أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: يدعون للسلام ويدفعون للسلاح.. معادلة أمراء الحرب مع أوكرانيا

الإثنين، 18 أبريل 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من مفارقات الحرب فى أوكرانيا، أن كل الأطراف يتحدثون عن ضرورة وقف الحرب، لكن نفس الأطراف يدعمون بالسلاح ويطلقون التصريحات ويتخذون القرارات التى تساهم فى إنهاء فرص إحلال السلام، كلما بدت مفاوضات روسيا وأوكرانيا فى طريق التهدئة، تصدر تحركات من دول أوروبا تدعم الصراع، حتى دول أوروبا تغذى إلى الحرب طوال الوقت رغم أنها ترفع رايات السلام، حتى لو كانت تأثيرات الحرب على الاقتصاد تتزايد وتعانى شعوب أوروبا والعالم من موجات ارتفاع فى أسعار الطاقة والغذاء. 
 
نفس دول أوروبا التى تعلن مطالبها بوقف الحرب، تغذى آلة الحرب بكل أنواع الأسلحة، ورغم أن الاتجاه لانضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسى «ناتو» كان سببا فى تأجيج الصراع، اقتربت كل من فنلندا والسويد وهما عضوان فى الاتحاد الأوروبى من عضوية محتملة فى حلف شمال الأطلسى «الناتو».
 
الولايات المتحدة وأوروبا تواصل العقوبات وتدعو للمزيد منها، تحليلات الغرب ترى أن روسيا خسرت الحرب فى أوكرانيا، وأن الرئيس الروسى بوتين مأزوم، الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى، يرى أن العقوبات هى الوسيلة الوحيدة للضغط على روسيا، وقبل أسبوعين قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس خلال اجتماع لوزراء خارجية دول «الناتو» فى بروكسل، إنها ستدعو دول الناتو إلى تشديد العقوبات ضد روسيا ومواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وهو نفس ما أعلنه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرج، وقال إن وزراء خارجية دول الحلف سيبحثون كيفية دعم أوكرانيا من خلال منظومات سلاح متقدمة، بما فيها الأسلحة المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوى. 
 
الرئيس الأمريكى جو بايدن كرر وصف نظيره الروسى فلاديمير بوتين، بأنه مجرم حرب، وهو وصف يلقى تأييدا من الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الذى أشاد بتصريحات بايدن، وسبق وأعلن بايدن فى كلمته قبل أيام «أن عقوباتنا خلال سنة واحدة قادرة على القضاء على منجزات الاقتصاد الروسى خلال الـ15 سنة الأخيرة»، بينما  رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارك ميلى يقول «أعتقد أنه سيكون صراعا طويل الأمد، وسيمتد لسنوات وأعرب عن اعتقاده أن الناتو والولايات المتحدة وأوكرانيا، وجميع الحلفاء والشركاء الداعمين لأوكرانيا، ستشارك فى هذا الأمر لفترة طويلة». 
 
وأعلن النائب فى البرلمان الألمانى «البوندستاج» ماركوس فابير، أن الائتلاف الحاكم برئاسة أولاف شولتس توصل إلى اتفاق على تصدير أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، بينما نقلت روسيا اليوم عن نائب وزير الخارجية الروسى أوليج سيرومولوتوف، أن واشنطن زودت كييف خلال الشهر والنصف شهر الماضيين بأسلحة بقيمة 1.65 مليار دولار، وأن أكثر من 25 ألف قطعة سلاح تم توزيعها فى أوكرانيا، مما يزيد من مخاطر الإرهاب فى المنطقة الأوروبية وخارجها، وأعرب عن اعتقاده بأن الإرهابيين والعناصر الإجرامية يمكنهم التسلل إلى الغرب ضمن صفوف 4 ملايين لاجئ غادروا أوكرانيا إلى بلدان أخرى فى ظروف عدم وجود رقابة مناسبة على الهجرة، لا يمكن لأحد ضمان غياب إرهابيين وعناصر إجرامية بينهم.
 
ويصر الكرملين على ضرورة إنهاء التعاون العسكرى للناتو مع دول ما بعد الاتحاد السوفيتى، ورفض إقامة قواعد له على أراضى تلك الدول، والحد من نشر الأسلحة الهجومية بالقرب من الحدود الروسية، وإزالة الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا، وعدم توسيع الناتو إلى الشرق، وترى أن تجاهل الشركاء الأوروبيين لمطالب موسكو وموقف واشنطن وبروكسل يتعارض مع التزامات منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا بشأن عدم قابلية الأمن للتجزئة، حيث تدافع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عن مصالحهما على حساب الآخرين.
 
الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى أكد أن كييف مستعدة لبحث مسألة رفض الانضمام إلى الناتو ووضع شبه جزيرة القرم مع موسكو بعد توقف الأعمال القتالية، وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
 
محلل أمريكى ومسؤول سابق بالبنتاجون، اعتبر السعى إلى دفع الناتو للتوسع نحو الحدود الغربية لروسيا قد يكون أكبر خطأ فى السياسة الخارجية ارتكبته الولايات المتحدة منذ زمن الحرب العالمية الثانية. وفى مقابلة مع صحيفة «ذى أمريكان كونسرفاتيف»، أكد دوجلاس ماكجريجور، أن «وسائل الإعلام الغربية تظهر باستمرار القادة الروس والجيش الروسى فى صورة غير مواتية، وبايدن يستغل أى أسطورة تتناسب مع خطابه، ومع ذلك فإن تجاهل الأسباب الحقيقية للوضع الحالى والمتمثل فى توسع الناتو إلى الشرق على حساب أوكرانيا، لن ينجح فى تغيير الواقع الاستراتيجى».
 
الشاهد فى كل هذا أن أوروبا والولايات المتحدة تدفع نحو مواجهة طويلة، ربما تقود لصدام أشد، وتحمل خطر تطور الصراع استراتيجيا، وهو أمر ربما يستقطب أطرافا أخرى، وكل هذا لصالح أمراء الحرب ممن يغذون آلة الصراع، لمزيد من صفقات السلاح.
 
اليوم السابع

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة