أكد مشاركون فى مستهل جلسات اليوم الثانى والأخير من أعمال "مؤتمر الموزعين الدولي" الذى عقد فى مقر "هيئة الشارقة للكتاب"، على هامش فعاليات "مهرجان الشارقة القرائى للطفل" الـ 13، أن بإمكان العاملين فى مجال بيع الكتب استكشاف بيئة واحتياجات المجتمعات المحلية التى تقع مكتباتهم فى نطاقها، والعمل على خلق صلة وثيقة مع القراء تتجاوز تسويق الكتب وبيعها، إلى بناء علاقات وثيقة بين المكتبات والأفراد، وفى مقدمتهم الأطفال الذين يشكلون قراء المستقبل.
نموذج للمكتبة الناجحة
وتحدثت فى أولى جلسات اليوم الثانى من المؤتمر نادية واصف، الشريك المؤسس لمكتبة ديوان فى مصر، وتطرقت إلى قصة "ديوان" التى تأسست منذ 20 عامًا، على يد 3 سيدات، وأصبحت تمتلك 10 فروع، وتمكنت من التكيف مع الجائحة، ونجحت فى الحفاظ على مجتمع من القراء، من خلال التزامها بتوفير هوية لمحتواها من الكتب حققت لها جمهورًا متميزًا.
وقالت نادية واصف: يشكل توزيع الكتب الإلكترونية على المنصات المختلفة مخاطر على توزيع الكتب الورقية، لكن ذلك حقق لنا فرصة الوقوف على تحدى المرونة والتجريب والعمل بجهد حقيقى ومبتكر، لنبقى كما بدأنا روادًا فى توزيع الكتب، مشيرة إلى أن بإمكان المكتبات المساهمة فى تطوير المجتمعات من خلال عناوين الكتب التى تتبنى توزيعها، وأن تنمى مبيعاتها عبر تدريب موظفيها وإكسابهم خبرات إضافية تساعدهم على الحوار مع القارئ.
تجربة المهرجانات القرائية
وتطرقت الجلسة الثانية، التى جاءت تحت عنوان "التعاون مع الناشرين الكتّاب والمهرجانات الثقافية والمدارس"، إلى اعتماد الإدارة الناجحة لمتجر بيع الكتب على حجم العلاقات مع الشركاء، من خلال تسليط الضوء على نماذج من الشراكات القوية مع الناشرين والمؤلفين والمهرجانات والمدارس، والتى تشكل عاملاً أساسياً لتعزيز دور متاجر الكتب، باعتبارها جزءًا مهماً من المجتمع، ووجهةً للعلم والمعرفة والقراءة.
وفى الجلسة التى أدارتها تيريز ناصر، من إنجرام ببليشنج سيرفيسز، عرض أربعة متحدثين تجاربهم وقدموا مجموعة من النصائح حول أفضل السبل لبناء شراكات فاعلة مع الجمهور المستهدف، حيث تحدث فى هذا المحور كل من: لولا شونين، آكيه بوك فيستيفال، من نيجيريا، وجوراف شريناجيش، بينجوان راندوم هاوس، من الهند، وسواتى روى، بوكارو، من الهند، وتينا مامولاشفيلى، من جورجيا.
وحول تجربته فى بلده جورجيا، أوضح موزع الكتب تينا مامولاشفيلى، أهمية الكاتب الجيد والمحتوى المناسب للمجتمع، ليحقق الكتاب توزيعاً ملائماً يدعم المؤلف نفسه وليس بائع الكتب فقط، وأشار من وحى تجربته إلى جدوى الاهتمام بالثقافات واللغات المحلية لخلق مكتبات ناجحة تكون لها مساحتها التى تتجاوز دور توزيع الكتب إلى خلق الإلهام ولفت اهتمام القراء من مختلف الأعمار.
واعتبرت لولا شونين أن على موزع الكتب القيام بأكثر من دور وأن تكون له صلة بكل من مهنة الكتابة وعملية البيع والتسويق، إضافةً إلى خلق صلات بالمؤلفين، ليعرف القصص والكتب الملهمة التى تنجح فى الوصول إلى القارئ بشكل أفضل، وأن يركز على العناية بالمنتجات المصاحبة للكتب مثل الحقائب والربط بين المؤلفين والمهرجانات المحلية وجمهورها، وإبقاء الأطفال على تفاعل مع المكتبة وأن يعتبروها مساحتهم الخاصة والمكان الذى يوفر لهم الكتب.
مؤتمر الموزعين الدولى
جانب من أحاديث الضيوف
جانب من الفعاليات