ما يميز كلمات القرآن الكريم، غير أنها كلمات الله التامات التى نزلت على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس، وبيانات من الهدى والفرقان، أنها جاءت بلسان عربى بليغ، كلماته عذبة ومعانيه رائعة وتعبيراته الجمالية، تأسر القلوب قبل العقول.
ونجد فى القرآن الكريم العديد من الآيات التى حملت تصويرًا بلاغيًا، وتجسيدًا فنيًا بليغًا، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ" (سورة النجم الآية: 11).
والآية السابقة تعبير جمالى عن وصف رؤية النبى محمد صلى الله وسلم، وكأنه رأى بقلبه ما يرأه بعينه، وتعبير مجازى في تشبيه القرب، زهو قرب حسي وليس مجرد اتصال روحانى فيكون الاستفهام في قوله: {أفتمارونه على ما يرى} مستعملاً في الفرض والتقدير.
وبحسب ما جاء فى تفسير الطبرى فى قوله (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) "أى ما كذب فؤاد محمد محمدا الذي رأى ولكنه صدقه".
واختلف أهل التأويل في الذي رآه فؤاده فلم يكذبه، فقال بعضهم: الذي رآه فؤاده رب العالمين، وقالوا جعل بصره في فؤاده، فرآه بفؤاده، ولم يره بعينه.
حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثني عمى سعيد عبد الرحمن بن سعيد، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعى، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) قال: رآه بقلبه صلى الله عليه وسلم، حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبر عباد، يعنى ابن منصور، قال: سألت عكرمة، عن قوله: (ما كذب الْفؤاد ما رأَى) قال: أتريد أن أقول لك قد رآه، نعم قد رآه، ثم قد رآه، ثم قد رآه حتى ينقطع النفس.