات المناخية, حيث بلغ إجمالى المواد الصحفية التى تم تحليلها (424) مادة صحفية، وجاء موقع اليوم السابع فى المرتبة الأولى فى التغطية بنسبة بلغت (42.93 %)، جاء بعده موقع المصرى اليوم فى المرتبة الثانية بنسبة (32.07%)، وفى المرتبة الثالثة والأخيرة جاء موقع الشروق بنسبة (25%). 
 وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة أمل أحمد حسن العزب، محمد معوض إبراهيم، محمود أحمد حويحي( 2021)، والتى اهتمت بدراسة قضية التغيرات المناخية بشكل ملحوظ. 
2- أن تغطية المواقع الصحفية الثلاثة– عينة الدراسة– لقضية التغيرات المناخية اعتمدت بشكل كبير على الإطار المحدد، وذلك بنسبة إجمالية بلغت(74و76 ) ، مقابل اعتمادها على الإطار العام بنسبة إجمالية بلغت(24و25 ). %
3- وجود تنوع فى الأطر التى اعتمدت عليها المواقع الصحفية الثلاثة –عينة الدراسة- فى تغطيتها لقضية التغيرات المناخية، حيث جاء إطار العمل والإنجاز فى المرتبة الأولى بنسبة إجمالية للمواقع الثلاثة بلغت ( 78و32%)، يليه إطار الاهتمامات الإنسانية بنسبة ( 12و27% )، يليه إطار الحقائق المجردة بنسبة ( 63و18%)، فى حين جاء إطار الصراع فى المرتبة الأخيرة بنسبة ( 25و8%). 
4- استحواذ التقرير الصحفى على المرتبة الأولى من بين الأشكال الصحفية الواردة فى المواقع الصحفية-عينة الدراسة- فى تغطيته لقضية التغيرات المناخية. 
وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة مصطفى سحارى (2018)، التى وظفت التقرير بشكل كبير. وتختلف مع ما توصلت إليه دراسة نزيهة وهابى (2017 )، والتى استحوذ فيها الخبر فى التغطية. 
5- أن المواقع الصحفية الثلاثة-عينة الدراسة- تناولت عدة موضوعات مرتبطة بقضية التغيرات المناخية أثناء تغطيتها لهذه القضية، جاء فى المرتبة الأولى موضوع "قلة الموارد الطبيعية" بنسبة إجمالية بلغت (53و49 % )، جاء بعده موضوع" الكوارث الطبيعية" بنسبة (75و20%)، ثم موضوع "التلوث" بنسبة (22و17 %)، ثم موضوع "انقراض الحيوانات بنسبة (02و8%)، بينما جاء فى المرتبة الأخيرة موضوع "الاحتباس الحراري" بنسبة (48و4 %). 
وتختلف هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة أحمد مولود أحمد الحيالي(2021)،حيث جاءت قضية التلوث فى المرتبة الثانية، بينما جاءت القضية نفسها فى هذه الدراسة فى المرتبة قبل الأخيرة. كما تختلف أيضاً مع ما توصلت إليه دراسة نزيهة وهابى (2017)، والتى جاءت فيها قضية التلوث فى مقدمة القضايا. 
6- جاءت "الصور" من أكثر وسائل الإبراز استخدامًا مع الموضوعات المتعلقة بقضية التغيرات المناخية، فى المواقع الصحفية الثلاثة–عينة الدراسة- وذلك بنسبة (53و24 %)، جاءت بعدها " الألوان" بنسبة ( 41و22 %)، ثم "الإطارات" بنسبة (75و16 %)، ثم "العناوين" بنسبة ( 56و15 %)، ثم الرسوم بنسبة ( 32و11%)، وأخيراً، جاءت "المقدمات الاقتباسية" بنسبة ( 43و9 %). 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة