فى 31 مارس من عام 1977، كانت الصفحات الأولى من الصحف المصرية متشحة بالسواد حزنا على رحيل أحد أهم مطربي مصر على مر التاريخ الفنان عبد الحليم حافظ، وكانت صور الجنازة المهيبة تملأ الصفحات الأولى من الصحف بعناوين الوداع: "الجماهير تودع بقلوبها عبد الحليم حافظ.. علم مصر يحتضن جثمان ابنها الراحل.. المواطنون يرددون: عبد الحليم حبيب الملايين" .
وفى جريدة الأخبار؛ نشر خبر تحت عنوان "وفاة عبد الحليم حافظ" سردت فيه كواليس الأيام الأخيرة فى حياته، التي كتبت آخر سطورها فى لندن بعد ان أصيب بنزيف حاد فى الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم وفاته وبذل أطباء مستشفى كينجز كولدج جهدا كبيرا فى محاولة لإنقاذ حياته ولكنه أسلم الروح فى الساعة العاشرة من نفس اليوم؟
فى خبر آخر جاء تحت "مات عبد الحليم بعد أن ظل الداء بداخله أكثر من عشرين عاما.. ماتت أمه فى نفس اللحظة التي خرج فيها إلى الحياة.. ومات أبوه بعد شهور من ولادته".
حاول الأطباء قُبيل وفاته، بأن يساعدوه على بلع بالون من أجل إيقاف عمليّة النزيف، ومنع تسرّب دمه، والذي نتج عن وجود خدوش في المنظار الذي يصل إلى الأمعاء بداخله، إلّا أنّ المنيّة وافته قبل أن يبلع البالون، وتعتبر هذه الجنازة من أكبر الجنازات التي حصلت في هذه البلاد وقد شيع العندليب الأسمر ومشى في جنازته اكثر من 250 الف شخص .. وكتبت الصحافة وقتها عن وقوع حالات انتحار من الفتيات ممن سحرهن صوت العندليب الأسمر .