صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون كتاب جديد بعنوان "أرواح ثكلى.. مقاطع عرضية من ذاكرة الوباء"، للكاتب والشاعر عبدالرزاق الربيعي، والذى يرصد من خلاله التحولات التى فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، وحالة التشاؤم والقلق وعدم اليقين التى انتابت البشرية جراءها، وإن كان يتخللها بعض الأمل.
وجاء الكتاب ليضم 82 مقالة وثَّقت كثيراً من الأحداث المواكبة للجائحة، وبسط المؤلف خلالها مشاهداته الخاصة ووجهات نظره فى كثير منها، كما وقدم الربيعى فى الكتاب قراءة مفتوحة على الأجناس الأدبية جميعها، قائمة على التداعيات الحرة للمشاعر والعواطف، فجاءت نصوصه خليطا من اليوميات، والمقاطع الشعرية، والمقولات، والتداعيات، والرسائل، والحكايات، والمشاهد البصرية.
ويقول الكتاب فى مقدمة كتابه : "منذ الأيام الأولى لتفشى فيروس (كورونا)، وقبل إعلان منظّمة الصحّة العالميّة فى يوم 11 مارس 2020، تصنيفه جائحة عالمية، ووصوله إلى مسقط، أواخر فبراير 2020، بدأتُ تدوين كل معلومة جديدة، وتفصيل يتعلّق به، دون تخطيط مسبق، لجمعها فى كتاب، فالأفكار مثل البيوض بعضها تحمل أجنّة ومشاريع حيوات جديدة، وهناك بيوض فاسدة، لكننى كنت أدرك أن العالم يمر بحدث كوني، مفصلي، فى التاريخ، ستكون له تداعياته وانعكاساته على أنشطة الحياة بشكل عام".
ويضيف الربيعي: "عندما تضاربت المعلومات، وكثرت الأخبار، وتنوّعت مصادرها، وبين هذا، وذاك، وعلى مدى حوالى عامين، كنت أراقب، وأتابع، راصداً التطوّرات، وأقوم بفحصها، وتأمّلها، وفتح مغالق الذاكرة، ومراجعة صفحات التاريخ، الذى أؤمن بأنّه يكرر نفسه، بأشكال مختلفة، كما قيل، ضمن حلقات متداخلة، وما (كورونا) سوى حلقة فى سلسلة طويلة، بدأت منذ وُجِد الإنسان على الأرض، فحيّرته تلك الظواهر، وحاول تفسيرها من خلال الأساطير، منها أسطورة (صندوق باندورا)، التى وردتْ فى الأساطير اليونانيّة، عندما حمل صندوقها الرزايا، والأوبئة، وكان عقاباً من (زيوس) للجنس البشرى بعد سرقة بروميثيوس النار، فجمّع تلك الشرور، ووضعها فى صندوق، ما إن فتحتْه بدافع الفضول، خرجت منه: الأحقاد، والأمراض، والمكر والخداع، وانتشرت فى عموم الأرض".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة