يلعب الفن والثقافة دائما دورا مهما في بناء الدول على مدار التاريخ عامة، ومصر خاصة، فمن خلال من يقدمانه من أعمال فنية وثقافية للشعوب يظهر قوة هذا الشعب العظيم، فلا يوجد دولة قوية بدون فن وثقافة، ومعرفة قوية تتحدث عن إنجازاته وتعكس حالة الوعى لدى مواطنيها وتحارب قوى الشر والظلام من الجماعات المتطرفة التى تسعى للتخريب والدمار داخل هذا المجتمع.
المتابع لما تقدمه الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مع انطلاق الجمهورية الجديدة وما قبلها، في كل الملفات عامة وتحديدا ملفى الفن والثقافة، يجد تغيرا استراتيجيا مهما، خاصة في الريف المصري وصعيد مصر، وهنا يظهر دور وزارة الثقافة بقيادة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة التي أطلقت رايات التنوير لتشمل ربوع مصر من شرقها لغربها من خلال سلسلة من المهرجانات الفنية والثقافية المختلفة.
ففي محافظة قنا منذ وقت قريبا شاهد الجميع مهرجان دندرة للموسيقى والغناء الذى عكس ما يحدث في الصعيد والذى لم يحدث من قبل سواء إنشائيا أو ثقافيا أو فنيا ، من خلال تقديم مجموعة من البرامج والفقرات الفنية الثقافية الغنائية الموسيقية المتنوعة ، والتي شاهدها على أرض الواقع الآلاف من أهل قنا والصعيد.
الآن أمام مهرجان آخر يواصل دور الدولة في نشر الوعى والفن والثقافة في صعيد مصر "أبيدوس الأول"، والذى سينظم لأول مرة بحضور نجوم الطرب والموسيقى في مصر والشرق الأوسط وعلى رأسهم هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار فهذا شيء عظيم.
بالطبع ظهور نجم كبير كالمطرب هانى شاكر لأول مرة في قنا ليقدم سلسلة من الأغانى الجميلة فهى خطوة رائعة تعكس الاهتمام بأخواتنا في الصعيد والذين سيشاهدون مهرجانا جديدا بمحافظة سوهاج والذى تنظمه دار الأوبرا المصرية برعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، واللواء طارق الفقى محافظ سوهاج ورئاسة الدكتور مجدى صابر.
"أبيدوس" مكانته ليست أثرية فقط بل سيكون مهرجان يعكس دور الفن والثقافة فى الجمهورية الجديدة ، لأنه سيشمل في دورته الأولى ، 3 حفلات يحييها على التوالى النجوم هشام عباس ، على الحجار ومدحت صالح بمصاحبة عازف البيانو الشهير عمرو سليم وفرقته للتواصل رايات التنوير فى كافة ربوع مصر باعتبارها أحد مفردات التنمية التي تعزز بناء الإنسان.
"أبيدوس" يمثل نموذجا للتعاون المثمر بين مؤسسات الدولة بهدف ترسيخ دور القوى الناعمة فى تطوير المجتمع وإعادة تشكيل الوعى،والترويج للحضارة المصرية وتحقيق العدالة الثقافية بين أبناء مصر باستئناف الملتقيات الثقافية والفنية المتميزة.
التاريخ انطلق من قرية أبيدوس المصرية القديمة والتي تقع غرب مدينة البلينا على مسافة 11 كيلو متر تقريبا و كانت المركز الرئيسى لعبادة أوز وريس رب الموتى ،وتوحيد مصر بدأ من سوهاج، وكانت أبيدوس قبلة الحج لكل المصريين عندما كانت مصر إمبراطورية، تمتد من بلاد الرافدين حتى جبال الجزائر وانتهاء بمنابعا النيل في وسط أفريقيا وكانت أبيدوس حتي وقت قريب يطلق عليها قرية العرابة المدفونة لان آثارها مدفونة تحت الرمال وتم تغيير الإسم إلي الإسم الحقيقي لها وهي قرية أبيدوس، والتي تعد من القري الاشهر والأعرق في المحافظة وفي مصر، والآن الفن والثقافة تنطلق لتزيد الوعى وتغير مفاهيم كثيرة في المجتمع.
"أبيدوس" كان يحج إليها قدماء المصريين ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية، واكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ بالمقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول والد رمسيس الثاني، مؤسس الأسرة 19 والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس 11 نسبة إلى اسم مؤسس الأسرة ، والآن ستكون مسرحا فنيا وثقافيا يقبل عليه الآلاف من أبناء الصعيد ليقضوا أوقاتا سعيدة.
وأخيرا سيكون أثر هذه المهرجانات في الصعيد إيجابياً فى مكانة ووضع المحافظات سياحياً، خاصة وأن هذه الأنشطة الثقافية فى المواقع الأثرية، تُبرز الوجه الحضارى لمصر وتراثها العريق وتعمل على جذب اهتمام المواطنين للفن والإبداع، وزيادة وعيهم الثقافي والحضاري وشغفهم بالفن الراق ما يمثل أحد أهداف إستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة