توت عنخ آمون محور اهتمام الباحثين فى الآثار المصرية، الذين حاولوا منذ اكتشاف قبره على يد هوارد كارتر عام 1922، فك الغموض الذى يحيط الفرعون الشاب، وظلت أسئلة كثيرة تتعلق بتوت عنخ آمون محور جدل بين علماء الآثار، كمسألة وفاته، وإن كان والده إخناتون ووالدته نفرتيتى، وتاريخ وراثته للعرش.
قناع الملك توت عنخ آمون
ومن الأمور التى أثيرت حول توت عنخ آمون، المتعلقة بقناعه الذهبى الشهير، حيث تناول عالم المصريات، البروفيسور جوان فليتشر في كتابه "وادى الملوك.. العصر الذهبي المصرى"، حيث نقلت صحيفة "إكسبريس" البريطانية في 2021 عن فليتشر قوله: "قناع توت عنخ آمون هو مثال لمصر القديمة، مألوف جدا، لكنه مثل الكثير من كنوزه، يحمل سرا عظيما، وأوضح تشير الأبحاث إلى أن توت عنخ آمون لم يكن يرتدى الأقراط بعد طفولته، لذا فعندما توفي وهو في سن العشرين، فمن المفترض ألا يصوّر بآذان مثقوبة، وتابع: قد يكون القناع قد صنع لفرعون آخر أو لشخصية على درجة عالية من الأهمية وليس لتوت عنخ آمون. القناع لم يصنع لفرعون ذكر بالغ. وبمقارنة الذهب المستخدم في صناعة الوجه، اتضح أنه مختلف عن ذلك المستعمل في باقي الأجزاء، وهناك خط لحام مرئي على القناع".
واختتم فليتشر "نظريته" بالقول: "تم تركيب معالم وجه توت عنخ آمون على قناع فرعون سابق أو فرعونة قد تكون نفرتيتى، لوجود الآذان المثقوبة".
وفى نفس السياق علق الدكتور حسين عبد البصير موضحَا أن سبب بناء اعتقاد الباحثة جوان فليتشر على نظريته هو الآذان مثقوبة في القناع، وهذا ليس دليل على أن القناع كانت لسيدة كما تقول، لأنه في مصر القديمة كان الرجل يرتدى "الحلق" في الأذن بشكل عادى، كما أن نفس الباحثة تقوم بإطلاق فرقعات عبر فترات لتحدث ضجة إعلامية وتحقيق الشهرة.
وضع والده إخناتون داخل تابوت سيدة
ومن ضمن الحكايات التي تدور حول الملك هو عقب وفاة الملك إخناتون وتولى توت عنخ آمون عرش مصر عاد الأخير إلى العاصمة القديمة طيبة "الأقصر حاليًا" حاملا معه مومياء أبيه مخبأة داخل تابوت إحدى السيدات، حيث قام بدفنه داخل المقبرة رقم 55 المنحوتة بوادى الملوك.
مكتشف المقبرة الحقيقى
كانت لعالم الآثار الدكتور زاهى حواس رواية نادرة عن ملابسات اكتشاف المقبرة في عام 1922، يقول فيها: إن كارتر عمل فى موقع المقبرة عشرسنوات، واكتشف مع المقبرة ٥٣٩٨ قطعة أثرية موجودة فى المتحف المصرى حاليا، وكان إثر اكتشاف المقبرة قد ساد اعتقاد لعنة الفراعنة، حيث تعرض اللورد كارنافون، راعى كارتر، للدغة بعوضة وتوفى على إثرها، لكن ما لم يعلمه غالبية الناس أن الفضل الحقيقى أو السبب الحقيقى فى اكتشافها كان لغلام يبلغ آنذاك ١٢ سنة، وكانت مهمته نقل الماء للعاملين فى موقع العمل، واسمه "حسين عبدالرسول"، واكتشف فتحة المقبرة حين كان ينزل "زير" مياه من على ظهر الحمار، فدل كارتر عليها، و"حسين" هذا ينتمى لعائلة عبدالرسول الذين كشفوا خبيئة المومياوات وكان "كارتر" ألبس "حسين" عقدا مما وجده فى المقبرة وصوره، ولم يعمل "حسين" طوال حياته وكان يكتفى بإطلاع السياح على صورته وهو يرتدى القلادة الفرعونية.
مقبرة الملك متواضعة
قبرة توت عنخ آمون رقم 62 فى وادى الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعمارى مقارنة بالمقابر الأخرى فى هذا الموقع، وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش فى عمر صغير جدًا وحكم لمدة تسع سنوات فقط،
رجت لنا العديد من التكهنات حول الحجم الصغير لمقبرة توت عنخ آمون (KV62)، فعندما توفى خليفته القائد الكبير آى، تم دفنه فى المقبرة (KV23)، والتى ربما كانت فى الأصل مخصصة لتوت عنخ آمون ولكنها لم تكن قد اكتملت وقت وفاة الملك الشاب، وهى نفس الحجة التى طالت مقبرة خليفة آى القائد والملك حورمحب (KV57)، إذا كان الأمر كذلك، فمن غير الواضح لمن نحتت مقبرة توت عنخ آمون ( KV62)، ولكن قيل أنها موجودة بالفعل، إما كمقبرة خاصة أو كمنطقة للتخزين والتى تم توسيعها لاحقًا لاستقبال مومياء الملك..
جدل حول موت الملك
حسبما نقلت جريدة "ذا صن" البريطانية، فإن الملك الصغير توفى منذ أكثر من 3000 عام عن عمر ناهز 19 عامًا، وظهر حالة مومياء الملك وجود ساق مصابة بعد حادث مروع بالعربة، ويعد الملك الشاب أحد أشهر الفراعنة فى مصر، وقد أمضى الخبراء عقودًا في المشاحنات حول سبب وفاته المفاجئة، تشير شظايا العظام الموجودة فى جمجمته إلى أنه قد اغتيل، في حين أشار عظم الساق المكسور إلى أن وفاة الصبى الذهبى كانت حادثًا.
وقال الدكتور زاهى حواس: نعلم أنه أصيب بكسر فى ساقه اليسرى وأن هذا الكسر كان حادثًا حدث له قبل يومين من وفاته" وتابع: "سنكتشف من خفلال الفحوصات ما إذا كان قد أصيب بعدوى أم لا، وإذا كان مصابًا بعدوى، فسيؤكد ذلك أنه توفى فى حادث، وهذا يعنى أنه توفى فى عربة".
يعتقد بعض الخبراء أن شظايا العظام الموجودة في جمجمة الصبي قبل 60 عامًا تكشف أن توت قد اغتيل بضربة قوية في الرأس، ومع ذلك، فقد أظهرت التحليلات اللاحقة أن الضرر قد حدث بعد الوفاة، على الأرجح أثناء عملية التحنيط.