سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 27 أبريل 711.. طارق بن زياد يقود «7 آلاف مقاتل» فى المضيق الذى سمى باسمه «جبل طارق» أثناء سيره لفتح الأندلس

الأربعاء، 27 أبريل 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 27 أبريل 711.. طارق بن زياد يقود «7 آلاف مقاتل» فى المضيق الذى سمى باسمه «جبل طارق» أثناء سيره لفتح الأندلس طارق بن زياد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 جهز موسى بن نصير جيشا من العرب والبربر يبلغ سبعة آلاف مقاتل، وأسند قيادته إلى طارق بن زياد الليثى لفتح الأندلس، وكان تجهيز هذا الجيش هو المفتتح لدخول الإسلام على يد موسى بن نصير إلى القارة الأوروبية، حسب تأكيد «محمد عبدالله عنان» فى الجزء الأول من موسوعته «دولة الإسلام فى الأندلس»، «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة».
 
يرى «عنان» أن «ابن نصير» من أعظم الزعماء والقادة، الذين وجهتهم الخلافة الأموية إلى الغرب، وأصبح أميرا على ولاية أفريقية فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك، واستطاع أن يبسط سلطان العرب على شمالى أفريقيا كله فى البر والبحر، ويذكر عنان، أنه لم يبق من ثغور شمال أفريقيا بيد «النصارى» سوى ثغر «سبتة» الذى يقع فى نهاية البحر الأبيض المتوسط شرق طنجة، وكانت من أملاك إسبانيا، ويحكمها زعيم من الفرنج يدعى الكونت يوليان، ويؤكد عنان: كان موسى بن نصير يتوق إلى افتتاح هذا المعقل الحصين، على أن مشاريعه فى الفتح لم تكن تقف عند «سبتة» بل تجاوزها إلى ما وراء ذلك البحر الشاسع، الذى عرف عنه العرب كثيرا وعن شواطئه الشرقية والجنوبية، ولكنهم لم يعرفوا بعد شيئا أو لم يعرفوا سوى القليل عن شواطئه الشمالية والغربية.. كان موسى يتوق إلى افتتاح ما وراء ذلك البحر من الممالك والأمم المجهولة.
 
كانت شبه الجزيرة الإسبانية هى بداية موسى بن نصير لفتح «الأمم المجهولة» التى تقع ما وراء البحار، وكانت تعيش حسب تأكيد عنان فى «حوادث وأزمات خطيرة، وكان المجتمع الإسبانى يعانى صنوف الشقاء والبؤس، ومزقته عصور طويلة من الظلم والإرهاق والإيثار، وكان الشعب فى حالة يرثى لها من الحرمان والبؤس، يعانى من ضروب الظلم والعسف والإرهاق، وتسلبه فروض العبودية والرق، وكان كتلة مهيضة من طبقة فقيرة وسطى، ومن جمهرة من الزراع شبه الأرقاء، ومع ذلك كان يقع عليه إلى جانب هذه الفروض والمعازم الفادحة عبء الحرب والدفاع عن الوطن، وكان يهود الجزيرة كتلة كبيرة عاملة، ولكنهم كانوا موضع البغض والتعصب والتحامل، يعانون أشنع ألوان الجور والاضطهاد، وكانت الكنيسة منذ اشتد ساعدها ونفوذها تحاول تنصير اليهود، وتتوسل إلى تحقيق غايتها بالعنف والمطاردة.
 
هكذا كان حال إسبانيا، حينما فتح العرب أفريقيا، واقتربوا من شواطئ الأندلس، وبينما كان موسى بن نصير يراقب الوضع فيها لتحقيق الوصول إلى «الضفة الأخرى من البحر»، جاءته رسالة من حاكمها، الكونت يوليان، يعرض فيها تسليم معقله، ويدعوه إلى فتح إسبانيا، ويذكر عنان، أن موسى استجاب لدعوة الكونت، واهتم بمشروعه أعظم اهتمام، «وكان قد وقف على أحوال إسبانيا وخصبها وغناها، واستطاع أن يقدر أهمية مثل هذا الفتح، وجليل مغانمه ومزاياه، فلما علم من يوليان وحلفائه ما تعانيه إسبانيا من الخلاف والشقاق، وما يسودها من الانحلال والضعف، ورأى ما يعرضه يوليان من تسليم «سبتة» وباقى معاقله، وتقديم سفنه لنقل المسلمين فى البحر، ومعاونته بجنده وإرشاده، أن الفوز ميسور محقق، فكتب إلى الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك يخبره بأمر المشروع، فرد عليه الوليد بأن يختبر الموقف بالسرايا «الحملات الصغيرة» وألا يزج بالمسلمين إلى أهوال البحر».
 
كان هناك ما يرد على مخاوف وتحذير الوليد بن عبدالملك من أهوال البحر وهو، حسب «عنان»، خوض المسلمين المعارك الحربية فى هذه المياه حين قاموا بغزو «صقلية» و«سردانية» و«الجزائر الشرقية»، وكان البحر الذى يفصل بين أفريقيا والأندلس ضيقا سهل العبور، وهكذا تهيأت كل الظروف لحلم ابن نصير، فبدأ، وفقا لما يذكره عنان، فى تجهيز جيشه من العرب والبربر فى شهر إبريل عام 711، وكان قوام الجيش سبعة آلاف مقاتل بقيادة طارق بن زياد، وكان وقتئذ حاكما لطنجة.
 
 ينقل «عنان» عن صاحب كتاب «الإمامة والسياسة» الذى ينسب تأليفه إلى «ابن قتيبة» صفات لطارق بن زياد قائلا: «طويل، أشقر، صاحب حول فى عينيه، وبيده شلل، وتلك الصفات ترجح انتمائه إلى الجنس البربرى، فالبربر حسبما شهدنا من التجوال فى بعض ربوعهم بالمغرب، يكثر بينهم الطول والشقرة، يضيف «عنان»: كان طارق جنديا عظيما، ظهر فى غزوات المغرب بفائق شجاعته وبراعته، وقدر موسى مواهبه ومقدرته، واختاره لحكم طنجة وما يليها، وهى يومئذ أخطر بقاع المغرب الأقصى وأشدها اضطرابا، ثم اختاره لفتح الأندلس، فعبر البحر من «سبتة» بجيشه تباعا، ونزل بالبقعة الصخرية المقابلة، التى حملت اسمه إلى اليوم «جبل طارق» وذلك فى يوم الاثنين 27 إبريل، مثل هذا اليوم، عام 711، ليبدأ جولاته لفتح الأندلس، ويمده ابن نصير بخمسة آلاف مقاتل آخرين، ثم تواصل المدد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة