أحمد إبراهيم الشريف

الصادقون.. السهروردى المقتول والإيمان التام بقدرة الله

الأربعاء، 06 أبريل 2022 08:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عاش السهروردى ومات صادقًا مع نفسه ومع الله، لم يفهمه الناس، وظنوا فيه الظنون، وفى النهاية دفعوا لقتله، هذا مع أنهم لو تركوه فى حاله مع الله لتركهم، ولو نفضوا أيديهم منه لانفض عنهم.

شغوف أنا بحياة وموت المتصوف الشهير شهاب الدين السهروردى المشهور باسم السهروردى المقتول ذلك الذى خيره حاكم حلب الظاهر الأيوبى عن الطريقة التى يختارها  للموت وأى الطرق يفضل للإعدام، فاختار طريقه للموت بـ"أن يحبس دون طعام وشراب حتى يهلك"، فكان له ما اختار، فقضى وهو بعد لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره.
 
كان السهروردى المقتول رجلا صوفيا سلك طريق الله، وقد اختلف حوله الناس منهم من رفعه إلى مرتبة "المؤيد بالملكوت"، بينما هوى به آخرون إلى الكفر والإلحاد، وإن كان كل ذلك لا دليل عليه والمعروف عنه أنه كان زاهدا يروض الجسد الفانى بالجوع والسهر وترك المباحات.
 
وتكمن الغرابة فى مقتل السهروردى فى أنه أعدم بأمر من الناصر صلاح الدين الأيوبى بعد أن طالبه فقهاء حلب بذلك، فأرسل صلاح الدين لولده حاكم حلب الذى أقام مناظرة بين السهروردى وفقهاء حلب تفوق فيها عليهم، لكن الإعدام كان من نصيبه، هذا على الرغم من أن كتب التاريخ لم تذكر أن السهروردى قد خرج رافعا سيفا ولا كان داعيا لثورة ولا أعلن الخروج عن الطاعة هو فقط كان يفكر بشكل مختلف.
 
كانت المسألة عندما سأله العلماء فى حلب " هل يأتى الله بنبي بعد سيدنا محمد" فقال "تسألونني عن قدرة الله فإن الله قادر على أن يخلق نبيا لأنه لا حدود لقدرته" وهو ما رأى الحاضرون أنه قول يفضى إلى نهاية نبوة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم.
 
ربما المتأمل هذه المسألة يعرف كم الترصد المسبق بالسهروردى ممن يناظرونه، كأنهم ينتوون قتله، مع أنه تحدث عن قدرة الله المطلقة، هذا مع أن الرجل لم يؤذ أحداـ فقد كان من دعاة مذهب "الإشراق"، والذى يقوم فى جملته على القول: بأن مصدر الكون هو النور، وهو يعبر عن الله سبحانه وتعالى بالنور الأعلى، ويصف العوالم بأنها أنوار مستمدة من النور الأول.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة