اسم لا يغيب عن ذاكرة السينما المصرية في أوج مجدها، فهو أحد فرسان الانتاج السينمائي الذين خرجوا من عباءة جيل الازدهار والانتشار والريادة في منتصف القرن الماضي، حين عمل في مجال الانتاج كتلميذ نجيب ومبشر لعملاق الانتاج السينمائي رمسيس نجيب في مطلع العقد السادس من القرن الماضي واكتسب سريعا حب واحترام الجميع وأصبح له رصيده ضخم في الوسط الفني رصيد من المصداقية والثقة والخبرة في عالم السينما.
ساهم محسن علم الدين بإثراء مكتبة السينما العربية بأعمال لا تنسى وأنتج لكبار الكتاب والمخرجين مثل فطين عبد الوهاب، صلاح أبو سيف، محمود ذوالفقار، حلمي حليم، حسن الإمام، نيازى مصطفى، حسام الدين مصطفى، حسين كمال، أحمد يحيى وغيرهم.
بدأ محسن علم الدين مشواره مبكرا وهو مازال طالبا في كلية الآداب جامعة عين شمس، لإرضاء أبويه، وفي الوقت ذاته كان طالبا منتسبا بكلية التجارة جامعة القاهرة ليدرس إدارة الأعمال، وعرضت عليه عدة وظائف لتفوقه فى السنة الأولى، لكنه فضل التريث، إلا أنه بعد ذلك انجذب بقوه للعمل السينمائي حين عرض عليه فتحي حسن مدير استوديو مصر العمل في إدارة الحسابات مع المنتج الكبير رمسيس نجيب، وكان قبوله الفوري دليل على عشقه للسينما، وارتباطه النفسي بها، فقد رفض قبل انضمامه لكتيبة رمسيس نجيب وظائف لا ترفض في بنوك وشركات بترول وفنادق كبرى، وطبعا هذا الشغف انعكس على علاقته برمسيس نجيب الذي تبناه على الفور، فصار له الذراع اليمنى، ووضعه رمسيس نجيب على طريق الامتداد لمدرسته الكبرى فى الإنتاج السينمائي.
كان فيلم "لا تذكريني" هو بداية مشوار محسن علم الدين في مدرسة رمسيس نجيب، حيث أشرف على الإنتاج وكان هذا الفيلم الاختبار الذي نجح فيه محسن علم الدين، وتم تصويره باستوديو النحاس، وتوالت الأعمال التي أشرف على إنتاجها حتى أصبح مشهودا له بإدارته الناجحة جدا في الإنتاج إلى الحد الذي جعل المنتج الكبير رمسيس نجيب يكلفة بإدارة إنتاج الأفلام الضخمة والأفلام التي تصور خارج مصر.
صار محسن علم الدين اسما لامعا يعرفه الجميع ويثقون بقدراته، وتنافست عليه شركات الإنتاج مثل شركة أفلام مراد رمسيس نجيب، وشركة شعاع، وشركة سفنكس، بالإضافة لشركة فينوس وهو صاحبها ومديرها.
وحين أصبحت له مدرسة منفرد قوية وحقيقية يمكن أن نطلق عليها مدرسة المنتج الكبير محسن علم الدين أظهر معدنه الأصيل ووفاءه لأستاذه وأبيه الروحي رمسيس نجيب، وأهدى أول أفلامه لروح المنتج الكبير رمسيس نجيب.
انطلق محسن علم الدين كاسم لامع في مجال الانتاج السينمائي ليستكمل مشوار الريادة على مدار العقدين السابع والثامن وفي العقد التاسع من القرن الماضي تراجع الانتاج السينمائي بشكل عام لكنه عاد ليستكمل المسيرة في الفيديو والمسرح وأيضا السينما شغفه الأول فعايش بذلك عدد كبير من التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ففي الستينات كان مديرا لشركة رمسيس وشركاه وفي السبعينات اشترك مع رمسيس نجيب في الانتاج وبعد رحيل الاستاذ أكمل المشوار من أواخر السبعينات ليشهد عصر الانفتاح وعصر أفلام المقاولات وظهور مسرح القطاع الخاص والتحول من الاشتراكية للرأسمالية واستطاع أن يجاري كافة التحولات ويستمر كاسم قوي في مجال الانتاج السينمائي فربط بذلك بين ثلاثة أجيال من أجيال السينما.
من منا ينسى الأفلام التي أدار انتاجها في مدرسة رمسيس نجيب مثل: "وا إسلاماه" و"الطريق المسدود" و"زقاق المدق" و"إسماعيل ياسين في الأسطول" و"إضراب الشحاتين" و"غرام الأسياد" و"أدهم الشرقاوي" و"عروس النيل" و"الزوجة الثانية" وما يقرب من ثلاثين فيلما أخرى.
من منا ينسى هذه الأفلام الناجحة التي نفذ انتاجها مع رمسيس نجيب مثل: الخيط الرفيع، حب وكبرياء، إمبراطورية ميم، الرصاصة لا تزال في جيبي، حتى آخر العمر، نحن لا نزرع الشوك، بئر الحرمان، شيء في صدري، 7 أيام في الجنة، أه من حواء وما يقرب من عشرون فيلما آخر.
من منا ينسى المسلسلات والمسرحيات والأفلام الناجحة التي نفذها أو أنتجها لصالحه أو لصالح شركتي سفنكس وشعاع مثل: دنيا عبد الجبار، موعد مع الرئيس، ثلاثة على الطريق، دماء على الثوب الأبيض، حبيبتي من تكون، مراهقون ومراهقات، الحجر الداير، يا عزسزي كلنا لصوص، الحب وحده لا يكفي، فتاة من اسرائيل وأرض الخوف وأولى ثانوي ومسلسلات مثل : لا يا زوجتي العزيزة، حضرة المحترم، دموع الغضب ومسرحيات مثل : 727 ، وحزمنى يا بابا، عالم قطط، سداح مداح وغيرها الكثير والكثير.
مهما حاولنا أن نحصر مشاركات محسن علم الدين سيكون الأمر صعبا ويحتاج لدراسة موسعة فقد كان هذا المنتج العملاق أيقونة مشاركة في كل عمل ناجح وهو شريك في نسبة ضخمة لا يماثله فيها أحد في تاريخ الانتاج السينمائي في مصر وسيظل محسن علم الدين علامة فارقة في تاريخ الانتاج السينمائي العربي والريادة المصرية شفاه الله وعافا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة