شهد عصر صدر الإسلام بعض الظواهر المرتبطة بشهر رمضان الكريم، ومنها صلاة التراويح جماعة بشكلها المعتاد اليوم، وكذلك استخدام الفانوس للإضاءة للناس حال خروجهم للصلاة، ويعرف عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه أول من جمع الناس الصلاة التراويح على قارئ واحد فلم يكن الناس يصلون قبله التروايح جماعة.
وقد روى البخارى عن عبد الرحمن بن عبد القارى قوله: " خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ ، فَقَالَ عُمَرُ: "إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ، لَكَانَ أَمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ قَارِئِهِمْ ، قَالَ عُمَرُ: "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَه".
وقول عمر رضي الله عنه: نعم البدعة هذه، كان يقصد به أنها بدعة بمعناها اللغوي بمعنى أنها أمر جديد فلم تكن صلاة التراويح جماعة معروفة في زمن خلافة أبي بكر وجزء من خلافة عمر.
وقد استخدم الفانوس في صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان في الخامس من شهر رمضان عام 358 هجرية وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى بعصر الدولة الفاطمية، حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس مطالبين بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون، كما صاحب هؤلاء الأطفال المسحراتى حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة في هذا الشهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة