ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم،الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد شغفه بالجهود الدبلوماسية لإنهاء حربه مع أوكرانيا، وبدا بدلاً من ذلك عازماً على الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الأوكرانية.
وكشفت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن: أن بوتين، الذي كان يفكر بجدية في التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا بعد أن تعرضت روسيا لانتكاسات كبيرة في ساحة المعركة الشهر الماضي، أخبر أشخاص شاركوا في محاولة إنهاء الصراع بأنه لا يرى أي احتمالات تلوح في الأفق من أجل التوصل إلى تسوية.
وقال شخص مطلع على المحادثات، في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز من دون ذكر اسمه:" يؤمن بوتين بصدق بما يسمعه في التلفزيون الروسي ويريد تحقيق فوز كبير".
وأضافت الصحيفة: أنه على الرغم من أن موسكو وكييف اتفقتا على أول مسودة بيان لهما نهاية مارس الماضي، إلا أن المحادثات توقفت بعد أن اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في مدن أوكرانية مثل بوتشا وماريوبول.
وبعد ذلك، قال بوتين إن جهود السلام وصلت إلى "طريق مسدود" وإنه استشاط غضبًا بعد أن أغرقت أوكرانيا سفينة "موسكفا"، وهي سفينة رائدة في أسطول البحر الأسود الروسي، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على الأمر.
وقال احدهما:" كان هناك أمل في التوصل إلى اتفاق" كان بوتين يتأرجح ذهابًا وإيابًا" وأصبح جلياً لفترة ما أن بوتين يحتاج إلى إيجاد طريقة للخروج من الأزمة فائزًا..ولكن بعد غرق موسكفا، بدا بوتين ضد التوقيع على أي شيء".
على الجانب الآخر، أبرزت الصحيفة أن المسئولين الأوكرانيين والغربيين لطالما شككوا في التزام بوتين بمحادثات السلام، واعتبروا أن الأمر لا يعدو سوى كونه وسيلة لكسب الوقت لشن المزيد من الهجمات ضد كييف، فيما قال الأشخاص الذين تم إطلاعهم على المحادثات التي جرت مع بوتين إن الرئيس الروسي يبدو وكأنه يحمل وجهة نظر مشوهة للحرب كما أوضحها جنرالاته وصوروها في التلفزيون الروسي .
وأضافوا أنه أصر على أن قواته لم تستهدف المدنيين خلال هجمات مثل حصار مصانع الصلب في آزوفستال، آخر معقل للقوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول المدمرة إلى حد كبير، مع الإشارة إلى أن المفاوضين الروس والأوكران وضعوا معظم القضايا الأخرى في المقدمة أثناء محاولتهم إبرام صفقة بشأن ضمانات أمن كييف إذا أعلنت الحياد وتخلت عن سعيها للانضمام إلى الناتو.
مع ذلك، أخبر بوتين رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل في اتصال هاتفي جرى يوم الجمعة الماضية، أن المحادثات تعثرت لأن أوكرانيا "أقامت جدارًا"، وقال إن "الوقت لم يحن بعد للقاء زيلينسكي"، وفقًا لشخص مطلع على تلك المحادثة، بينما فسر المفاوضون ذلك على أن موسكو ربما تعتقد أن بإمكانها الاستيلاء على المزيد من الأراضي، بدلاً من أن تمنح مؤشرات على أن المحادثات تحتاج إلى مزيد من الوقت للعثور على مجالات اتفاق!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة