عزيزى القارئ كم مرة فى حياتك سمعت أغنية "رمضان جانا" وكم مرة أذيعت هذه الأغنية التى أصبحت منذ أن شدا بها الفنان الكبير محمد عبد المطلب العلامة والنشيد الرسمى لفرحة قدوم شهر رمضان الكريم لا نشعر بجماله وبقدومه إلا عندما نسمعها، وكأن الفنان الكبير كان أول من رأى الهلال وأول من بشرنا بقدوم الشهر وأول من استقبل رمضان، حيث أصبحت هذه الأغنية كما قال عنها صاحبها عبدالمطلب أشهر من بيان المفتى الذى يعلن فيه استطلاع هلال الشهر الكريم.
وهل تخيلت عزيزى القارئ كم الثروة التى كان سيحصل صاحبها عبد المطلب إذا حصل على جنيه واحد مقابل كل مرة أذيعت فيها هذه الأغنية، وهذا هو السؤال الذى طرحه عبدالمطلب بنفسه عندما تحدث عن الأغنية وأكد أنه كان سيصبح مليونيرًا إذا حصل على جنيه واحد مقابل كل مرة أذيعت فيها هذه الأغنية ، وذلك فى وقت كان المليون جنيه ثورة طائلة لا يملكها إلا القلائل، وذلك قبل أن يعرف عبدالمطلب أن هناك أرقام أكبر كان يمكنه تحصيلها تعلو عن المليون.
وعن حكاية أغنية رمضان جانا حكى لنا الإذاعى الكبير الراحل وجدى الحكيم فى آخر حواراته أن عبد المطلب كان يحتاج بعض الأموال، وأن أغنية رمضان جانا كان مقررًا أن يغنيها المطرب أحمد عبد القادر صاحب أغنية "وحوى يا وحوى"، ولكن الإذاعة رفضت، فقرر التنازل عنها لعبد المطلب، الذى وجدها فرصة توفر له ما يحتاجه وهو مبلغ 6 جنيهات هى قيمة أجره عن الأغنية التى ظل فخورًا بها حتى وفاته.
وطبقًا لما قاله الراحل وجدى الحكيم فإن عبد المطلب كان يحدثه عن هذه الأغنية ضاحكًا ويقول: "أغنيتى أهم من بيان المفتى ولو أخذت جنيهًا واحدًا عن كل مرة تذاع فيها كنت سأصبح مليونيرًا ومن أغنى الأغنياء".
وخلال حوار أجريناه مع نور ابن الفنان محمد عبدالمطلب الذى رحل منذ شهور تحدث عن كواليس هذه الأغنية التى كتبها المؤلف حسين طنطاوى ولحنها الموسيقار محمود الشريف ، مشيراً إلى أنه فى منتصف الأربعينات، كان تأثير الحرب العالمية الثانية يلقى بظلاله على حالة الكساد فى كل المجالات ومنها الفن حيث أغلقت الكازينوهات وتأثرت السينما، ولم يكن للمطربين والفنانين ملجأ ومصدر للرزق سوى الإذاعة يأتى إليها الفنانون ليختاروا كلمات المؤلفين ،وبقت أغنية رمضان جانا الوحيدة التى لم يختارها أى فنان، فأعجبت طلب واختارها وسجلها فى نفس اليوم لاحتياجه لمبلغ الستة جنيات قيمة أجره عن غنائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة