قاد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، فريقا ضخما من قيادات الوزارة والشركة المصرية للاتصالات، للمشاركة فى المؤتمر العالمى للهواتف المحمولة، وهى أهم مهمة فى عام 2022، نظرًا لما يحظى به هذا المؤتمر من مشاركة ضخمة من كبرى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى العالم، والملفات القوية التى طرحت خلال اجتماعات الوزير مع الشركات والمسؤولين على هامش المعرض، وفى التقرير التالى نرصد تفاصيل 72 ساعة لفريق الاتصالات المصرى بعاصمة إقليم كتالونيا.
وشارك بالمؤتمر الدولى للهواتف المحمولة فى برشلونة بإسبانيا، خلال الفترة من 28 فبراير حتى 2 مارس، نحو 1800 عارضا من 183 دولة ، وبحضور صناع القرار والخبراء ومسؤولى المنظمات الدولية وكبرى الشركات العاملة فى مجال الهاتف المحمول وأجهزته، والمتخصصون فى التكنولوجيات ذات الصلة، ورواد صناعة الهاتف المحمول من مختلف أنحاء العالم، ويعد المؤتمر هو الحدث السنوى العالمى الأبرز لصناعات الهواتف المحمولة والصناعات المتعلقة بها فى العالم الذى تنظمه الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA.
أهداف محددة
رتبت وزارة الاتصالات للمشاركة المصرية بمعرض Mobile World Congress-2022، على أكمل وجه سواء على مستوى التمثيل المصرى، حيث قاد الدكتور عمرو طلعت فريق وزارة الاتصالات والذى ضم كلًا من المهندس عمرو محفوظ الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ايتيدا»، والمهندس محمد نصر مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبنية المعلوماتية الدولية، المهندس عادل حامد الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، وعدد كبير من قيادات الوزارة، أو على مستوى المشاركة الفعالة فى كبرى اللقاءات مع مسؤولين وشركات عالمية.
وظهرت منذ بداية الزيارة، أهداف محددة لفريق وزارة الاتصالات، وهى أولًا جذب كبرى شركات التكنولوجيا لإنشاء مصانع لها فى مصر، وافتتاح مقرات لها فى مصر بمجال التعهيد، وفى سبيل تحقيق ذلك عقد الدكتور عمرو طلعت 10 لقاءات مع مجموعة من قيادات الشركات العالمية العاملة أبرزها سامسونج، مايكروسوفت، تك ماهيندرا، stl، سيسكو، أوبو، لبحث جذب استثمارات فى مجال تصنيع الإلكترونيات من خلال إنشاء مصنع لشركات الهواتف المحمولة فى مصر.
وشهدت اللقاءات بحث زيادة حجم الإنتاج فى تصنيع الحاسبات اللوحية لتغطية متطلبات السوق المحلى، والتصدير إلى الدول المجاورة المستفيدة من اتفاقيات التجارة الحرة مع مصر، فضلا عن بدء تصنيع الهواتف المحمولة، كما تناولت هذه اللقاءات بحث فرص الاستثمار والتعاون فى صناعة التعهيد من خلال قيام الشركات بإنشاء مراكز تميز إقليمية فى مصر لتصدير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخدمة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
أما فى سبيل تحقيق توطين صناعة مراكز البيانات وزيادة عدد الكوابل البحرية التى تمر عبر الأراضى المصرية، شارك الوزير مع الشركة المصرية للاتصالات، فى اجتماعات لتدعيم وتوسيع التعاون مع شركات فى مجال البنية التحتية المعلوماتية، حيث تم توقيع مع شركة افريكس تليكوم بشأن إنزال للكابل البحرى «ميدوسا»، لزيادة عدد الكوابل المارة عبر الأراضى المصرية بهدف توسيع قنوات الاتصال مع دول كثيرة لتكون الشبكة المصرية قادرة على توصيل وجلب بيانات من أكثر من مكان، وبالتالى تكون شبكة أكثر قوة وأكثر فاعلية.
كما تم توقيع اتفاق مع هواوى لإنشاء أول نقطة تخزين لمحتوى الإنترنت لها فى مصر، وذلك فى مركز البيانات الإقليمى الخاص بالشركة المصرية للاتصالات فى القرية الذكية بالقاهرة، وبموجب هذا التعاون تقوم شركة هواوى من خلال خدمات البنية التحتية وخدمات الربط المميزة التى توفرها الشركة المصرية للاتصالات، بتقديم أحدث التقنيات الخاصة بشبكات تقديم المحتوى بجانب توفير الاستجابة اللازمة لدعم التطبيقات الحديثة فى عصر الذكاء الاصطناعى، حيث تفسح تلك الخطوة المجال نحو تقديم خدمات المحتوى بأعلى كفاءة ممكنة فى مختلف المجالات، مثل صناعة المحتوى والألعاب والتجارة الإلكترونية والتمويل والرعاية الصحية والخدمات الحكومية.
ويوفر مركز البيانات الجديد الخاص بالشركة المصرية للاتصالات والذى يعد الأحدث والأكثر تطورًا، خدمات الاستضافة لنقطة التخزين الخاصة بشركة هواوى فى مصر، وقد تم تصميم هذا المركز وفقًا لأحدث المعايير والمواصفات العالمية UPTIME-TIER III.
ويتصل مركز البيانات الدولى الجديد بمحطات الإنزال البحرية العشر الخاصة بالمصرية للاتصالات والواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، بما يتيح له الربط بأكثر من 60 دولة حول العالم والقدرة على تقديم الخدمات لجميع العملاء المحليين والدوليين من شركات وأفراد، كذلك يتميز المركز بتقديم خدمات الاستضافة المعززة وتوفير مستويات أعلى من التعددية مع القدرة على التوسع لاستيعاب احتياجات الاستضافة المتزايدة، والتى ستساهم بشكل أكبر فى تطوير خصائص الاستدامة وترشيد تكاليف الطاقة بما يتوافق مع المعايير الدولية فى هذا الشأن.
ويستهدف المركز بإمكاناته المتميزة مقدمى خدمات الاتصالات ومقدمى الحوسبة السحابية والمؤسسات الحريصة على الحصول على أفضل خدمات مراكز البيانات الاستثنائية، التى تراعى أفضل معايير إدارة المخاطر وأقل زمن انتقال للبيانات وتصل مساحته التخزينية إلى 2000 راك.
ريادة عالمية
ثالث أهداف وفد وزارة الاتصالات هو تعزيز التعاون لتدريب الشباب المصرى على أحدث البرامج، علاوة على تفعيل التعاون المشترك مع الدول العربية والمجاورة، وكان أبرز اللقاءات لتحقيق ذلك مشاركة وزير الاتصالات فى عشاء عقده ملك إسبانيا بحضور رئيس وزراء إسبانيا وقادة الوفود الموجودة، وظهر خلال اللقاء اهتمام بالغ من ملك إسبانيا بالوفد المصرى، وتوجيه التحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، علاوة على حديثه عن مصر بشكل إيجابى.
واستمر هذا الترحيب الرسمى من إسبانيا بلقاء وزير الاتصالات عمرو طلعت، برئيس الحكومة الإسبانية، والذى أبدى سعادته بنتائج زيارته لمصر منذ فترة.
كما عقد وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت مجموعة لقاءات مع حكومات الدول الصديقة، أبرزها مع المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات بمملكة البحرين، وناقش الاجتماع سبل دعم آليات التعاون المشترك فى مجال مراكز البيانات، والتحول الرقمى وتقديم الخدمات الحكومية الرقمية، بالإضافة إلى فرص الاستثمار والتعاون فى صناعة التعهيد من خلال قيام الشركات بإنشاء مراكز تميز إقليمية فى مصر لتصدير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخدمة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، كما تم الاتفاق على الترتيب لزيارة رسمية من المسؤولين فى البحرين إلى القاهرة للتعرف على الجهود المصرية فى مجال الحاضنات التكنولوجية.
كما عقد لقاءين مع الدكتور إسحاق سدر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدولة فلسطين، الدكتور عمرو طلعت مع أحمد قاسم الهناندة وزير الاقتصاد الرقمى والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية، تناول الأول تقديم الدعم لمطالب الجانب الفلسطينى بالاتحاد الدولى للاتصالات والاتحاد البريدى العالمى، كما تم بحث التعاون فى عدد من المجالات التى تشمل بناء القدرات الرقمية من خلال معاهد التدريب التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر، وكذلك التعاون فى مجال الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال، بالإضافة إلى الاطلاع على التجربة المصرية فى مجال تناقل الأرقام، فضلًا عن التعاون فى مجال البريد والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة فى مجال تنظيم قطاع الاتصالات لا سيما فى الموضوعات المتعلقة باللوائح التنظيمية الخاصة بالبنية التحتية وخطة الترقيم. أما اللقاء مع وزير الاقتصاد الرقمى والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية، تطرق إلى سبل تعزيز التعاون فى مجالات البنية التحتية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وبناء القدرات الرقمية، ودعم ريادة الأعمال، كما تم التأكيد على أهمية توطيد التعاون وتبادل الخبرات بين البريد المصرى والبريد الأردنى.
واختتم وزير الاتصالات، لقاءاته مع بولا إنجابيرى وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار بدولة رواندا، وبحث معها إرسال بعثات لاستكشاف سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرواندى للتعرف على الفرص المتاحة للشركات المصرية لتقديم منتجاتها، فضلا عن التعاون فى مجال التحول الرقمى وبناء التطبيقات اللازمة لإنشاء وإدارة المدن الذكية، كما تم مناقشة الاستعانة بالخبرات المصرية فى تطوير البريد وخدماته المختلفة لتمكين البريد الرواندى من تنفيذ خطط التحديث.
التغير المناخى
ولم يغب ملف التغير المناخى وبناء اقتصاد أخضر عن أجندة وزير الاتصالات، والذى عرض جهود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر لترسيخ دعائم العمل فى التخفيف من آثار التغير المناخى من خلال تبنى سياسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصديقة للبيئة «الخضراء» فى كل الأنشطة والمبادرات الخاصة بالقطاع، وتطوير البنية التحتية للاتصالات فى أكثر من 4500 قرية على مدار ثلاث سنوات ضمن مبادرة حياة كريمة التى تستهدف ما يقرب من 58% من سكان مصر.
أما على الصعيد الدولى، تشارك الوزارة كعضو فى لجنة الدراسة 5 داخل الاتحاد الدولى للاتصالات، والتى تعمل على وضع معايير للامتثال البيئى، واقتصاد إعادة التدوير، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والمشتريات الخضراء، بالإضافة إلى قياس البصمة الكربونية لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودعا الوزير رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الشراكة والعمل من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.