أحداث 1967 جعلتنى بدون عمل.. وهمت مصطفى طلبت منى العودة إلى الإذاعة
تقدمت لاختبارات التليفزيون عام 1975 بعدما تم فتح الباب للمذيعين بالإذاعة وكنت الناجح الوحيد من البرنامج العام.. وكنا نحصل على 3 جنيهات على النشرة
خلال تغطيتى لجولات الرئيس السادات ظللت أرتجل لمدة ساعة خلال عودته من كامب ديفيد.. وبديعة رفاعى قالت لى "أنت أبكيتنى"
أصعب موقف مر على وفاة زوجتى فريال الشرقاوى منذ 4 سنوات ولم أتعرض لأى مواقف صعبة خلال عملى بالإذاعة
في البداية.. احك لنا عن مرحلة دراستك وكيف أثرت على رغبتك في الالتحاق بالإذاعة؟
تخرجت من كلية الأداب قسم صحافة عام 1964 بتقدير جيد، وقبلها كان معى دبلوم معهد خاص فرنسى، والذى دشنه الدكتور طه حسين، فعندما كان هناك احتياج لمدرسين لغات أنشأ الدكتور طه حسين معهد خاص فرنسى، ومعهد خاص إنجليزى ، وكان مقره بحلمية الزيتون وكان من يدخله بالشهادة الابتدائية يظل في المعهد لمدة 7 سنوات، ومن يدخل بالشهادة الثانوية فرنساوى أو إنجليزى يلتحق بالمعهد لمدة عامين ، ثم يصبح مدرس ثانوى لغة إنجليزية أو فرنسية فلم يكن لدى فرصة سوى المعهد لأننى كنت في مدرسة نموذجية، وظللت في المعهد لمدة 7 سنوات، وتخرجت منه عام 1958 ، ثم تم تعيينى مدرس ثانوى لغة فرنسية في مدرسة الأقباط الكبرى الثانوية .إذن .. كيف التحقت بالجامعة؟
كنت أريد أن استكمل مرحلة الجامعة، فقالوا لى حينها لابد أن يكون لديك ثانوية عامة، فذهبت لالتحق بالثانوية العامة فاشترطوا أن يكون لدى الشهادة الإعدادية، فحصلت على الشهادة الإعدادية بنظام لـ 4 سنوات في سنة، وكذلك الثانوية العامة نظام لـ 3 سنوات في سنة، والتحقت بكلية الآداب قسم صحافة جامعة القاهرة عام 1960، وفى البداية التحقت بالقسم الفرنسي، لأن الثانوية العامة التي حصلت عليها هي ثانوية فرنسية، وكان رئيس قسم الفرنساوى بكلية الآداب حينها الدكتور مؤنس طه حسين، وظللت في القسم لشهر، وكان حينها قسم صحافة له شهرة كبيرة وكان من بين طلابه حمدى قنديل وسكينة فؤاد، وكان يرأسه الدكتور عبد اللطيف حمزة، ويدرس فيه أحمد حسين الصاوى مادة إخراج صحفى، والدكتور محمد مندور نقد أدبى، والدكتور جمال حمدان جغرافيا سياسية، والدكتور حامد ربيع يدرس نظريات سياسية، وكذلك يدرس فيه مصطفى وعلى أمين وعبد الحميد الحديدى يدربون عملى، فقدمت طلب إلى الدكتور مؤنس طه حسين، للنقل من قسم فرنساوى إلى قسم الصحافة .وماذا كان رد الدكتور مؤنس طه حسين على طلبك؟
الدكتور مؤنس طه حسين سألنى : "لماذا طلب النقل؟"، فقلت له أنا ظللت 7 سنوات أدرس فرنساوى ، فمضى لى على طلب النقل، ولم يكن يعرف كتابة اللغة العربية بشكل جيد ، والتحقت بقسم صحافة بكلية الآداب، ولم يكن بقسم صحافة انتساب، فقدمت بنظام الانتظام، فكنت أدرس اللغة الفرنسية في المدارس، ثم ألتقى المحاضرات ليلا في جامعة القاهرة وأنقل المحاضرات الأخرى، وكنا 40 طالبا وطالبة فقط.
الإذاعى عبد الصمد دسوقى
وكيف جاء انضمامك للإذاعة المصرية؟
تخرجت من كلية الآداب قسم صحافة عام 1964، وحينها كنت أعمل مدرسا للغة الفرنسية، وحينها أصدر وزير التعليم قرارا بمنع استقالة مدرسى اللغات، وحينها محافظة القاهرة طلبت إخصائيين علاقات عامة، وكذلك وكالة أنباء الشرق الأوسط طلبت محررين، والإذاعة طلبت وظيفة مذيع محرر مترجم، وقدمت في الـ 3 وظائف، وكنت الأول في اختبار وظيفة العلاقات العامة بمحافظة القاهرة وبالصدفة كان محافظ القاهرة اسمه صلاح دسوقى، وحينها البعض قال إن هناك قرابة بينى وبينه، رغم أننى لا أعرفه على الإطلاق فهو تشابه أسماء فقط، وكذلك نجحت في وكالة أنباء الشرق الأوسط وفى الإذاعة، وعندما طلبت الانتقال إلى العمل في الإذاعة، مدير العلاقات العامة بمحافظة القاهرة رفض طلبى، فدخلت لمكتب المحافظ وطلبت منه الانتقال إلى الإذاعة، فوافق على طلبى، كنت أعمل في محافظة القاهرة ومتغيب عن وزارة التربية والتعليم، وكان وكيل وزارة التربية والتعليم في نفس المبنى الذى تجد فيه ديوان محافظة القاهرة.كيف انضممت إلى التليفزيون بعد ذلك؟
فوجئت بفصل الإذاعة عن التليفزيون، وتولى أمين حماد، رئاسة التليفزيون بعد أن كان يتولى الإذاعة، وكان حينها عبد الحميد الحديدى وكيلا، فتولى هو رئاسة الإذاعة بعد انتقال أمين حماد للتليفزيون، وفى أحد المرات وأنا أعمل في الإذاعات الموجهة، فوجئت بخبر نقل عدد من مذيعين الإذاعة للتليفزيون في جريدة الأهرام، وكنت من بين تلك الأسماء، ولا نعلم شيء عن الأمر، فقالت الأستاذ أمين حماد، فقال لى "هل تذهب إلى العلاقات العامة بالتليفزيون؟"، فرفضت وقلت له "أنا كنت الأول في معهد التدريب بالإذاعة، وحصلت على أعلى درجة في اختبار الصوت، وأعمل مذيع منذ عام ونصف"، وقلت إننى سأذهب إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فاتصل أمين حماد بالأستاذ صلاح زكى وكان يتولى قطاع الأخبار والمذيعين بالتليفزيون، وهو قامة كبيرة، وطلب منه أن يجرى لى اختبار كاميرا.وماذا فعلت مع الإعلامى صلاح زكى حينها؟
ذهبت لصلاح زكى، وأخذنى لأستوديو الأخبار، وطلب منى قراءة نشرة وتعليق، فوافق، وكان هناك برنامج اسمه "أضواء على الأحداث"، وكان يعقب النشرة الرئيسية التي تذاع الساعة 9 مساء، والنشرة كان يقدمها حينها صلاح زكى وهمت مصطفى، وحمدى قنديل، عبد المنعم سلام، وسميرة الكيلانى، وهم أباطرة في الإعلام، فأشركنى الأستاذ صلاح زكى في قراءة "أضواء على الأحداث"، ووفقنى الله سبحانه وتعالى، حتى أن طلب أمين حماد من صلاح زكى أن اقرأ أنا في برنامج "أضواء على الأحداث" طوال الأسبوع دون مشاركة أحد، وكان برنامج على الهواء.
عبد الصمد دسوقى رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق
ما هي المدة التي ظللت فيها تقدم برنامج "أضواء على الأحداث" في التليفزيون المصرى؟
جاءت حرب 1967، وتم وقف البرنامج وظللت بدون عمل، وفى ذلك الوقت كان الأستاذ فاروق خورشيد رحمه الله يرأس إذاعة برئاسة الجمهورية الموجهة لإيران وبعدها تم وقف تلك الإذاعة، وكان وزير الإعلام " الإرشاد القومى" حينها محمد فايق، وكان يعمل معه فاروق خورشيد، وكانت إذاعة الشعب عبارة أركان ركن الريف والمرأة والفلاحين، فضموها مع بعضها وفصلوها من البرنامج العام، وعين محمد فايق، فاروق خورشيد رئيسا لإذاعة الشعب، وكان فاروق خورشيد يبحث عن فريق مذيعين، فأرسلت لى همت مصطفى طلبا بأن أعود للإذاعة، فوافقت.كيف جاء انضمامك لإذاعة الشعب؟
تم عمل فريق مذيعين، وكان كبير المذيعين حسين شاش، وكذلك من ضمن الفريق سهير الحرتى، ونور الدين مصطفى، وصبرى سلامة، وزادت عدد ساعات إرسالها، وقال لنا فاروق خورشيد ليس لدينا تخصص في الإذاعة، وكنا نترجم ونحرر ونقدم البرنامج وكانت أفضل فترة تدريب لنا في إذاعة الشعب، وفاروق خورشيد كانت شخصية رائعة، بجانب سعد ليل، وجلال معوض وسعد لبيب، فهؤلاء لن يعوضوا، وربنا أكرمنا أنا وزملائى بعمالقة، وكنا نظل عام كامل صامتين في الأستوديو، والسنة التي تليها كنا نقدم فقرة فقط، وظللت في إذاعة الشعب 4 سنوات.انضممت بعد ذلك إلى التليفزيون مرة أخرى.. كيف تم ذلك؟
انتقلت إلى البرنامج العام 1975، مع الأستاذة بديعة رفاعى، وعندما جاء الدكتور أحمد كمال أبو المجد وزيرا للإعلام، أرادوا تدعيم التليفزيون المصرى، بمذيعين أخبار، فقدم كل مذيعين الإذاعة سواء القدامى أو الجدد، وكنت أنا الوحيد الذى نجح من شبكة البرنامج العام، ونجحت صديقة حياتى درية شرف الدين من إذاعة الشرق الأوسط، ونجحت ميرفت رجب ومحمود سلطان من إذاعة صوت العرب، وكنت اقرأ في البرنامج العام ثم بعد ذلك أذهب للتليفزيون لقراءة نشرة السادسة مساء، وأحداث 24 ساعة، وكنا نحصل على 3 جنيهات في النشرة.احك لنا عن جولاتك مع الرئيس الراحل أنور السادات عندما تم تكليفك بتغطية جولات الرئيس حينها؟
كنت أذهب في جولات الرئيس الراحل محمد أنور السادات أنا والأستاذ صبرى سلامة، وذهبت مع الرئيس السادات لدولة السودان، في عهد الرئيس جعفر النميرى، وكان علي أن أغطى نقطة وصول الرئيس السادات للخرطوم، وظللت على الهواء ارتجالا 30 دقيقة، فلم ألجئ أنا أو زملائى إلى كتابة إسكريبت، لأننا تدربنا على أيدى قامات كانوا أساتذة في الارتجال، وفى جولة أخرى للرئيس السادات عندما جاء من كامب ديفيد، وكان علي تغطية الحدث من نقطة رمسيس، وظللت أتحدث لمدة ساعة، وعندما عدت للإذاعة قالت لى بديعة رفاعى "أنت أبكتنى".كيف عملت في إذاعة السعودية؟
جاءت لجنة من الإذاعة السعودية تطلب مذيعين، وجابت الإذاعات كلها، وسمعونا وجاءوا لى أنا والأستاذ صبرى سلامة، واتفقوا معنا للعمل في الإذاعة السعودية، ورفض صبرى سلامة، ولكن أنا وافقت، وبابا شارو رفض أن انتقل للإذاعة السعودية، لأننى أنا وصبرى سلامة كنا نغطى جولات الرئيس السادات حينها، ولكن الإذاعية صفية المهندس كانت وكيلته، فذهبت لها وحكيت لها الظروف، فقالت لـ"بابا شارو": "لنصعد شخص أخر مع صبرى سلامة لتغطية جولات الرئيس السادات"، ويذهب عبد الصمد دسوقى للسعودية، وكانت السبب في ذلك، ومدام همت مصطفى قالت لى حينها مستغربة "تترك التليفزيون وإذاعة البرنامج العام".لماذا عملت في العديد من الشبكات الإذاعية ولم تستمر في شبكة إذاعية واحدة أو شبكتين ؟
أنا إذا لم أكن سعيد في عملى أترك الشبكة الإذاعية، ولا أبحث عن أموال، فلقد تعينا على 17 جنيها فقط، وبعد ذلك سافرت جدة وقمنا بعمل معهد تدريب إذاعى هناك أنا والأستاذ صالح مهران رحمه الله، وحصلت على الدكتوراه هناك، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كان بها قسم إعلام هناك، فقدمت وتم قبولى، وعملت في الجامعة، وعدت من السعودية إلى مصر لأعمل في البرنامج العام، وحينها كان الإذاعى عبد العال هنيدى كبير المذيعين بالبرنامج العام، وقدمت نشرتين.كيف جاء اختيارك لتولى مديراً عاماً للعربية بالراديو بشبكة الإذاعات الموجهة؟
الأستاذ أمين بسيونى كان رئيس الإذاعة حينها فأرسل لى وقال "هناك مكان في الإذاعات الموجهة منصب مدير عام، بالموجه الأوروبى"، فوافقت، وشغلت منصب مديراً عاماً للعربية بالراديو بشبكة الإذاعات الموجهة المصرية وحققت فيها نجاحا كبيرا.توليت منصب مدير عام للبرامج الخاصة بالشبكة الرئيسية.. كيف جاء اختيارك للمنصب أيضا؟
حينها طرح على أمين بسيونى أن أعود إلى البرنامج العام، فوافقت، وقال لى "ستتولى البرامج الخاصة"، وحينها كان السائد في الإذاعة الشبكة الثقافية برئاسة نادية صالح، والمنوعات، يتولاها عمر بطيشة، فذهبت للبرامج الخاصة، وتوليت برنامج "أجراس خطر"، ونجح البرنامج بشكل كبير، وكنت أذيع مقدمة البرنامج كل ليلة وظللنا كذلك 4 سنوات، وكان من يأتي لى باللقطات كل من نرمين البيطار، وبثينة كامل، وميرفت خير الله، ثم جاءت حركة ترقيات فقدمت على نائب الشبكة الثقافية، وتم الموافقة على طلبى، وظللت الشبكة لمدة عام ونصف، وكنت أدرس في 5 جامعات، وأعمل في التليفزيون، وأقدم في البرامج الخاصة بالإذاعة، حتى عانيت من ذبحة صدرية، وذهبت للولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عملية ترقيع للشرايين، وعدت مرة أخرى لمصر وعدت على الشبكة الثقافية وتوليت رئاسة الشبكة.وكيف تم اختيارك لرئاسة إذاعة القرآن الكريم؟
أرسل لى أمين بسيونى، وقال لى هل تريد أن تذهب لإذاعة القرآن الكريم وتتولى رئاستها ، فوافقت، فسألنى "لماذا سعدت بهذا الخبر؟" فقلت له "أنا أريد إذاعة مسموعة"، وتوليت رئاسة إذاعة القرآن الكريم.كيف كانت بدايتك خلال رئاسة تلك الشبكة الإذاعية الهامة؟
حصلت على خريطة البرنامج اليومى في مكتبى وكانت ميزانية إذاعة القرآن الكريم 500 ألف جنيه، وكانت أقل ميزانية في الشبكات الإذاعية، وكنت أوفر منها، لأن لدينا في مكتبة الإذاعة، أعلام القراء، وأعلام المبتهلين، وأعلام الثقافة ومشايخ الأزهر، فأحضرت هذا التراث الهائل ووضعته في البرنامج اليومى في أوقات ذروة الاستماع، فأحدث ضجة كبيرة ونجاحا مبهرا.ما هي أبرز إنجازاتك خلال توليك رئاسة إذاعة القرآن الكريم؟
ظللت في رئاسة إذاعة القرآن الكريم 4 سنوات، وقمت بعمل إذاعات خارجية بشبكة القرآن الكريم، وذهبت للأستاذ فاروق شوشة وطلبت منه إذاعة العشاء والتراويح من مكة والمدينة على الهواء، وعرض الأمر ولم يجد استجابة، فقال لى "لنجعل هذا الأمر في العشر الأواخر من رمضان"، فقلت له "سأذيع العشاء والتراويح من مساجد آل البيت"، فوافق، وكانت أول مرة تذاع الصلوات والأمسيات والفجر على الهواء"، وبعد ذلك التليفزيون وبعض المحطات نقلت منا، وفى العشر الأواخر من شهر رمضان، ذهبنا لمكة والمدينة، ونقلنا من مكة العشاء والتراويح والتهجد، في المدينة نقلنا العشاء والتراويح والتهجد، وكان لهذا الأمر صدى واسع حينها، وتركنا إذاعة القرآن الكريم ثرية بالعاملين فيها والمادة التي وضعناها في شبكة القرآن الكريم، وكل شيء.تم اختيارك ضمن لجنة لتطوير محتوى إذاعة القرآن الكريم.. ما الذى أنجزته تلك اللجنة؟
الأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة شكل لجنة تضمن أنا، ومحمد عبد العزيز رحمه الله ومحمد أبو الوفا، وحسن مدنى، لتطوير إذاعة القرآن الكريم، لأنه غلب على القرآن المرتل والمجود، البرامج، وكانت البرامج متشابهة، فعقدنا اجتماعات لمدة شهر، وأعددنا خطة وتسير عليها إذاعة القرآن الكريم حتى الآن.ما هو أصعب موقف تعرض له خلال مشوارك الإعلامى؟
أصعب موقف مر على لم يكن في مشوارى الإذاعى، فأصعب موقف هو وفاة زوجتى الأستاذ فريال الشهاوى التي كانت تعمل مديرة عام معهد التدريب بالإذاعة، منذ 4 سنوات، ولكن لم أواجه صعوبات خلال عملى بالإذاعة، فكان لدى طبع إذا شعرت بالضيق في أي مكان أتركه وأبحث عن مكان أخر، ولا أعمل تحت ضغط، ولا أقبل الظلم سواء أن أظلم أو يتم ظلمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة