"كان النبى صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ العشْر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" رواه البخارى.. هكذا علمنا رسول الله كيفية التعامل مع الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، وهنا تتجلى القيمة الروحية للشهر الفضيل وفريضة الصيام التي تعد الفريضة الوحيدة الخالصة لله وحده ويجزي به سبحانه، كما جاء في الحديث: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصِّيَامَ؛ فإنه لى، وأنا أجْزِى به".
ومع الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان يكثر الحديث والبحث عن صيغ الأدعية، والتي يعتقد قارئها أنها تكون أسرع استجابة من الله عز وجل، وينغمس البعض في البحث عن هذه الأدعية، ويرهق المسلم نفسه فى حفظها كما هى، دون أن يتفكر فيها، ودون أن يدرك أن الله تعالى أعلم بحاله وما يدور في قلبه وعقله ومشاغله ومطالبه.
علينا أن نجعل قلوبنا هي المتعلقة بالله وليس ألسنتنا فقط، فالقلب هو سيد الجوارح. وكثيرة هي الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت أن القلب هو سيد الجوارح، وأن الله "لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" رواه مسلم.
فالدعاء ليس صيغة ثابتة يرددها الإنسان بلسانه، لكن الأصل في الدعاء هو "صلة" بين "قلب" العبد وربه، فالدعاء بالقلب و"تذوق" المعنى أعظم شأنا من التلفظ بكلمات لا تمس القلب، فلا تتحرج في مناجاة ربك بما تريد، فهو "سميع الدعاء" الذى تريد، فالله أعلم بقلوب، فـ "الدعاء" عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه، والطلب منه، وتعد من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصة له.
وفي العشر الأواخر من رمضان، هناك ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، لذا علينا أن نزيد في الاجتهاد والعبادة والعمل الصالح، طلبا لليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ" رواه البخارى.
هنا نؤكد أنه ليس هناك أدعية ثابتة في ليلة القدر، فعلى المسلم أن يدعو بما يشاء فى هذه الليلة المباركة التى تنزل فيها الملائكة، ودعانا الرسول الكريم إلى استغلال ليلة القدر، وورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِى: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة