توالت الأحداث فى التاريخ الإسلامي، وفى سنة 162 هجرية وقعت العديد من الأحداث كان منها رحيل الزاهد الشهير إبراهيم بن أدهم.
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثنتين وستين ومائة"
فيها: خرج عبد السلام بن هاشم اليشكرى بأرض قنسرين واتبعه خلق كثير، وقويت شوكته فقاتله جماعة من الأمراء فلم يقدروا عليه، فجهز إليه المهدى جيوشا وأنفق فيهم أموالا فهزمهم مرات ثم آل الأمر به أن قتل بعد ذلك.
وفيها: غزا الصائفة الحسن بن قحطبة فى ثمانين ألفا من المرتزقة سوى المتطوعة، فدمر الروم وحرق بلدانا كثيرةً، وخرب أماكن وأسر خلقا من الذراري.
وكذلك غزا يزيد بن أبى أسيد السلمى بلاد الروم من باب قاليقلا فغنم وسلم وسبى خلقا كثيرا.
وفيها: خرجت طائفة بجرجان فلبسوا الحمرة مع رجل يقال له: عبد القهار، فغزاه عمرو بن العلاء من طبرستان فقهر عبد القهار وقتله وأصحابه.
وفيها: أجرى المهدى الأرزاق فى سائر الأقاليم والآفاق على المجذومين والمحبوسين، وهذه مثوبة عظيمة ومكرمة جسيمة.
وفيها: حج بالناس إبراهيم بن جعفر بن المنصور.
وفيها توفى من الأعيان: إبراهيم بن أدهم
أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد.
كانت له همة عالية فى ذلك رحمه الله.
فهو: إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي، ويقال له: العجلي، أصله من بلخ ثم سكن الشام ودخل دمشق.
وروى الحديث عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن زياد صاحب أبى هريرة، وأبى إسحاق السبيعي، وخلق.
وحدث عنه خلق منهم: بقية، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن حميد. وحكى عنه الأوزاعي.
وروى ابن عساكر من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجزري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبى هريرة، قال: دخلت على رسول الله ﷺوهو يصلى جالسا فقلت: يا رسول الله إنك تصلى جالسا فما أصابك؟
قال: "الجوع يا أبا هريرة".
قال: فبكيت.
فقال: "لا تبك فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب فى دار الدنيا".
ومن طريق بقية، عن إبراهيم بن أدهم، حدثنى أبو إسحاق الهمداني، عن عمارة بن غزية، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا، وينجوا العالم منها بعلمه".
قال النسائي: إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد.
وذكر أبو نعيم وغيره: أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان، وكان قد حبب إليه الصيد، قال: فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بى هاتف من قربوس سرجي: ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت.
قال: فوقفت وقلت: انتهيت انتهيت، وجاءنى نذير من رب العالمين.
فرجعت إلى أهلى فخليت عن فرسى وجئت إلى بعض رعاة أبى فأخذت منه جبة وكساء ثم ألقيت ثيابى إليه، ثم أقبلت إلى العراق فعملت بها أياما فلم يصفُ لى بها الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدنى إلى بلاد الشام فأتيت طرطوس فعملت بها أياما أنطر البساتين وأحصد الحصاد، وكان يقول: ما تهنيت بالعيش إلا فى بلاد الشام.
أفر بدينى من شاهق إلى شاهق ومن جبل إلى جبل، فمن يرانى يقول: هو موسوس.
ثم دخل البادية ودخل مكة وصحب الثورى والفضل بن عياض ودخل الشام ومات بها، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه مثل الحصاد وعمل الفاعل وحفظ البستان وغير ذلك، وما روى عنه أنه وجد رجلا فى البادية فعلمه اسم الله الأعظم فكان يدعو به حتى رأى الخضر فقال له: إنما علمك أخى داود اسم الله الأعظم.
وذكره القشيرى وابن عساكر عنه بإسناد لا يصح.
وفيه أنه قال له: إن إلياس علمك اسم الله الأعظم.
وقال إبراهيم: أطب مطعمك ولا عليك أن لا تقوم الليل ولا تصوم النهار.
وذكر أبو نعيم، عنه: أنه كان أكثر دعائه: اللهم انقلنى من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة