عاد محمد صلاح ليخطف قلوب الملايين حول العالم، ولكن هذه المرة ليس بفضل أهدافه الساحرة ولكن عندما قرر دعم مؤمن زكريا، فى موقف إنسانى أبهر العالم، واستطاع نجم ليفربول نقل مؤمن نقلة جديدة من خلاله. مشهد جلوس مؤمن زكريا على كرسى متحرك يحمل كأس الاتحاد الإنجليزى مع محمد صلاح ولاعبى ليفربول فى احتفال جنونى بتتويج ليفربول بالكأس على حساب تشيلسي خطف قلوب الجميع، وكيف وصل هذا الضيف المميز إلى قلوب الملايين حول العالم، فى لفتة إنسانية رائعة وذكاء فطرى من صلاح وهالة حب كبيرة تحيط بمؤمن زكريا من الجميع.
لا أعلم إن كان الموضوع تم ترتيبه أم لا، لأنه إن كان كذلك فهو أفضل "مفاجأة" لمؤمن، الموجود بالفعل فى إنجلترا لإجراء فحوصات طبية جديدة فى رحلته العلاجية، ولكن تلك اللفتة تستحق أن تحصد جائزة الأفضل فى 2022 ، سواء لمعناها الإنسانى أو ثورة الحب والدعم التى ترتبت عليها، حباً فى مؤمن زكريا ودعاءً له لتخطى محنة المرض، وكذلك دعماً لمحمد صلاح بعد موقفه الإنسانى الرائع الذى جمع الملايين، خاصة فى هذا التوقيت الذى يعيشه الفرعون مع ليفربول بعد خسارة نهائى أمم أفريقيا وفشل الصعود لكأس العالم، وسط موجات دعم كبيرة لتتويجه مع ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
دعم صلاح لمؤمن ليس الأول ولكن توقيته بالتأكيد كان مميزاً، حيث سبق واحتفل نجم ليفربول على طريقة مؤمن زكريا بوضع يديه على أذنيه والإشارة لرقم 8 الذى كان يرتديه نجم الأهلي عندما أحرز صلاح "هاتريك" فى مرمى ليدز يونايتد الموسم الماضى، ليتحول هذا الاحتفال إلى صحف العالم التى أفردت صفحاتها للحديث عن هذا المرض الغريب الذى يصيب الدماغ والنخاع الشوكى ويسبب فقدان التحكم فى العضلات وابتعاد مؤمن عن ممارسة كرة القدم، وكيف حرص نجم ليفربول على دعم صديقه فى تلك المحنة في مشهد نال احترام العالم، لذا جاء قرار صلاح بتكرار الواقعة وفى التوقيت المناسب بل وشارك فيها جميع لاعبي ليفربول بعد التتويج بكأس الاتحاد الإنجليزي، فتصدرت صور صلاح ومؤمن أغلفة صحف إنجلترا، ومنها "ذا صن" التى أشادت برقى النجم المصرى فى إعادة صديقه لمنصات التتويج ومشاركته الاحتفال مع زملائه فى غرفة الملابس وذلك تحت عنوان "سوبر صلاح".
محمد صلاح دائماً يحلم بالكرة الذهبية، وطالما صرح بذلك فى أكثر من مناسبة، ويعى جيداً أن كريم بنزيما أقوى المرشحين للفوز بالجائزة هذا الموسم - بحسب التقارير - والتى تحكمها العديد من المعايير، لذا فإن محمد صلاح يستحق هذا الموسم جائزة من نوع آخر، بعيداً عن معايير فرانس فوتبول ومجاملاتهم فى الاختيارات، يستحق التتويج بالكرة الذهبية فى الإنسانية – إن جاز استحداث جائزة بهذا الاسم - بعد موقفه النبيل والرائع لإسعاد مؤمن وإدخاله الفرحة على قلبه وعلى قلوب الملايين، باعتباره عملاً إنسانياً فى المقام الأول هدفه جبر الخواطر وهى من أعظم العبادات التى نصت عليها جميع الأديان.. شكراً محمد صلاح.. وربنا يشفيك يامؤمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة