* المشروع يجيب عن أسئلة مطروحة حول أولويات التنمية فى الزراعة والصناعة.. والدلتا الجديدة تضيف 25ـ 30% للرقعة الزراعية وتعتمد أغلبها على الرى من مياه محطات التنقية والآبار
كل من شاهد مشروع مستقبل مصر توقف عند حجم وشكل العمل فى هذا المشروع، والذى يسهم بنصيب كبير فى الإنتاج الزراعى من أراض جديدة تضاف إلى الرقعة الزراعية فى الوادى والدلتا، يضاف إلى ذلك حجم الجهد الذى بذل فى استصلاح وتجهيز الأرض، وريها من آبار بنظام حديث يوفر الماء ويضاعف الإنتاج، هذه النتيجة تعنى وجود تخطيط كبير وجهد خبرات علمية وزراعية، ويقوم المشروع فى 65 % على الزراعة الآلية ويوفر 550 مليون دولار محل الواردات من زراعة 288 ألف فدان من المحاصيل الاستراتيجية «القمح والذرة وبنجر السكر» خلال 3 سنوات، ومع استكمال البنية الأساسية تصل المساحة خلال عامين إلى 700 ألف فدان، وهو ضمن مشروع الدلتا الجديدة التى تصل إلى أكثر من 2 مليون فدان، ضمن مشروعات التوسع الأفقى فى «الدلتا الجديدة» بمساحة 2.2 مليون فدان، ومشروع تنمية جنوب الوادى فى توشكى بمساحة 1.1 مليون فدان، ومشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، ومشروع تنمية الريف الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، ومشروعات أخرى ببعض محافظات الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان، وهو ما يمثل إضافة تصل إلى ربع المساحة التى تكونت على مر العصر الحديث منذ بداية تنظيم الرى والزراعة.
وبالتالى فإن افتتاح مشروع بهذا الحجم فى هذا التوقيت يضيف 25 ـ 30 % للرقعة الزراعية باعتبار الزراعة أولوية، مشروع الدلتا يعتمد فى أغلبه على الرى من مياه معاد استخدامها، بالتنقية الثلاثية وبتكنولوجيا متطورة، وطرق حديثة للرى تشير إلى توفير مياه بعيدا عن النيل أو المصادر الطبيعية بشكل عام.
مشروع مستقبل مصر يضيف نحو 200 ألف طن من القمح، وقبله توشكى الذى يضيف نصف مليون طن قمح، ونحو 200 ألف طن من «مستقبل مصر» تجعل الاحتياطى من القمح مستمرا حتى نهاية العام فى ظل أزمة عالمية أثرت على الأسعار بل وتوفر القمح والغذاء عموما، بما يشير إلى أن الأموال التى تنفق على البنية التحتية فى الإنتاج الزراعى وهى مليارات تنعكس على عائد إنتاجى من الحبوب والبطاطس وبنجر السكر، ثم إنها تمثل أصولا للدولة، بجانب أنها توفر الآلاف من فرص العمل الدائمة والمؤقتة، وهى فرص جديدة بما يجعل مثل هذا المشروع نتاج تخطيط علمى واقتصادى.
مثل هذا المشروع بحاجة إلى أن يكون متاحا ليراه المواطن، لأنه يجيب عن أسئلة مطروحة الآن وعلى مدى أيام حول أولويات التنمية، وأهمية التركيز فى الزراعة والصناعة، ولدينا على مدى السنوات الثمانى الماضية عدد من المشروعات الصناعية والزراعية التى تم افتتاحها، ومنها استعادة قدرات مصانع تعرضت للإهمال والنسيان، وتجيب عن بعض التساؤلات حول التنمية، وتفتح بابا لنقاش مهم ينطلق من أرضية ما تحقق خلال السنوات، بناء على الواقع.
هنا تأتى خطوة إتاحة المعلومات والتى تحدث عنها الرئيس، ووجه إليها الحكومة، أن يتم توفير المعلومات اللازمة والأرقام وبعضها متاح فعلا فى تقارير جهاز التعبئة والإحصاء والبعض الآخر متفرق على مواقع وإدارات، ويكون من المهم إتاحته لمن يريد، خاصة أن بعض من يتحدثون فى القضايا المختلفة لا يبدو أنهم اطلعوا على المعلومات المتاحة، بعضهم يسأل عن مشروعات زراعية موجودة بالفعل أو ما تحقق فى التنمية وما يفترض وضعه على جدول التنفيذ، ومن يطرح الأسئلة يفعل ذلك إما لنقص المعلومات، أو بسبب الاستسلام للكلام السهل على مواقع التواصل دون مراجعة، والبعض يعتقد أن المعلومات تنسف ما لديه من أدوات.
الرئيس فى افتتاحه لمشروع مستقبل مصر أكد أن المعلومات متاحة على مواقع الحكومة والرئاسة، بحيث يكون الحديث من قاعدة واحدة، ويجد من المعلومات ما يكفى ليسند المناقشة، بما ينتج حوارا، وحتى لا يتحول الأمر إلى مجرد ترديد لكلام دون أساس، أو الانطلاق فى الحوار من مقدمات خاطئة تقود إلى نتائج أو آراء غير صحيحة، لكى يكون الخلاف والاتفاق قائما على معلومات وليس منطلقا من نقاط غائبة، هناك بالفعل مناطق يمكن التحاور حولها، بهدف اللقاء على أرضية مشتركة، تسمح بالاختلاف والاتفاق وليس البقاء فى نقاط استقطاب ثابتة، وربما تكون هناك حاجة لأن يتعرف أغلب الناس على ما تحقق وما هو متاح، لأن الرؤية المباشرة مع المعلومات تسهل المعرفة، لمن يريد.