أصبح علم التنمية البشرية سمة الحياة داخل المجتمعات المتطورة، وذلك تحقيقًا لزيادة القدرات التعليمية والخبرات، إلى جانب التشجيع على العمل والتفكير بشكل صحيح فى أمور الحياة، والعمل على تربية الأطفال بشكل صحيح داخل الأسر، ولأهمية الجلسات النفسية للطفل، تضمن مهرجان الشارقة القرائى للطفل مجموعة من الورش للصغار لتعليهم المفاهيم الصحيحة والانصراف عن العادات السيئة، ولهذا كان لنا لقاء مع القائمة على تلك الورش للوقوف على التفاصيل بشكل أكبر ومعرفة مدى استجابة الأطفال.
وحول تأثير تصرفات أولياء الأمور على أبنائهم، قالت تالا الناصر، مدربة التنمية البشرية، إن أكثر أشياء التى يعانى منها الأطفال يكون مصدرها الأساسى من الأهل، وأكثر هذه الأشياء التوتر، لأن الأطفال بطبيعتهم ليس لديهم مشاكل فى الأصل لأنه ببساطة ليس لديهم أعباء على عاتقهم مثل المسئوليات، ولكن ينقل لهم التوتر من الآباء والأمهات.
وأوضحت تالا الناصر، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن من أخطر الأشياء التى تؤثر على الطفل أن أولياء الأمور يريدون أن يكون أحسن شخص بالعالم أو أحسن لاعب بالعالم وأحسن رسامة، وهكذا، بالتأكيد من المهم أن يكون الأهل مشجعين لأبناهم ولكن هناك فرق بين تشجيع الابن أو الابنة وبين الضغط عليهم فى مثل هذه الأشياء، فيجب أن يكون بيته هو المكان الذى يستطيع فيه التعبير عن مشاعره ومحبوب به وكل هذا يؤثر فى نفسيته بعكس ما يكون الطفل خائف أن يعود والده من العمل مثلا.
ولفتت تالا الناصر، من الضروري أن يخضع الآباء والأمهات لورش المحاكاة النفسية وهو ما يساعد بشكل كبير على نفسية أولادهم، لأن معاملة الأهل مع الأبناء بالطرق الإيجابية التى يتعلمها الأطفال بالورش، مثل كيفية التفكير الجيد فى الأشياء وكيف نفكر بشكل صحيح ويستطيع العقل الاستجابة للمعلومات التى يتلقها، وعندما يعرف الأهل كل هذه لأمور سيستطيعون الاستجابة والتواصل بشكل صحيحة مع أولادهم.
وحول جذب الطفل نحو الأمور الصحيحة دون التأثر بأشياء سلبية قد يشاهده عبر السوشيال ميديا، أضافت خبير التنمية البشرية، نقوم بالشرح بطرق علمية ونفسية حديثة، ويستطيع الطفل أو المتلقى أن يفرق بين الصح والخطأ، ولهذا نعمل على تحقيق مصداقيتنا لدى الطفل حتى لا يتأثر بما يخالف ما يتعلمه فى الورش النفسية والتنمية البشرية.
ولفتت أن الطموح لدينا ان نصل لعدد كبير من الأطفال والكبار أيضا لأنه يساعد الكثير داخل الأسر، حيث نعمل على انتشار الإيجابيات عبر التكنولوجيا الحديثة التى تشهد طفرة كبيرة فى جميع دول العالم.
كما أشارت إلى أن أكثر الأمور السلبية انتشارًا هو التنمر، ولكن ما نلاحظه فى نفس الوقت أن هناك وعى حيث أصبح الأطفال يستوعبوا أكثر علم النفس والتنمية الذاتية والبشرية، وهو أمر مبشر للقضاء على الظواهر السلبية بكل سهولة، ويجب أن نعمل على توعية أطفالنا أن التصرفات الخاطئة يجب الانصراف عنها، كما من الضرورى والمهم أن يتم تخصيص ساعة واحدة على الأقل أسبوعيًا لتوعية الأطفال من الظواهر السلبية مثل التنمر والإفراط فى استخدام السوشيال ميديا وغير من الأمور، إلى جانب المتابعة الدورية من أولياء أمورهم، حتى تعرف الأسر مصدر المعلومات التى يتلقها أولادهم.