"هل أسعدت إنساناً اليوم؟.. قبل أن تنام اسأل نفسك هل عملت عملا طيباً اليوم وهل استطعت أن تسعد أحداً".. فى هذه المقولة تتلخص حكمة الحياة التى يسير عليها الفنان الكبير سمير صبرى الذى يرقد حالياً لتلقى العلاج بإحدى المستشفيات.
مقولة ونصيحة رسخت فى نفسه ووجدانه وحفظها منذ طفولته حين سمعها من أستاذه مدرس اللغة الإنجليزية، وكانت منهجه الذى يسير عليه طوال حياته.
من هذه المقولة ومغزاها تجد مرجعاً لكل مسيرة سمير صبرى ومعاملاته ومواقفه وسر محبته التى تسكن القلوب، إسعاد الناس والتخفيف عنهم والبحث عما يجعل الحياة أكثر بهجة وإنسانية وحباً وجمالاً.
من هذا المبدأ إنطلق الفنان الموسوعى وحقق ما لم يحققه غيره ، رأى براح العالم وفهم حكمة الدين وعرف سر صلاح الدنيا ببساطة وخفة تشبه روحه دون مواعظ و شعارات، وبهذا المبدأ استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة ، أن يحقق كل ما تمناه وحلم به بنجاح فائق، وأن يسعد غيره ويكون جابراً للخواطر فى أوقات الضعف والمحنة.
حياة حافلة بالإبداع فى كل مجالات الفن عاشها الفنان الكبير سمير صبرى الذى تتسع مواهبه فلا تجد توصيفا يكفيه، ويتدفق شغفه كالنهر فلا يتوقف أو ينقص حتى فى أشد أوقات المرض، فهو الممثل والمنتج والفنان الاستعراضى والإعلامى والمذيع والمؤرخ الفنى وصاحب أقوى الفرق الاستعراضية والبرامج الحوارية التى كانت باكورة لبرامج التوك شو بل للصحافة الاستقصائية، صديق العمالقة ورفيق المبدعين، الشاهد والصانع للعديد من الأحداث فى حياة كبار النجوم من فنانى الزمن الجميل، اقترب من كل نجوم السياسة والفن والأدب، ملوك ورؤساء وفنانين ومبدعين فى كل المجالات وحاورهم وعرف أسرارهم وشهد نهايات عدد من عمالقة الفن، فكان لهم الصديق والرفيق الوفى الذى يذكرهم حين ينساهم الجميع وتبتعد عنهم الأضواء.
وهكذا كشف الفنان الكبير سمير صبرى فى حوار أجريناه معه كيف أثرت مقولة أستاذه فى حياته فاتخذها منهجاً، وقال : «كنت أضع هذه العبارة أمامى دائما وأنا أتعامل مع الفنانين القدامى الذين انحسرت عنهم الأضواء، وأقول سيأتى وقت تنحسر عنى الأضواء وأصبح محتاجا للونس وأنتظر من يأتى ليسلم على».
لم يكن الفنان الكبير محتاجا لضرب الكثير من الأمثلة التى تؤكد ما يقول، فمواقفه مع الفنانة تحية كاريوكا التى لم يكن يفارقها فى نهاية حياتها معروفة للجميع: «كانت تقول لى لو كنت أنجبت ماكنش ابنى هيعاملنى زيك يا سمير »، كما حرص على التواصل مع الفنانة مديحة يسرى حتى وفاتها، واشتهر فى الوسط الفنى بحرصه على التواصل مع قدامى الفنانين، وإسناد أدوار لهم فى الأفلام التى أنتجها.
ولا يقتصر حنان سميرصبرى ووفائه ومشاعره الطيبة على زملائه من الوسط الفنى لكن يتدفق هذا الحنان ليفيض على كل من يراه ويعرفه، وهناك الكثير من الحكايات التى يرويها كل من يعرفه عن إحساسه بالناس ورغبته الدائمة فى التخفيف عنهم وأن يكون مصدر لسعادتهم، فيكفى أن ترى نظرات الحب التى تراها بينه وبين عمال المصعد فى ماسبيرو وكيف يستقبلها ويرد عليها وكيف يتعامل معهم بكرمه وعطفه.
سمير صبرى الموسوعة متعدد المواهب الذى ينسى كل ألامه ومرضه وهو فى أشد الأوقات قسوة بالعمل والإبداع الدائم، ويرى سعادته وشفاؤه فى تقديم ما يسعد الناس وهو ما جعله حتى وهو يقيم فى المستشفى فى انتظار إجراء جراحة خطيرة لا يتوقف عن تقديم حلقات برنامجه الإذاعى ذكرياتى ، ويتغلب على آلامه بالضحك والابتسام مؤكداً أنه لا يحب النكد ليخفف عن محبيه قلقهم وخوفهم عليه..هكذا عرف سمير صبرى سر السعادة فأصبح صانعها ومصدرها حتى وهو يتألم..وبهذا السر سيتغلب على مرضه وآلامه ويعود قوياً مبهجاً متدفقاً كما هو دائماً.
سمير صبرى خلال حوار مع اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة