"رمضان في مصر حاجة تانية"، وفي "الصعيد حاجة تانية وتالتة"، حيث تشعر بأجواء خاصة مبهجة طوال الشهر الكريم، إذا زرت الصعيد، فالاحتفالات حاضرة معظم الثلاثين يوما، وروائح الشهر الكريم تشعر بها طول الوقت.
ربما لا تجد شارعا في الصعيد، إلا وقد اكتسى بزينة رمضان، التي يصنعها الصغار، وتزين الشوارع والطرقات، فيما تنتشر الفوانيس في الشوارع والمحاور الرئيسية، ولا يخلو المشهد من ظهور "المسحراتي" ليلا، ليضيف بهجة للشوارع.
لا أحدثك عن سهرات السمر، والليالي الرمضانية، حيث تجمع القريب والبعيد، ويتجاذب الجميع أطراف الحديث في محبة، والابتسامة ترتسم على الوجوه، في أجواء عائلية خالصة.
"موائد الرحمن" جزء أصيل من طقوس الاحتفالات بشهر رمضان، والافطار العائلي مكون أساسي في شهر رمضان، حيث تتجمع القلوب، ويلتف الجميع حول مائدة واحدة، ويتقاسموا الخبز معاً.
"ليالي رمضان" العامرة بقراءة القرآن الكريم سمة أساسية في احتفالات "الصعايدة" بشهر رمضان، حيث تجتمع العائلات في كل "مندرة" لسماع القرآن الكريم والخطب الدينية، والتزاور والتراحم والتواصل فيما بينهم، وربما تمتد هذه السهرات حتى ظهور "المسحراتي" قبيل الفجر، ليكون بمثابة نهاية لهذه الاحتفالات، حيث سكون الليل مع صوت النقشبندي بالابتهالات التي تملأ الدنيا بهجة وسعادة وأجواء مفعمة بالإيمان.
أصوات المساجد في صلاة التراويح، وهي تصدح بالقرآن الكريم والأدعية، جزء من طقوس الشهر الكريم، حيث تشعر بحالة من الأجواء الإيمانية التي تسيطر على المشهد، كفيلة بإدخال السلام الداخلي والطمأنينة للقلوب.