ونحن خلال أيام الشهر الكريم، علينا ان نتمعن فى مضمون الاية الكريمة فى كتاب الله العزيز "وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".
هذه الاية الكريمة تعكس اهمية التحول لنمط الحياة الخضراء للمسلم، فى الملبس والمأكل والاستهلاك والعادات اليومية، واستخدام الموراد الطبيعية كالطاقة والمياه خلال شهر رمضان، فهى ليس فقط مسؤولية اجتماعية، ولكن أيضا واجب دينى.
فلا يكون الصيام صحيحاً مع الافساد والتلويث للموارد البيئية، ولذلك كان الصيام فرصة للتنقية سواء للنفس والبدن والنظم الإيكولوجية معا.
ففى مبادرة فرنسية أطلقت عام 2013، استنكرت عدم التزام بعض الدول، باستخدام وسائل المحافظة على البيئة، والتغيرات المناخية في العالم، وطالبت الجمعيات الأهلية الفرنسية، بضرورة تخصيص أول يوم من كل شهر للصيام، من أجل الحفاظ على المناخ، فما بالك ونحن لدينا 30 يوم نصوم فيه.
ودعت عدة كنائس بروتستانتية وكاثوليكية في ألمانيا، ايضا الى ما يسمى بـ"صيام المناخ"، لحث الصائمين على إعادة التفكير في سلوكياتهم، الخاصة بالاستهلاك بغرض تقليل استهلاك الطاقة، وممارسة أسلوب حياة بسيط.
وكشف استطلاع راى اعده معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي، بتكليف من شركة التأمين الصحي الألمانية “دي إيه كيه” عام 2017، أن 43 % من الألمان، يدركون اهمية الامتناع عن تناول أصناف من الحلوى أو الكحول أو اللحوم أو مشاهدة التليفزيون، كأحد حلول مواجهة التغيرات المناخية وترشيد استهلاك الطاقة وتخفيف بقايا الاطعمة واللجوء للاطعمة الاورجنك.
كما كشف ايضا الاستطلاع ان هناك 14 % من الالمان يسعون إلى الامتناع عن التدخين والإنترنت وقيادة السيارة خلال فترة الصيام، بهدف مقاومة المجتمعات المستهلكة التي تنفق الكثير على الاطعمة والتكنولوجيا والحد من التلوث، بما يؤثر في المناخ ويضر بالطبيعة والانسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة