خبز القارة السمراء.. انه العيش الذي تعتاش عليه البلدان الافريقية والذي يشكل الجزء الرئيسي من الوجبات الغذائية لشعوبها، ومع الحرب الأوكرانية الروسية دعا منسق المكتب الإقليمي لمنظمة الزراعة والتغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في داكار روبير جيي، الدول الأفريقية إلى التركيز أكثر على تطوير الإنتاج المحلي لتأمين أمنها الغذائي.
وأشار في مقابلة مع وكالة الصحافة الأفريقية APA ، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن "اعتمادنا الكبير على روسيا وأكرانيا، خصوصا في ما يتعلق بالحبوب".
وأضاف منسق المكتب الإقليمي للفاو، أن هناك عدة عوامل تهدد أمن أفريقيا الغذائى، كتفاقم المشكل الأمني في منطقة بحيرة تشاد، وانعدام الأمن المتزايد في الجزء الناطق بالإنجليزية من الكاميرون.
وتابع "أما في غرب أفريقيا فالوضع الأمني يتدهور في مناطق شمال شرق نيجيريا ويتمدد إلى أجزاء أخرى من البلد، كما نعلم جميعا حالة الوضع في منطقة الحدود الثلاثية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر، حيث تنتشر جماعات مسلحة.وهذا ما تسبب في نزوح للسكان، الذين فقدوا بالتالي قدرتهم على الإنتاج، وأصبحوا اليوم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وهذا ما له تأثير على الأمن الغذائي.
وقال" بالإضافة إلى ما تواجهه منطقة الساحل من تغيرات مناخية، وظواهر خطيرة كالجفاف طويل الأمد والفيضانات، التي تؤثر على الإنتاج الزراعي.
وتابع مسئول الفاو، من جهة أخرى، تزداد المواجهات العرقية المرتبطة بالرعي، كما جاءت جائحة كوفيد-19 لتعمق الأزمة أكثر، إضافة إلى الأزمات السياسية التي تسببت في انقلابات، زادت التوترات وإغلاق الحدود، واليوم جاءت الحرب الأوكرانية لتضرب الاقتصاد، هذه العوامل مجتمعة تهدد الأمن الغذائي.
وبشأن الحلول المناسبة، قال جيي، مهمتنا تتمثل في تنمية الزراعة والغذاء في العالم، إذا فيما يتعلق بالإنتاج الزراعي والحيواني وحتى في مجال تسيير الموارد الطبيعية، نقدم العون للدول لمواجهة هذه الأزمات، لكنها لن تستطيع مواجهتها لوحدها، هناك بعض المنظمات الإقليمية التي تقدم المساندة.
وأكد: يجب على قادة دول المنطقة أن يستخلصوا الدرس من الحرب الأوكرانية، وأول ذلك أن لا يعولوا على الخارج في تموين بلدانهم، كما يجب أن يبدؤوا في تنمية وزيادة القدرات المحلية لإنتاج ما يكفي منن حاجياتهم.
ولفت إلى تقديم الفاو المساعدة، قائلا "نقدم المساعدة لهذه الدول لمواجهة تبعات الحرب في أوروبا، من خلال زيادة الإنتاج المحلي، وتنمية سلاسل القيمة للحبوب، كما نساعدهم كذلك في إنتاج الأسمدة محليا".
وقال مسئول الفاو أن بعض الدول لم تستثمر بشكل كافي في الإنتاج الزراعي، واعتبرت أن هذا القطاع لا يشكل أولوية، لكن هذه الأزمة يجب أن تكون ملهمة لهذه الدول التي أهملت الزراعة.
وأضاف أن أرقام الفاو تظهر أننا أصبحنا نعتمد بشكل كبير على روسيا وأوكرانيا التين نستورد منهما القمح الذي أصبح مع الوقت مكونا غذائيا مهما في سلتنا الغذائية، إلى جانب ذلك، هناك حبوب أخرى كالذرة والدخن والذرة البيضاء، وفي بعض الدول يتم مزج هذه الحبوب مع القمح لصناعة الخبز.
وشدد على أنه حان الوقت أن يدعم الحكام هذا النوع من الطحين والخبز الذي ينتج منه، لكن ذلك لا يعني التخلي عن طحين القمح، بل من الضروري أن تكون هذه الأزمة فرصة لتطوير الزراعة المحلية.