تمر اليوم الذكرى الـ 190 على فتح الجيش المصري بقيادة "أحمد المونوكلي" مدينة عكا بعد حصار دام 6 أشهر، إثر إعلان حاكم مصر محمد علي باشا الحرب على والي عكا "عبد الله باشا" بحجة إيوائه 6 آلاف من المصريين الفارين من التجنيد ورفضه إرسال الأخشاب لبناء الأسطول المصري.
بدأ المصريون حصار (عكا) ذلك الحصن الذى عجز نابليون عن اقتحامه وارتد عنه خائبا، وفى أثناء ذلك أراد السلطان إثارة الرأى العام ضد محمد على، فألف مجلسا كان متفى الاستانة من أعضائه، وأعلن فى 23 أبريل سنة 1831 تمرد محمد على وعزله وتعيين حسين باشا سردارا وواليا على مصر بدلا من محمد على، إلا أن قرار التمرد والعزل لم يثن محمد على عن عزمه فواصل القتال بعزم وبأس .
وفى 5 أبريل سنة 1831 دخل المصريون طرابلس وكانوا من قبل احتلوا صور وصيدا وبيروت وكانت كلها داخلة فى ولاية عبد الله، وكانت أول موقعة بين المصريين والأتراك عند قرية الزراعة (جنوبى حمص)، فألتقى الاتراك بقيادة عثمان باشا بالمصريين فدارت الدائرة على الأتراك وطاردهم المصريون حتى دفعوا بهم إلى نهر العاصى حيث غرق عدد عظيم منهم
ثم شدد المصريون الحصار على عكا وامطروها وابلا من القنابل وكانت حاميتها تتألف من 6 آلاف مقاتل يقودهم ضباط أوروبيون، وكان سورها منيعا فقاومت مقاومة عظيمة ولكن نتيجة ذلك أن دك السور واقتحمه المصريون واستولوا على القلعة بعد قتال مروع، وأسروا عبد الله والى عكا نفسه بعد أن دافع عنها دفاع الأبطال، وقد أرسله ابراهيم باشا إلى مصر فأقام فى جزيرة الروضة ذليلا حتى 22 ديسمبر سنة 1833 .
وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد أن استمر ستة أشهر، وقد تكبد كل من الفريقين خسائر فادحة بلغت فى الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت الحامية 5600 قتيل، وقد بلغ عدد القنابل التى ألقاها المصريون على عكا 50.000 وعدد القذائف 203.000، على أن هذا الفتح كان له دوى عظم تجاوب فى الخافقين، لأن عكا هذه قد امتنع من قبل على نابليون من نيف وثلاثين سنة، وعجز عن فتحها، فانتصار إبراهيم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصرى .