انتقال عدوى اوميكرون للقطط والكلاب
واكتشف الأطباء البيطريون وعلماء الأحياء على مدار العامين الماضيين أمثلة كثيرة تشهد توغل فيروس كورونا التاجي وفيروسات شبيهة إلى مجموعات من الحيوانات البرية والمنزلية، وعلى وجه الخصوص، فقد اكتشف العلماء من الولايات المتحدة أجساما مضادة لفيروس كورونا في عينات الدم للغزلان ذات الذيل الأبيض والقطط البرية، وقبل ذلك، اكتشفوا دليلا على أن كورونا يمكن أن يصيب المنك والأسود والنمور وكلاب الراكون وغيرها من الحيوانات البرية.
تساءل فريق من الأطباء البيطريين الإسبان برئاسة، ساندرا باروسو أريفالو، الباحثة في جامعة مدريد الإسبانية عما إذا كانت هناك اختلافات في هذا الصدد بين متحور "أوميكرون" والسلالات السابقة من فيروس كورونا التاجي، وافترض العلماء أن عددا كبيرا من المتغيرات كان يمكن أن يؤثر إلى حد بعيد على قدرة "أوميكرون" على الانتقال من جسم الإنسان إلى جسم الحيوان.
واختبرت، باروسو أريفالو وزملاؤها هذه الفرضية في الممارسة العملية، حيث جمعوا عينات من البلغم من 30 قطا و50 كلبا وأرنب واحد، أصيب أصحابها بفيروس كورونا بين منتصف ديسمبر 2021 ونهاية مارس 2022، وتم تحليل هذه العينات لاحقا باستخدام اختبارات PCR وأنظمة التسلسل الجيني.
كما اتضح، كانت آثار جزيئات السلالة "أوميكرون" موجودة في جسم ما يقرب من 10% من الحيوانات الأليفة، بما في ذلك 7 قطط وكلب واحد، حيث إن سلالة "أوميكرون" تختلف بشكل ملحوظ عن المتغيرات السابقة لفيروس كورونا التي غالبا ما تتسببت في ظهور أعراض واضحة لدى الكلاب والقطط، وفي بعض الحالات، أودت بحياة الحيوانات الأليفة.
كما افترض الباحثون، فإن ذاك يشير إلى حقيقة مفادها بأن ظهور عدد كبير من الطفرات في جينوم متحور "أوميكرون" قد أدى بالفعل إلى انخفاض قدرة فيروس كورونا التاجي على اختراق خلايا الحيوانات الأليفة، وحسب أصحابها، ففي أي من هذه الحالات، لم تظهر على الحيوانات الأليفة علامات قلق أو اكتئاب أو أعراض أخرى لعدوى "كورونا"، ما يشير إلى مسار معتدل للمرض.
وفي الوقت نفسه، فإن العلماء يؤكدون على أن سلالة "أوميكرون" لم تفقد قدرتها على الانتقال من البشر إلى الحيوانات، والتي يمكن أن تكون بمثابة إحدى القنوات المهمة لانتشارها، ويمكن أن تساهم أيضا في ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا التاجي.